صراع تيغراي تصعيد عسكري جديد

تعودُ أسباب الصراعِ الأخير في إقليم تيغراي إلى تشرين الثاني/ نوفمبر 2020 عندما أرسلَ رئيسُ الوزراءِ أبي أحمد الجيشَ الفدراليَّ إلى المنطقةِ للإطاحةِ بالسلطات المحلية.
بعد هدنة دامت خمسة أشهر، عاد القتال من جديد بين مقاتلي تيغراي والقوات الحكومية في شمال إثيوبيا.



فصلٌ جديدٌ من القتال المسلح بينَ مقاتلي تيغراي والقواتِ الحكوميةِ بدأ مع نهاية آب/ أغسطس الماضي، في شمالِ إثيوبيا، وذلك للمرةِ الأولى بعدَ هدنةٍ استمرت 5 أشهر الأمرُ الذي يؤدي إلى خلقِ أزمة إنسانية جديدةٍ ويوجهُ ضربةً إلى الآمالِ الطامحةِ إلى إجراءِ محادثاتِ سلامٍ وإخمادِ نارِ التوترِ المشتعلةِ في الإقليمِ منذُ 21 شهرا.


مقاتلو تيغراي اتهموا الجيشَ الإثيوبيَ بشنِّ هجومٍ واسعٍ على مواقعهم، فيما تتهمُ حكومةُ أديس أبابا متمردي الإقليمِ بـ "خرق الهدنة".


الأممُ المتحدةُ والاتحادُ الأوروبيُّ أعربا عن قلقهما من استئنافِ القتالِ في إثيوبيا ودعوا الأمينَ العام أنطونيو غوتيرش إلى العودةِ إلى محادثاتِ السلامِ بينَ القواتِ الإثيوبيةِ وجبهةِ تحريرِ شعبِ تيغراي.


فيما أعربَ الاتحاد الأفريقي بدورهِ على لسانِ رئيسهِ موسى فقي عن قلقهِ "العميقِ" من عودةِ القتالِ في شمالِ البلادِ بين القواتِ الإثيوبيةِ ومتمردي جبهةِ تحريرِ تيغراي داعيا الطرفينِ إلى وقف التصعيد.


أزمةٌ إنسانيةٌ خانقة 

 

 فاقمت المعاركُ من حدة الأزمة الإنسانية في تيغراي حيثُ دمرت البنيةَ التحتيةَ وحرمت المواطنينَ من الخدماتِ الأساسيةِ مثل الكهرباءِ والاتصالاتِ والخدماتِ المصرفية.


وتصاعدَ التوترُ في الأيامِ الأخيرةِ بينَ حكومةِ أديس أبابا ومتمردي الإقليمِ، وتبادلَ الطرفانِ التهديداتِ بالاستعدادِ لاستئنافِ المعاركِ على الرغمِ من تعهداتهما خلالَ الشهرينِ المنصرمينِ بالدخولِ في مفاوضات.

 

ويرى محللونَ في مجموعةِ الأزماتِ الدوليةِ ضرورةَ وقفِ القتالِ الحاليِّ في أقربِ وقتٍ ممكنٍ قبلَ أن يتصاعدَ ويتحولَ إلى حربٍ قد يستحيلُ التحكمُ فيها مستقبلا.

خلفياتُ الصراع 

 

 تعودُ أسباب الصراعِ الأخير في إقليم تيغراي إلى تشرين الثاني/ نوفمبر 2020 عندما أرسلَ رئيسُ الوزراءِ أبي أحمد الجيشَ الفدراليَّ إلى المنطقةِ للإطاحةِ بالسلطات المحلية، متهمًا إياها بمهاجمةِ قواعدَ عسكريةٍ في الإقليم، وخلفت المعاركُ - وفقَ مصادرَ عسكريةٍ إثيوبيةٍ - مئاتِ القتلى في ثاني أكبرِ دولةٍ بإفريقيا من حيثُ التعدادِ السكاني. 


ويتلقى الجيشُ الإثيوبيُّ دعما من القواتِ الإقليميةِ وميليشيا الأمهرة بالإضافة إلى قوةٍ من إريتريا المجاورةِ التي لا تزالُ قواتها موجودةً في غربِ تيغراي.


وتمكنَ مقاتلو تيغراي من استعادةِ السيطرةِ على معظمِ المنطقةِ في هجومٍ مضادٍّ في منتصفِ عام 2021 استطاعوا فيه منَ التوغلِ ودخولِ أمهرة وعفر المتجاورتينِ


التعليقات (0)