هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكدت الاجتماعات العسكرية رفيعة المستوى في العاصمة الليبية "طرابلس" على ضرورة التنسيق بين القيادات العسكرية شرقا وغربا؛ لمنع عودة الحروب والاقتتال، وسرعة تسمية رئيس أركان واحد للجيش هناك، وسط تساؤلات عن تداعيات هذه التوافقات سياسيا وعسكريا.
وشدد بيان مشترك لقيادات المؤسسة العسكرية بالجيش الليبي، وصل "عربي21" نسخة رسمية منه، على الرفض التام لعودة الاقتتال، وكذلك نبذ العنف، وتأييد القيادات العسكرية على ضرورة دعم مدنية الدولة، وإبعاد المؤسسة العسكرية عن الصراعات السياسية الراهنة".
"رئيس أركان واحد"
واتفق المجتمعون في طرابلس برئاسة رئيس الأركان التابع للحكومة، محمد الحداد، ورئيس أركان قوات حفتر، عبدالرازق الناظوري، على تشكيل لجان للتنسيق بين القيادات العسكرية وأخرى لمتابعة ملف المحتجزين والمفقودين، والمضي قدما في برنامج المصالحة الوطنية، وعودة المهجرين من كل ربوع الوطن إلى بيوتهم".
كما شدد بيان القيادات العسكرية على ضرورة تسمية رئيس أركان واحد للمؤسسة العسكرية، كخطوة أولى وعملية في توحيد الجيش، والاتفاق على الشروع في تحديد الخطوات الواقعية الأخرى؛ لتوحيد المؤسسة العسكرية"، وفق البيان.
اقرأ أيضا: اجتماع عسكري رفيع بطرابلس.. هل يطلق الدبيبة "طيار حفتر"؟
"تمهيد لمعركة قادمة"
في حين، قال الضابط من الشرق الليبي المقيم في تركيا، سعيد الفارسي، إن "هذه التوافقات غير قابلة للتطبيق، كونه الآن لا توجد مؤسسة عسكرية بالمعنى الحقيقي، ففي الشرق مجموعة من الكتائب كلها تتبع خليفة حفتر وأبنائه وأقاربه، وهم الحكام الفعليون للشرق وبرقة عامة، ولن ينفذ الاتفاق إلا بموافقتهم"، حسب رأيه.
وأضاف في تصريحه لـ"عربي21": "كل ما جاء في البيان الختامي لاجتماعات طرابلس غير قابل للتطبيق، ولن يكون هناك توحيد للمؤسسة العسكرية؛ لأن حفتر يريد مؤسسة عسكرية تابعة له ولأبنائه وأقاربه فقط، أي لن يسمح ببناء جيش وطني ولاؤه للوطن".
وتابع: "كل ما يحدث الآن وما يقوم به حفتر من تقارب أو صفقات هدفها كسب الوقت للتجهيز لمعركة قادمة ستكون بمثابة معركة "كسر عظم"، وهدفها السيطرة علي كامل الترب الليبي"، بحسب زعمه.
حافز للمصالحة والاستقرار
المتحدث باسم حكومة الوفاق الليبية السابقة، محمد السلاك، رأى أن "الأمر خطوة متقدمة للغاية على طريق التوصل إلى تفاهمات بناءة لتوحيد المؤسسة العسكرية وعودة الدولة لاحتكار القوة، بعد أن أصبحنا نرى الفريق الناظوري يهبط في قاعدة معيتيقة ويستقبل بشكل رسمي، ووفقا للبروتوكولات العسكرية، وفي غضون أيام، سنشهد مشهدا مماثلا للفريق الحداد في بنينا ببنغازي".
وأكد لـ"عربي21" أن "التوافقات إنجاز كبير يتعين البناء عليه واستكماله، وعدم الالتفات لبعض الأصوات التي تحاول تقويض أي تقدم محرز في اتجاه الوئام والاستقرار المستدام، ومن بين النتائج الإيجابية التي تمخضت عن هذا اللقاء: بحث عودة المهجرين، وإطلاق سراح الأسرى، وهذا عامل محفز للغاية للمصالحة الوطنية الشاملة في كل ربوع البلاد"، وفق تقديره .
"توافقات جيدة ومطلوبة"
وقال عضو البرلمان الليبي، جبريل أوحيدة، لـ"عربي21"، إن "النسبة الأكبر الآن من الشعب الليبي، خاصة في الشرق والجنوب، ورغم بعض الأخطاء والتجاوزات، أصبحوا يتعلقون بالجيش ويراهنون عليه ويثقون فيه"..
وأضاف: "هذه التوافقات العسكرية وما ينتج عنها هي خطوة متقدمة ومطلوبة أمام الانسداد السياسي المتكرر والفساد المستشري والفشل المستمر في إدارة الدولة".