هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثار قرار الحكومة الموريتانية زيادة أسعار المحروقات بنسبة 30 بالمئة غضبا واسعا في البلاد، وفجر احتجاجات بالعاصمة نواكشوط ومدن أخرى.
وكانت الحكومة الموريتانية قد اتخذت، الجمعة الماضية، قرارا برفع أسعار المحروقات بنسبة 30 بالمئة دفعة واحدة، وسط مخاوف من أن تتسبب هذه الزيادة في رفع أسعار المواد الأساسية التي يشكو سكان هذا البلد العربي الواقع في غرب أفريقيا من زيادتها أصلا.
وبررت الحكومة قرارها رفع أسعار المحروقات بأنه يعود إلى إكراهات تقلب السوق العالمية نتيجة الحرب في أوكرانيا وتداعيات جائحة كورونا.
احتجاجات غاضبة
قرار زيادة أسعار المحروقات فجر احتجاجات غاضبة بالعاصمة نواكشوط، حيث شهد وسط المدينة يوم الاثنين الماضي مظاهرات تصدت لها قوات الأمن التي انتشرت بشكل مكثف وسط المدينة تحسبا لأي احتجاجات.
من جهته، دعا حزب "التجمع الوطني للإصلاح والتنمية" (ثاني أكبر حزب ممثل في البرلمان بعد الحزب الحاكم) إلى مسيرة حاشدة السبت القادم؛ رفضا لقرار الحكومة زيادة أسعار المحروقات.
خطوة صادمة
زعيم المعارضة الموريتانية إبراهيم ولد البكاي، وصف قرار زيادة أسعار المحروقات بـ"الخطوة الصادمة" للرأي العام الموريتاني.
اقرأ أيضا: أحزاب موريتانية تحمل الحكومة مسؤولية انهيار الحوار السياسي
وقال في بيان وصلت نسخة منه لـ"عربي21" إن القرار خلف استياء عارما في الشارع، خاصة لدى الطبقات الهشة التي تكتوي بنار الأزمة الاقتصادية في ظل غياب برامج حكومة مؤثرة".
وطالب الحكومة بالتراجع عن زيادة أسعار الوقود، وتكثيف العمل "لتلافي تدهور أوضاع المواطنين قبل فوات الأوان".
دعوة للتعبئة السلمية
من جهته، دعا ائتلاف قوى التغيير (يضم ثلاثة أحزاب معارضة) إلى التعبئة السلمية لمواجهة قرار الحكومة رفع أسعار المحروقات، مشيرا إلى أن هذا القرار "يهدد السلم في البلاد".
ووصف الائتلاف المعارض الذي يضم أحزاب "تكتل القوى الديمقراطية"، "اتحاد قوى التقدم"، "التناوب الديمقراطي" زيادة سعر المحروقات "بالعمل الاستفزازي ضد المواطنين، بكافة فئاتهم الاجتماعية وخاصة الطبقات الفقيرة".
ودعا الائتلاف المعارض في بيان وصلت نسخة منه لـ"عربي21" الحكومة إلى "استلهام الإجراءات الإيجابية المتبعة في جميع أنحاء العالم، لا سيما في الجوار الإقليمي، من خلال زيادة الإعانات المباشرة وغير المباشرة لدعم المواد الضرورية، بما في ذلك المحروقات".
بدوره، دعا رئيس حزب ”الإنصاف” الحاكم في موريتانيا محمد ماء العينين ولد أبيه الحكومة إلى العمل من أجل الرجوع إلى الوضعية الطبيعية لأسعار المحروقات "التي فرضت الظروف الدولية خفض الدعم الحكومي لها"، بحسب قوله.
وأشار في مهرجان لحزبه في نواكشوط إلى أن الدولة ما زالت تتحمل عن المواطن جزءا كبيرا من أعبائها، مؤكدا وقوف الحزب إلى جانب المواطنين في هذه المسألة.
وشدد على أن الحزب يقاسم المواطنين نفس المعاناة، "ولن يدخر جهدا في مطالبة الحكومة بتحسين ظروفهم"، بحسب قوله.