سياسة عربية

جميلة إسماعيل.. سيدة على رأس حزب مصري تواجه تحديات

ميلة إسماعيل - فيسبوك
ميلة إسماعيل - فيسبوك

نجحت السياسية والإعلامية المصرية، جميلة إسماعيل، في الفوز برئاسة حزب الدستور على حساب منافسها السياسي والصحفي خالد داوود في الانتخابات التي عقدت بمقر حزب الكرامة، الجمعة، بالقاهرة، من أجل اختيار رئيس وإدارة جديدة للحزب.

 

وبذلك تصبح جميلة إسماعيل، ثاني رئيسة لحزب الدستور بعد هالة شكرالله، ليكون أول حزب تترأسه سيدتان في مصر منذ تدشينه.

بحسب اللجنة المشرفة على الانتخابات، حصلت قائمة إسماعيل التي حملت اسم "التئام – بناء – تجديد" على 322 صوتًا من إجمالي 466 عضوًا بالحزب شاركوا في الانتخابات، فيما حصلت قائمة داوود الذي ينافسها بقائمة "بنبني لبكرة" على 183 صوتًا فقط.

وعقب إعلان النتائج، أعلن داوود في خطوة مفاجئة، استقالته من الحزب برمته، تاركا موقعه في الحزب بعد أن أصبح أحد المشاركين في جلسات "الحوار الوطني" الذي دعا له رئيس النظام، عبد الفتاح السيسي، نهاية نيسان/ أبريل الماضي.

وقالت إسماعيل عقب إعلان فوزها: "نبدأ مرحلة جديدة من عمر هذا الحزب، لكننا  ليس لدينا مقرات ولا موارد مالية، ولا حساب في البنك، ولا أوراق ولا تراخيص، لكن لدينا أهم شيء وهو الموارد البشرية، المتمثلة في الأعضاء الذين يريدون النهوض بالحزب، على الرغم مما حدث عبر السنين الأخيرة.


رؤية الحزب الجديدة

بخصوص الأجندة التي تحملها رئيسة الحزب الجديد، قال المتحدث الإعلامي باسم حزب الدستور، وليد العماري، أن "الأولوية الآن لدى رئيسة الحزب الجديدة إعادة بناء الحزب داخليا والاستفادة من الكوادر الموجودة بالحزب في تقديم حلول واقتراحات لأزمات البلاد التي تمر بها".

وعن أسباب اختيار إسماعيل رئيسة للحزب، أوضح في تصريحات خاصة لـ"عربي21": "نحاول تطبيق المعايير الديمقراطية في إدارة الحزب وتداول القيادة فيه، والسيدة جميلة من القيادات المؤسسة وكان المفترض أن تكون على رأس الحزب بالانتخاب العام في انتخابات عام 2014 في حال تم تطبيقها بالانتخاب المباشر".

فيما يتعلق باستقالة القيادي في الحزب والمتحدث باسمه سابقا الصحفي خالد داوود – حبس نحو 19 شهرا في السجون المصرية على خلفية قضية سياسية – أكد العماري أن "موضوع الاستقالة أو أسبابها تخص العضو المستقيل وحده وسيتم مناقشتها".

من هو حزب الدستور؟


حزب الدستور هو حزب سياسي ليبرالي تأسس بعد الإطاحة بنظام الرئيس الراحل، حسني مبارك، على يد محمد البرادعي، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية سابقا، من أجل استعادة أهداف ثورة 25 كانون الثاني/ يناير 2011 التي انحرفت عن أهدافها بسبب إدارة المجلس العسكري للبلاد.

وكانت إسماعيل من أبرز الأسماء المشاركة في تأسيس الحزب الذي شهد إقبالا ملحوظا من الشباب ولكن الحزب واجه انقسامات داخلية في أعقاب استقالة البرادعي الذي كان يشغل منصب نائب رئيس الجمهورية المؤقت من منصبه في أعقاب أحداث رابعة العدوية في آب/ أغسطس 2014.

يمتد نشاط إسماعيل السياسي لأكثر من عشرين عاما، حيث كانت زوجة السياسي المصري البارز الدكتور أيمن نور، المرشح الرئاسي السابق في عهد مبارك، وعملت كمذيعة في التلفزيون المصري، ولها العديد من البرامج، وخاضت انتخابات مجلس الشورى في 2001، وشاركت زوجها في تأسيس حزب الغد عام 2003، وخاضت انتخابات مجلس الشعب في عام 2010.

 

 

 

 


انتعاشة في الرمق الأخير


 في تعليقه على نتائج الانتخابات، يقول الكاتب الصحفي إن "انتخابات حزب الدستور في ذاتها تستحق التقدير، فهذا الحزب الذي أسسه البرادعي في 2012 وكاد يتحلل بعد أن تركه البرادعي، عاد ليلملم صفوفه، وما تبقى من عضويته التي كانت بأرقام كبيرة لكنها تقلصت لحوالي 600 عضو فقط شارك منهم في الانتخابات أقل من 500 عضو، وإجراء الانتخابات على رئاسة وقيادة الحزب في ظل الظروف الحالية هو خطوة لإعادة الفعالية للحزب، وأظن أن انتخاب الإعلامية جميلة إسماعيل وفريقها سيمنح الحزب قدرا من الحيوية".

 

اقرأ أيضا: في مؤتمر نادر.. أحزاب مصرية ترفض أي "تحالف عربي صهيوني"

وبشأن قرار الناخبين إسقاط داوود لصالح إسماعيل، أوضح لـ"عربي21": "في تقديري أن انتخابها كان في جانب منه تصويت على موقفين داخل الحزب من التعامل مع الحوار الوطني بين فريق يقوده خالد داوود متماه بشكل شبه تام مع الحوار، وفريق تقوده جميلة إسماعيل لديه تحفظات، واشتراطات ينبغي تحقيقها قبل بدء الحوار، وقد انتصر ناخبو الحزب للفريق الأخير، وستكشف الأيام المقبلة مدى التزام هذا الفريق بمواقفه المبدئية المعلنة، كما ستكشف كيف ستتصرف السلطة مع القيادة الجديدة للحزب خاصة أن جميلة إسماعيل لم تتلق دعوة للمشاركة في الحوار بسبب تحفظاتها المعلنة".

ولم تمر استقالة داوود من الحزب مرور الكرام لكثير من المراقبين والمتابعين، وأضاف العربي: "الغريب في انتخابات حزب الدستور هو استقالة خالد داوود المرشح لمنصب الرئاسة بعد خسارته وقائمته للانتخابات، وهو ما يكشف هشاشة قناعاته بالديمقراطية وحكم الصندوق، وليس صحيحا أن هذا الموقف هو خيار ديمقراطي له، فقد استقال احتجاجا على نتيجة الانتخابات وإن لم يعلن ذلك، إذ ليس هناك سبب آخر، ولو كان هناك سبب آخر لأعلنه، لكن هذا القرار سيظل خطيئة ديمقراطية لصاحبه الذي يتحدث كثيرا عن الديمقراطية وضرورة احترام خيارات الناخبين".

 

وحاولت "عربي21" التواصل مع خالد داوود دون أن تفلح في ذلك، فيما لم يصدر عنه أي تعليق عبر حساباته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي.

 

 

 


التعليقات (1)
الصعيدي المصري
الأحد، 24-07-2022 11:01 م
بلح في بلح