هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
طرحت الاشتباكات التي اندلعت الثلاثاء في العاصمة الليبية طرابلس، بين مجموعات وكتائب مسلحة تابعة لرئيس الحكومة المكلف من البرلمان، فتحي باشاغا، وأخرى تتبع رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، سؤالا حول موازين القوة في المنطقة الغربية، ولصالح من ترجح.
ويمسك الدبيبة بمنصب وزير الدفاع منذ انتخاب السلطة التنفيذية في آذار/ مارس من العام الماضي، وتخضع لإمرته قيادة أركان الجيش الليبي، التي يقودها الفريق أول محمد الحداد، بالإضافة إلى أمراء المناطق العسكرية في الغرب، فضلا عن كتائب عسكرية منضوية تحت سلطته.
وتعليقا على الموضوع، قال الخبير العسكري، عادل عبد الكافي، إن العاصمة طرابلس "تلملم شتاتها مما حدث بالأمس من اشتباكات ضارية، وتحاول بسط الأمن والاستقرار"، مشيرا إلى أن هناك "ملامح استقرار أمني وعودة الأمور إلى ما كانت عليه".
اقرأ أيضا: قتيل بطرابلس.. وباشاغا ينسحب بعد اشتباكات عنيفة (فيديو)
وشدد الخبير في حديث لـ"عربي21" على أن موازين القوة في المنطقة الغربية تميل بالتأكيد لصالح رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، ذلك أن هناك شريحة واسعة من الكتائب العسكرية، تدعم إجراء انتخابات حرة في البلاد، وفقا لما يطرحه الدبيبة، وترفض في الوقت نفسه، مشروع التمديد والاستيلاء على السلطة والذي يدعمه اللواء المتقاعد خليفة حفتر ويقوده فتحي باشاغا عبر حكومته المكلفة من البرلمان.
وأكد على أن الموقف واضح في الغرب وفي طرابلس، مما جرى، وهناك إدانة من قبل هيئة الأركان العامة التابعة للجيش، باعتباره عملا مرفوضا نهائيا.
واتهم الخبير وهو عقيد طيار سابق في الجيش الليبي؛ رئيس البرلمان، عقيلة صالح وحفتر بمحاولة القفز على الاستقرار والاستحقاق الانتخابي في ليبيا، عبر تشكيل حكومة يقودها فتحي باشاغا في محاولة لشق صف المنطقة الغربية.
وتابع: "لقد نجحوا جزئيا في شق الصف في الغرب، وما حدث في الأمس كان نتيجة لذلك، والضحايا هم أبناء ليبيا، حيث أدت الاشتباكات إلى ترويع الآمنين المدنيين، (..) والمسؤولية تقع على عاتق فتحي باشاغا الذي دفع رفقاء السلاح الذين واجهوا سابقا تنظيم الدولة عبر عملية البنيان المرصوص، وواجهوا عدوان قوات حفتر حول طرابلس، دفعهم إلى مواجهة بعضهم البعض".
اقرأ أيضا: الدبيبة يأمر الطيران بضرب أي تحركات بالعاصمة.. من يستهدف؟
لكن عبد الكافي أكد أنه رغم حقيقة أن باشاغا أحدث شرخا بين هذه المكونات، لكن موازين القوى ما زالت تميل لصالح الرافضين لمشروع خليفة حفتر في الغرب الليبي، وكل من يتحالف معه.
وشدد على أي اشتباكات تؤدي إلى خرق أمني وعسكري كبير، وتكون بيئة خصبة لتحرك المجموعات الإرهابية والإجرامية، فضلا عن أن هذه الاشتباكات تزيد من حالة التشظي بين المكونات العسكرية في الغرب.
وختم عبد الكافي بالقول إنه ليس هناك مخرج لكل الأجسام في ليبيا إلا عبر الانتخابات التي من شأنها أن تنهي حالة الانقسام والتشظي، مشددا على أن كل التجارب أثبت أن الاستقرار في ليبيا لن يتم إلا عبر الصندوق، والذي يمكن أن يفرز حكومة ليبية قادرة على العمل في الشرق والغرب والجنوب، وتلبي تطلعات الشعب الليبي.