سياسة عربية

كيف تفاعلت الأطراف العراقية مع دعوة الصدر لحل البرلمان؟

استبعد الصدر مشاركة تياره في الحوار مع الأطراف العراقية- جيتي
استبعد الصدر مشاركة تياره في الحوار مع الأطراف العراقية- جيتي

هاجم عدد من المتظاهرين العراقيين – يعتقد أنهم من أتباع التيار الصدري- صورة لرئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، وذلك في أعقاب دعوة رجل الدين الشيعي البارز مقتدى الصدر إلى حل مجلس النواب العراقي وإجراء انتخابات مبكرة جديدة.

وأظهر مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي صورة للمالكي مرتديا بدلة الإعدام، وقد التف حبل المشنقة حول رقبته، بينما كان عدد من العراقيين يضربون الصورة بالأحذية، تعبيرا عن غضبهم.

 

ودعا زعيم التيار الصدري رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، إلى حل البرلمان العراقي، وإجراء انتخابات مبكرة، فيما تعيش البلاد أزمة سياسية حالت دون تشكيل حكومة منذ انتخابات 10 تشرين الأول/ أكتوبر 2021.

وبحسب المادة 64 من الدستور العراقي، فإن حلّ مجلس النواب يتمّ "بالأغلبية المطلقة لعدد أعضائه، بناءً على طلبٍ من ثلث أعضائه، أو طلبٍ من رئيس مجلس الوزراء وبموافقة رئيس الجمهورية، ولا يجوز حل المجلس في أثناء مدة استجواب رئيس مجلس الوزراء".

 

اقرأ أيضا: الصدر يدعو إلى حل البرلمان العراقي وإجراء انتخابات مبكرة


وحول دعوة مصطفى الكاظمي رئيس الوزراء العراقي الذي يتولى حكومة تصريف الأعمال، الأطراف السياسية إلى الدخول في "حوار وطني"، استبعد الصدر مشاركة تياره في الحوار، معتبرا أن الحوار مع خصومه لم يفد العراق إلا الخراب والفساد والتبعية على الرغم من الوعود والتوقيعات.

من جانبه، اعتبر نوري المالكي رئيس الوزراء الأسبق وزعيم كتلة دولة القانون المنضوية في الإطار التنسيقي، وخصم الصدر الرئيسي على الساحة السياسية في تغريدة أن "الحوارات الجادة التي نأمل منها أن تحسم الخلافات وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح تبدأ بالعودة إلى الدستور واحترام المؤسسات الدستورية".

في المقابل، رحّب هادي العامري، أحد أبرز القياديين في الإطار التنسيقي الذي يضمّ كذلك كتلة دولة القانون بزعامة نوري المالكي الخصم الرئيسي للصدر، بمبادرة الكاظمي.

وقال العامري زعيم أحد الفصائل البارزة في تحالف الفتح الموالي لإيران، في بيان: "نؤكد ما أكدناه سابقا أن لا حل للأزمة الحالية إلا عبر تهدئة التشنجات وضبط النفس والجلوس على طاولة الحوار البناء الجاد".

وأضاف: "لذلك فإننا نؤيد ما جاء في بيان رئيس مجلس الوزراء... بخصوص الأحداث الأخيرة التي تشهدها البلاد".

من جانبها، دعت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) الطبقة السياسية إلى إيجاد "حلول عاجلة للأزمة" عبر الحوار بين الأطراف السياسية.

وناشدت "الجهات الفاعلة كافةً الالتزامَ والمشاركة بفاعلية والاتفاق على حلولٍ من دون تأخير"، معتبرة أن "الحوار الهادف بين جميع الأطراف العراقية الآن أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى، حيث أظهرت الأحداث الأخيرةُ الخطرَ السريع للتصعيد في هذا المناخ السياسي المتوتر".

وكتب رئيس ائتلاف النصر، أحد قوى "الإطار التنسيقي"، حيدر العبادي، عبر "تويتر"، أنه يرحب بما جاء في خطاب الصدر في جوانب عدة تلتقي مع "مبادرتنا لحل الأزمة".

وأشاد العبادي بـ"خطوات الصدر" لحفظ الدم وتحقيق الإصلاح، ودعا إلى تكاتف الجميع "لخدمة الشعب وإصلاح النظام وتدعيم الدولة الدستورية، ومن خلال عملية ديمقراطية سليمة وسلمية".

والسبت، اقتحم أنصار الصدر للمرة الثانية خلال أقل من أسبوع مقر البرلمان في "المنطقة الخضراء" بالعاصمة بغداد، رفضا لترشيح "الإطار التنسيقي" محمد شياع السوداني لمنصب رئيس الوزراء.

والسوداني مقرب من المالكي وإيران، وسبق أن تولى مناصب حكومية، بينما يدعو التيار الصدري وقوى عراقية أخرى إلى اختيار شخصية لم تتقلد أي مناصب.

وفي حزيران/ يونيو الماضي، قدم نواب التيار الصدري الـ73 (من أصل 329) استقالاتهم، إثر عدم تمكنه من تشكيل حكومة "أغلبية وطنية"، حيث تمسك "الإطار التنسيقي" بحكومة "توافق وطني" كالمعتاد، وبات يمتلك أغلبية برلمانية تمكنه من تشكيل الحكومة.

التعليقات (0)