صحافة إسرائيلية

المرشح لقيادة جيش الاحتلال: متديّن وانطوائي ويفتقر للكاريزما

والده حاخام يعيش في مستوطنة في رام الله وسط الضفة الغربية
والده حاخام يعيش في مستوطنة في رام الله وسط الضفة الغربية

بعد ساعات فقط على إعلان وزير حرب الاحتلال بيني غانتس ترشيح هآرتسي هاليفي قائدا للجيش خلفا لأفيف كوخافي الذي ينهي مهامه أوائل 2023، بدأت تظهر ردود فعل إسرائيلية متباينة إزاء هذا الترشيح، بين من يرى أن هاليفي ليس جديرا بهذا المنصب الرفيع، بسبب سيرته الذاتية المتواضعة، وبين من رصد جملة التهديدات الأمنية التي ستواجهه فور توليه منصبه، ومدى قدرته على التعامل معها.

ولعل هاليفي رئيس الأركان الأول الذي يمتلك جذورا "عميقة" في الصهيونية الدينية، رغم أنه لا يرتدي "الكيبا"، ولا يظهر تعليمه الديني، فوالده أحد الحاخامات الكبار، ويعيش في مستوطنة يهودية قرب رام الله، ويحب الاقتباس كثيرا من أقوال الحاخامات اليهود القدامى، وطبيعته انطوائية، وهناك قناعات إسرائيلية سائدة أنه لا يتمتع بالكاريزما الشخصية مثل أسلافه كوخافي وغادي آيزنكوت وغابي أشكنازي.

يوآف زيتون المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، ذكر أن "هاليفي، رئيس الأركان الـ23، يواجه جملة تحديات أمنية متعددة الجبهات، الفلسطينية واللبنانية والسورية والإيرانية، وسيكون مطالبا على الفور بالتوقيع على الخطة الجديدة التي تصوغها القوات الجوية وشعبة المخابرات لمهاجمة المنشآت النووية في إيران، وهو خيار بات أكثر واقعية، ومثل هذه الخطة، ستكلف الجيش مئات ملايين الشواقل على أقل تقدير".

وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "هاليفي يستلم منصبه بعد أشهر قليلة في ذروة أزمة سياسية لا تنتهي أبدًا، سواء مع حكومة جديدة في السيناريو الأكثر تفاؤلاً، تبدأ ولايتها في شباط/ فبراير أو آذار/ مارس، أو العودة مجددا إلى انتخابات مبكرة سادسة، ما يعني خسارة واضحة لسنته الأولى في منصبه بانتظار استقرار الحكومة المقبلة، رغم أن التحدي الأكبر الذي سيواجهه هو حالة الانقسام المتفشية في المجتمع الإسرائيلي، فضلا عن أزمة شعبة القوى البشرية في الجيش، مع استمرار تخلي الجنود عن الوحدات القتالية".

 

رون بن يشاي الخبير العسكري "رصد جملة من التحديات الأمنية التي ستواجه هاليفي عندما يجلس في مكتب رئيس الأركان، أولها إعداد الجيش الإسرائيلي للحرب ضد حزب الله، خاصة تجهيز القوات البرية.. وثانيها الضفة الغربية، وبعد أبي مازن، مع تفشي الاضطرابات الشديدة، وباتت تشبه بركانا قد ينفجر في وجه الجيش والمستوطنين.. وثالثها إيران، ويتوقع أن يقرر هاليفي أي الخيارات الهجومية التي سيعدها الجيش إذا قررت إيران تحقيق "اختراق" للسلاح النووي".

وأضاف في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، وترجمته "عربي21" أن "التحدي الرابع يتمثل في تعزيز التعاون الإقليمي بقيادة القيادة المركزية الأمريكية.. والخامس في استعادة ثقة الجمهور والسياسيين بقدرات القوات البرية".

من الواضح أن مسارعة غانتس لترشيح هاليفي لرئاسة الأركان جاء مخالفا لرغبات المعارضة الإسرائيلية، خاصة حزب الليكود ورئيسه بنيامين نتنياهو الذي كان يفضل علانية ترشيح آيال زامير خلفا لكوخافي، كونه عمل سكرتيرا عسكريا له حين كان رئيسا للحكومة، وفي الوقت ذاته، فإن تعيين هاليفي في هذه الفترة الحساسة يضع عليه مزيدا من الأعباء العسكرية والأمنية كونه يواكب فترة سياسية وحزبية هي الأكثر تعقيدا في تاريخ دولة الاحتلال، ما سيترك تبعاته السلبية على أدائه العملياتي.

0
التعليقات (0)

خبر عاجل