هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثارت التحركات العسكرية التي تشهدها العاصمة الليبية "طرابلس" بعض التساؤلات حول أسبابها وعلاقتها بقرار رئيس الحكومة "الدبيبة" بشأن إنشاء جهاز طيران مسير يتبع له مباشرة.
وشهدت العاصمة الليبية، تحشيدات كبيرة في ميادين عامة وكذلك قوات عسكرية قادمة من عدة مدن خارج العاصمة ومنها مدينة "الزنتان" بجنوب غرب طرابلس، والتي ينحدر منها رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية المقال، اللواء أسامة جويلي.
"طيران مسير"
وبالتزامن مع هذه التحشيدات قرر رئيس الحكومة، عبد الحميد الدبيبة، إنشاء جهاز تحت مسمى "جهاز الطيران الإلكتروني"، حيث يتولى تنظيم والإشراف على جميع العمليات التي يجري من خلالها استخدام أنظمة الطائرات بدون طيار على أن تكون تبعيتها للدبيبة شخصيا ويكون مقره طرابلس بالقرب من مقر رئاسة الوزراء.
فهل تنذر تلك التحركات الميدانية والتحشيدات العسكرية بحرب وشيكة بين القوى المتناحرة في غرب ليبيا؟ أم هي استعراضات لإثبات نفوذ وقوة وردع خصومهم؟
"إثبات نفوذ"
واستبعد وزير الدفاع الليبي السابق، محمد البرغثي، "حدوث حرب بين المجموعات المسلحة في غرب البلاد حيث أن سوء التفاهم بين قوات الزنتان وقوات مصراتة، ليس وليد اليوم"، وفق تعبيره.
وقال في تصريح لـ"عربي21": "الحقيقة كل ما يحدث الآن في طرابلس هو استعراض لإثبات النفوذ والسيطرة على العاصمة واستمرار البقاء فيها وإظهار ضعف الجيش بأنه ليس المسيطر في العاصمة بل الميليشيات المسلحة"، كما رأى.
اقرأ أيضا: ما مستقبل باشاغا بعد فشل سيطرته على الحكم في طرابلس؟
"تعنت الدبيبة"
في حين، رأى عضو مجلس الدولة الليبي، عادل كرموس أن "المعلومات الواردة عن التحشيدات في العاصمة وأهدافها غير واضحة، لكن ما يتداول لدى البعض أنها ليس لها علاقة بحروب جديدة وإنما هي استعراض تخريج دفعات من الجيش التابع للمنطقة العسكرية الغربية".
وأضاف لـ"عربي21": "مع ذلك فإن تعنت الدبيبة وعدم إقراره بتداول السلطة ورفضه التسليم سيؤدي في نهاية الأمر إلى استعمال القوة خصوصا بعد نهاية مدة الحكومة الشهر القادم وفقا لخارطة طريق اتفاق جنيف، لكن أعتقد أنه لن يحظى بدعم دولي بعد هذا التاريخ ولن يستمر الدعم الذي حققه بشراء الذمم وسيضطر إلى التسليم في نهاية المطاف"، وفق تقديراته.
"دخول حفتر وباشاغا"
من جانبه، أكد الضابط الليبي السابق، العقيد طيار سعيد الفارسي، أن "هناك تحشيدا بالفعل لقوات قادمة من الجبل الغربي تتبع جويلي بهدف ترتيب جديد وإعادة تمركز واسترداد قوات الزنتان لأماكن فقدتها في حرب "فجر ليبيا"، وهؤلاء حلفاء لباشاغا لذا هدفهم الأول تمكين الخير من دخول العاصمة ثم تمكين حفتر من ذلك".
وأشار إلى أن "هناك هدفا لإحداث فتنة وحرب بين قوات الغرب الليبي ترعاه دول بعينها ومنهم دولة مصر من أجل إضعاف هذه القوات، لكن وجود تركيا في الغرب الليبي لن يسمح بحرب جديدة في العاصمة ولذا جاء قرار الدبيبة بتشكيل قوات الطيران المسير لضرب أي تحرك عسكري ضد الشرعية".
"رسائل سياسية"
وقال المحلل السياسي الليبي، السنوسي إسماعيل الشريف، لـ "عربي21" إن "قرار حرب جديدة في ليبيا لم يعد خياراً يملكه الليبيون، لكن التوازنات على الأرض تجعل اتخاذ مثل هذه القرارات في يد تركيا غربا وروسيا شرقا عبر حلفاء كل دولة طبعا".
وأضاف: "أما تحركات الأرتال المسلحة على الأرض في الغرب الليبي فهي لا تهدف لإشعال حرب بقدر ما تهدف إلى إرسال رسائل سياسية بين الأطراف وهي ترجمة صادقة لحالة التوتر السياسي السائدة في البلاد حاليا بسبب التناحر والانقسام"، كما رأى.