هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تعمل تركيا على توسيع نطاق عملياتها العسكرية في الشمال السوري، وتستعد لشن عملية خامسة تستهدف وحدات حماية الشعب الكردي في الجيوب التي تتواجد فيها قوات روسية مستغلة انشغال موسكو بأوكرانيا.
ومن بين أربع عمليات، هي "درع الفرات" و"غصن الزيتون" و"نبع السلام" و"درع الربيع"، نفذت في شمال سوريا منذ 2016، كانت ثلاث عمليات منها ضد وحدات حماية الشعب الكردية الفرع السوري لمنظمة العمال الكردستاني، وواحدة (درع الفرات) ضد تنظيم الدولة.
وذكرت صحيفة "خبر ترك" في تقرير أن العملية الخامسة المحتملة والتي أشار إليها الرئيس رجب طيب أردوغان ستتركز في ثلاثة جيوب تخضع للرقابة الروسية شمالي حلب، وهي تل رفعت ومنغ ومنبج.
وكات منطقة تل رفعت أحد الأهداف الرئيسية للعمليات التركية في 2018، لكن روسيا وقفت عائقا أمام سيطرة القوات التركية عليها في ذلك الوقت.
اقرأ أيضا: تأهب سوري تركي عالي المستوى.. وقسد تزرع مئات الألغام
وترى تركيا أنه تم خلق بيئة مواتية لعملية عسكرية، في الوقت الذي تركز فيه روسيا على أوكرانيا، ومع ذلك فإن موسكو تبدي حذرها تجاه ذلك، حيث شوهد مؤخرا تحليق مروحيات روسية على ارتفاعات منخفضة فوق مواقع لوحدات حماية الشعب الكردية في المنطقة، وينظر إلى ذلك أنها رسالة روسية مباشرة إلى أنقرة والمعارضة الموالية لها كما ذكرت الصحيفة التركية.
وتعد منطقتا تل رفعت ومنبج اللتين سيطرت عليهما "قسد" عام 2016 بحماية روسية محل نزاع منذ ذلك الوقت، وترتبطان بشكل مباشر بإدلب، فقد أعربت موسكو مرارا عن قلقها تجاه عدم التزام أنقرة بتعهداتها في ما يتعلق بإدلب.
هذا الوضع يعيد جهود المصالحة بين تركيا وروسيا إلى الواجهة، بينما يترك أمام قوات سوريا الديمقراطية خيارا صعبا في تل رفعت ومنبج، لأن "قسد" قد تواجه مرة أخرى طلبا بتسليم هاتين المنطقتين إلى قوات النظام السوري السوري من أجل قطع الطريق على تركيا.
كيف يبدو الوضع الميداني؟
تواصل القوات التركية و"الجيش الوطني السوري" إرسال التعزيزات والحشود العسكرية إلى خطوط التماس مع المناطق التابعة لـ"قسد" في منبج وتل رفعت وعين العرب. وتجري المعارضة تدريبات ومناورات عسكرية بذخيرة حية منذ ثلاثة أيام تستكمل الاستعدادات لعملية متوقعة.
اقرأ أيضا: تركيا تضع تل رفعت السورية بقائمة أهداف عمليتها.. ما أهميتها؟
وتمركز "الجيش الوطني السوري" ومجموعات أخرى في تسع مناطق، فيما تنتشر القوات التركية في ست نقاط، بالإضافة إلى ذلك دخلت قافلة عسكرية تركية عبر معبر باب السلامة الحدودي وانتشرت بالقرب من خطوط التماس مع "قسد" في تل رفعت ومنبج وعين العرب، فيما تواصل الطائرات المسيرة التركية إجراء طلعات استطلاعية في شمالي حلب.
وتتمثل إحدى الأهداف التركية في إنشاء منطقة مراقبة من خلال توفير الوصول إلى منطقتي عين عيسى وتل تمر، ومن هناك إلى الطريق السريع "أم4"، والذي يربط أيضا منبج والقامشلي حيث تستخدم منظمة العمال الكردستاني هذا الطريق في عمليات النقل اللوجستية والتجارية.
وقالت الصحيفة إن أنقرة لن تتخلى عن عزمها على إنشاء منطقة أمنية على حدودها الجنوبية، في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة لمنع العملية الجديدة بحجة أنها "ستهز أمن المنطقة".