صحافة دولية

هل دخلت الصين في مأزق بسبب دعمها لروسيا؟

لا تخفي الصين دعمها لروسيا في وجه الغرب - جيتي
لا تخفي الصين دعمها لروسيا في وجه الغرب - جيتي

نشر موقع "مودرن ديبلوماسي" تقريرًا بيّن فيه حقيقة ما إذا كانت الصين في مأزق جراء دعمها لروسيا، فعلى الرغم من أن بكين قدمت دعمًا دبلوماسيًا قويًا لروسيا خلال الصراع في أوكرانيا، إلا أنها تبدو غير مستعدة لدعم موسكو بصدق لتجنب العقوبات الغربية خوفًا من عقوبات ثانوية.

وقال الموقع، في تقرير ترجمته "عربي21"، إنه في محاولة لوقف الشكوك المتزايدة حول علاقاتها مع الكرملين، سترسل الصين في الأيام المقبلة وفدًا برئاسة هوو يوزين، الممثل الخاص للتعاون بين الصين وأوروبا الوسطى والشرقية، إلى كل من التشيك وسلوفاكيا والمجر وكرواتيا وسلوفينيا وإستونيا.

ويرى الكاتب أن الزيارة تأتي للحد من الأضرار بعد خيبة الأمل التي شعرت بها العديد من دول وسط وشرق أوروبا بشأن موقف بكين من الوضع في أوكرانيا. بالإضافة إلى ذلك؛ فرضت دول المنطقة عقوبات أكثر صرامة على روسيا، في حين أرسلت جمهورية التشيك وسلوفاكيا وسلوفينيا وإستونيا ولاتفيا مساعدات عسكرية إلى أوكرانيا.

ويشير الكاتب إلى أن علاقات بكين مع موسكو في أعقاب الأزمة الأوكرانية تدل على ميل الصين للاستفادة من العقوبات لتحقيق مكاسب اقتصادية؛ فبينما كانت تسعى وراء تخفيضات كبيرة على مشتريات النفط والمنتجات النفطية والغاز الروسية، كانت في نفس الوقت تمنع توريد النفط الروسي إلى آسيا عبر الناقلات، وبالتالي حرمت موسكو من الفوائد الاقتصادية، كما لم تكن لديها النية لإرسال دفعاتها المالية لروسيا من خلال نظامها المالي خوفًا من عقوبات ثانوية، وأعربت عن عدم قدرتها حتى على نقل منتجات المعالجات الروسية، التي تعتبر ضرورية للصناعة الروسية، من تايوان إلى الصين.

وذكر الكاتب أن الصين كانت تتطلع إلى زيادة حصتها في سوق السيارات الروسية مستفيدة من ندرة قطع غيار السيارات، مع إعطاء الأولوية لنقل منتجاتها الخاصة في حاويات إلى أوروبا عبر روسيا ودول آسيا والمحيط الهادئ.

وأضاف الكاتب أن الصين تريد أيضًا أن يكون لها موطئ قدم في مجال مبيعات الأسلحة؛ فمع استعداد عدد كبير من الدول للابتعاد عن روسيا بعد عمليتها العسكرية في أوكرانيا وعدم استعدادهم لمواجهة العقوبات المترتبة على ذلك، قد تظهر فرص جديدة لبكين لبيع الأسلحة، وقد تفتح الأزمة المتزايدة التي تعاني منها الصناعات الدفاعية الروسية الباب أمام بعض الدول لتغيير ولائها من روسيا إلى الصين عندما تشتري معدات عسكرية في المرة القادمة.

 

اقرأ أيضا: TI: حرب أوكرانيا كشفت فشل القوات الجوية الروسية

وبحسب الكاتب؛ فقد صرح عالم السينولوجيا الروسي البارز، أليكسي ماسلوف - مؤخرًا - بأن الصين كانت تنتظر عرضًا اقتصاديًّا خاصًّا معفيًّا من الضرائب على المشاريع المشتركة مع روسيا التي سيكون دورها كمستثمر مشارك وتوطين الإنتاج الصيني في روسيا، وفي حين قد تشير هذه التأكيدات إلى أن اهتمام الصين بالصراع الروسي الأوكراني كان اقتصاديًّا بحتًا؛ تبين مؤشرات أخرى أن العلاقة بين بكين وموسكو كانت أكثر من مجرد أرقام.

ويبين الكاتب أن دراسة استقصائية أجريت بين 28 مارس و5 أبريل 2022 على الرأي العام الصيني فيما يتعلق بتصرفات روسيا في أوكرانيا كشفت أن غالبية مستخدمي الإنترنت في الصين يشعرون أن دعم روسيا كان في مصلحة الصين، وأظهرت الدراسة أن أولئك الذين يتمتعون بتعليم أفضل ويحصلون على أخبار حول العلاقات الدولية بشكل أساسي من الدولة ووسائل التواصل الاجتماعي يدعمون موقف روسيا في أوكرانيا.

ويكشف الكاتب أن معظم الصينيين ينظرون إلى الصراع من منظور مناهض للغرب، وتزعم بعض التقارير الإعلامية أنه منذ بدء العملية العسكرية الروسية، انضمت الصين إلى موسكو في حملة التضليل المحلية والعالمية لإلقاء اللوم على الولايات المتحدة في نشر الفوضى.

ففي 16 أبريل؛ انتقدت وكالة شينخوا الإعلامية التي تديرها الحكومة الصينية، في مقال بعنوان "توسع الناتو سيفاقم أزمة أوكرانيا ويدهور الأمن الأوروبي" تجاهل الناتو للمخاوف الروسية ورأى أن توسعها المستمر من شأنه أن يفاقم الأزمة الأوكرانية.

وقال الكاتب إن مدير وكالة المخابرات المركزية، وليام بيرنز، وصف الرئيس الصيني شي جين بينغ بأنه "شريك صامت في عدوان بوتين في أوكرانيا"، وأشار إلى "التهديد الفوري الذي يمثله العدوان الروسي المتجدد على أوكرانيا"، واصفًا الخطوة الصينية بأنها "أهم تحد جيوسياسي منفرد" يشهده القرن الحادي والعشرين. ومع ذلك، صرح السفير الصيني بالولايات المتحدة أن العلاقة بين الصين وروسيا تستند إلى سياسة عدم التحالف وعدم المواجهة وعدم استهداف دول ثالثة، ورفض المزاعم حول معرفة الصين السابقة بالعمل العسكري الروسي أو تقديم الصين مساعدات عسكرية لروسيا ووصفها بأنها معلومات مضللة؛ كما نقل الكاتب.

وختم الكاتب قائلًا إن بكين تريد الاستفادة من كِلا الطرفين إلى أقصى حد، لكن يجب أن تضع في اعتبارك أن الإبحار في زورقين في وقت واحد قد يؤدي إلى انقلاب أحدهما، إن لم يكن كليهما.


التعليقات (0)