هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
حذر من تغيير الواقع الديمغرافي في القدس
التطبيع العربي أحدث ثغرة في قوة الموقف الأردني والفلسطيني
مؤتمر دولي قانوني في الكويت أيار المقبل لجلب المجرمين الإسرائيليين
حذر جودت مناع، منسق الحملة الدولية للدفاع عن القدس (منبثقة عن بيت الذاكرة الفلسطيني)، من محاولات صهيونية لتغيير الواقع الديمغرافي في القدس المحتلة، من خلال رفع عدد الإسرائيليين، وطرد الفلسطينيين من منازلهم.
وقال مناع في حوار مع "عربي21"، إن "هناك 63 منظمة إرهابية في إسرائيل تعمل تحت شعار جمعيات جميعها تمارس الإرهاب ضد الشعب الفلسطيني، ومنها على سبيل المثال ما تقوم به منظمة لاهافا ومنظمة نحلات شمعون بمحاولة طرد الفلسطينيين من بيوتهم، كما حدث في حي الشيخ جراح وأحياء أخرى في القدس، وتعتدي هذه المنظمات على الفلسطينيين في منازلهم، وعدد كبير من أعضائها هم أمريكيون ومن جنسيات أخرى، ولديهم نزعات أيديولوجية دينية ونزعات لصوصية".
وكشف عن محاولات إسرائيلية لتغيير الواقع الديموغرافي في القدس المحتلة، مشيرا إلى ما "تقوم به دولة الفصل العنصري من خلق تجمعات خاصة بالإسرائيليين، وطرد الفلسطينيين من القدس الذين باتوا لا يتجاوز عددهم الآن 250 ألف نسمة، بعدما كانوا 600 ألف، وارتفع عدد الإسرائيليين إلى 300 ألف، من خلال عملية ممنهجة للتغيير الديموغرافي باستخدام مخططات تصدرها بلدية القدس تحت عنوان مخططات لتنظيم المدينة، لكنها في الواقع تطهير عرقي".
اقرأ أيضا: "يديعوت": الأحداث الأخيرة تؤكد انهيار مفهوم الأمن الإسرائيلي
مناع، الذي يعمل منسقا لمؤتمر القدس الدولي للدفاع عن القدس، يقول إن "الخطر الحقيقي المحدق بالقدس هو محاولة هذا النظام العنصري تجريد المسلمين من مساجدهم، خصوصا المسجد الأقصى، وهي فكرة خطيرة لم تمر بأي صراع".
وأضاف: "لم يكتف الاحتلال بسرقة الأراضي ونهبها ومحاولات طرد السكان الفلسطينيين من حي الشيخ جراح، وسلوان، ومن وادي الجوز، بل إنه يحاول تدمير أماكنهم الدينية، وهذا الخطر المحدق بما في ذلك الحفريات تحت المسجد الأقصى، وما يجري في القدس سيتعاظم، وأنا أعتقد أن معركة القدس بدأت، اليوم الهدف الإسرائيلي هو الاستيلاء على المسجد الأقصى من خلال اقتحام مئات المستوطنين كل يوم، وممارسة عدوان فض مجرم على المصلين، وتحطيم نوافذ المسجد الأقصى، وهذا سيدفع الفلسطينيين للمقاومة وتصعيدها مهما كانت التحديات والتضحيات، وسيدفع الإسرائيليون ثمن ما تقوم به حكومتهم".
التطبيع العربي
وحول دور الوصاية الهاشمية على المقدسات وأهميتها، قال: "نحن كفلسطينيين نرحب بالوصاية الهاشمية على المقدسات، وندعمها؛ كونها تستند إلى وقائع قانونية، وتاريخية، ودينية، الأردن لا يدافع فقط عن المقدسات، فعندما يتضامن الملك مع الفلسطينيين هو يحاول درء الخطر من قيام الإسرائيليين بتهجير المزيد من المواطنين الفلسطينيين، لكن الإسرائيليين لا يبالون بالاتفاقيات، كما أن تطبيع دول عربية مع نظام الفصل العنصري فتح ثغرة في الموقف الفلسطيني والأردني وأضعفه، الاحتلال يعتقد أنه طالما وصل إلى دول الخليج، فلم يعد له مصلحة مع الأردن".
وشدد على أن "الموقف الأردني أزعج الاحتلال وإعلامه العبري، فالتصريحات الأردنية الرسمية كانت موقف حق للدفاع عن الوصاية الهاشمية، والتضامن مع الشعب الفلسطيني، لكن ردود الفعل الإسرائيلية الفظة ألقت بنفسها عن الدبلوماسية الإسرائيلية المعتادة، ولأول مرة نرى هذه الردود تجاه الأردن، والسبب هو أن المستوطنين بلغوا الذروة في اعتدائهم على الشعب الفلسطيني وعلى المقدسات الإسلامية والمسيحية".
اقرأ أيضا: تقدير إسرائيلي: انتهاء رمضان لا يعني توقف التوتر بالمنطقة
ورأى مناع أن "العلاقة الأردنية الفلسطينية ليست علاقة سياسية أو أمنية بحتة، وإنما هي علاقة اجتماعية، وإنسانية، وهذه العلاقة وضعت الشعبين في قناة الأخوة، والأردن هو قناة الدفاع عن القدس، وبالتالي الفلسطينيون يرحبون بأي موقف أردني؛ خصوصا أن بعض الدول تنحاز للاحتلال وترحب بالتطبيع".
مؤتمر دولي في الكويت
وكشف مناع عن مؤتمر قانوني في أيار/ مايو المقبل تعقده الحملة بالتعاون مع جمعية المحامين الكويتية في العاصمة الكويت، تحت عنوان "انتهاكات الاحتلال و نظام الأبارتهايد الصهيوني للقانون الدولي في القدس".
ويقول: "يضع مؤتمر القدس القانوني الدولي نصب عينيه التوصل لجلب شركاء الجريمة في القدس وفلسطين بشكل عام أمام المحاكم الجنائية الدولية، وهم جيش الاحتلال الإسرائيلي، والمستوطنين، والقضاة في الاحتلال، والكنيست الذي يشرع هذه القوانين للاستيلاء على ممتلكات الفلسطينيين. وسيشارك في المؤتمر قانونيون ومنظمات حقوقية دولية".
وانطلقت الحملة الدولية للدفاع عن القدس في 2021، عقب أحداث حي الشيخ جراح، عندما اندلعت المواجهات بين المنظمات الإرهابية الإسرائيلية في يوم الأرض، وعلى رأسها منظمة لهافا عند باب العمود، ووضعت الحملة استراتيجية إعلامية وسياسية واسعة على مستوى العالم لتشكيل جماعات ضغط في أكثر من دولة لنصرة القدس والشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الإسرائيلي المستمر.