سياسة عربية

هل يستغل النظام المصري الدراما للهجوم على الأزهر ؟

حذر "الأزهر" من الاستهزاء بآيات القرآن الكريم وهدم مكانة السُّنة النبوية - أ ف ب
حذر "الأزهر" من الاستهزاء بآيات القرآن الكريم وهدم مكانة السُّنة النبوية - أ ف ب

استهجن علماء دين ومشايخ الحملة الممنهجة ضد الأزهر الشريف في مصر، وفي ظل تراخي مؤسسات الدولة الإعلامية تجاه الحملة، وجه مركز الأزهر العالمي للفتوى نقدا لاذعا للمسلسل الرمضاني المثير للجدل "فاتن أمل حربي".

وحذر "الأزهر" من الاستهزاء بآيات القرآن الكريم، وهدم مكانة السُّنة النبوية، وإذكاء الأفكار المتطرفة، وتشويه صورة عالِم الدّين في المجتمع"، مشيرا إلى أن "الضَّمائر اليقظة تدفع أصحابها نحو الإبداع المُستنير الواعي الذي يبني الأُمم، ويُحسِّن الأخلاق، ويُحقِّق أمن واستقرار المُجتمعات، ولا يصنع الصّراعات".

وأكدوا في تصريحات لـ""عربي21"، أن الحملة المستمرة منذ عام 2014، تأتي استمرارا للهجوم على الأزهر والتراث الإسلامي من قبل العديد من الإعلاميين والمفكرين المصريين، ومن خلال الأعمال الدرامية لبعض الكتّاب الذين دأبوا على النيل من الأزهر ومهاجمته؛ من أمثال إبراهيم عيسى.

وحول تصوير رجال دين من الأزهر بأنهم يحملون صفات سيئة وساذجة، قال الأزهر في بيانه: "تعمُّد تقديم عالم الدّين الإسلامي بعمامته الأزهرية البيضاء في صورة الجاهل، الإمّعة، معدوم المروءة، دنيء النَّفس، عَيِيّ اللسان -في بعض الأعمال الفنيّة-؛ تنمُّرٌ مُستنكَر، وتشويه مقصود مرفوض، لا ينال من العلماء بقدر ما ينال من مُنتقصيهم، ولا يتناسب وتوقير شعب مصر العظيم لعلماء الدِّين ورجاله".

"وفاتن أمل حربي"، مسلسل رمضاني مصري من كتابة الإعلامي المثير للجدل إبراهيم عيسى، ويناقش قضايا فقهية مثل الزواج العرفي والرسمي، والولاية التعليمية للأطفال حال طلاق الأبوين، وإسقاط حضانة الأم للأبناء حال زواجها من آخر، وغيرها من القضايا في سياق ينال من فقه الدين الإسلامي وتشريعاته.

هجوم ممنهج

‏‏ووصف الأمين العام للهيئة العالمية لنصرة نبي الإسلام، وعضو مجلس الأمناء باتحاد علماء المسلمين، الدكتور محمد الصغير، محاولة النيل من الشيوخ والعلماء والأزهر بأنه "تشويه ممنهج"، له هدفان أساسيان، هما الحرب على شعائر الإسلام، والنيل من الأزهر وشيخه؛ لأنه لا يغرد مع السرب ويحاول أن ينأى بالمشيخة عن الصراعات السياسية".

وأضاف لـ"عربي21": "الأمر من معدنه لا يستغرب، والمتابع لحوارات إبراهيم عيسى وكتاباته يعرف أنه يسير على خطة ممنهجة لإثارة الشبهات والطعن في أحكام الدين والمسلمات ومحاولة التشكيك في الثوابت، وبرامجه الأخيرة على قناة الحرة الأمريكية بها سم زعاف نحو الإسلام شريعة وعقيدة".

واعتبر وكيل اللجنة الدينية بالبرلمان المصري السابق، أن "صمت مؤسسات الدولة الإعلامية على المشاهد والأعمال المبتذلة بحق المشايخ والأزهر، هو مقصود وهو تواطؤ واضح من النظام الذي أهمل إنتاج المسلسلات التاريخية أو الدينية التي كانت تُقدم ضمن الأعمال الأخرى، وأصبح يشجع على الأعمال التي تشوه الإسلام".

ويقوم المجلس الأعلى للإعلام بدور الرقيب على كل ما يذاع في القنوات والصحف والمواقع الإلكترونية المصرية، وخلال شهر شباط/ فبراير أوقف 3 من مقدمي البرامج أحدهم بالقناة الأولى للتلفزيون الحكومي، بدعوى النيل من بعض الشخصيات أو الأندية الرياضية، أو غيرها من الأسباب التي تعد أقل بكثير مما يطرحه عمل إبراهيم عيسى بحق المشايخ والأزهر.

 

اقرأ أيضا: "الأزهر" يوجّه نقدا حادا لمسلسل "فاتن أمل حربي"

النيل من الأزهر والثوابت

واتهم مستشار وزير الأوقاف السابق، الشيخ سلامة عبد القوي، الإعلام المصري في عهد رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، "بقيادة خطة ممنهجة تشرف عليها السلطات المصرية لتحطيم الثوابت الدينية التي تربى عليها الشعب المصري، من بينها احترامه للسمت الأزهري، والعالم الأزهري، والزي الأزهري. الإعلام في حالة من الصراع الشديد مع المؤسسة الأزهرية من ناحية وشيخ الأزهر من ناحية أخرى، وتجلى ذلك بوضوح في مسلسل فاتن أمل حربي".

وأكد في تصريحات لـ"عربي21": لأول مرة نرى في عمل درامي شيخا أزهريا يجالس سيدة في مقهى بزيه الأزهري، وهي صورة تسيء بلا شك للأزهر بشكل خاص وللإسلام بشكل عام، تحت ستار الدفاع ومناصرة المرأة، وكأن الأزهر يناهض المرأة وهو كلام غير صحيح، فما أكثر مواقف شيخ الأزهر في دفاعه عن المرأة وفق الشرع".

وأشار عبد القوي إلى أن "محاولات الهدم في مؤسسة الأزهر، تتجاهل أنها مؤسسة قوية وعريقة وكبيرة وعصية على الهدم من معاول الأفكار الهدامة التي يصدرها أمثال الكاتب إبراهيم عيسى، الذي يكرس وقته على المتناقضات والمتشابهات وإثارة الجدل، لكن سيظل الأزهر شامخا وكبيرا".

واستدرك مستشار وزير الأوقاف السابق بقوله: "هذه الحرب لا تخرج عن عباءة النظام، من خلال منح النظام العسكري الضوء الأخضر بشكل مباشر أو غير مباشر لوجود مثل تلك الأعمال المناهضة لثوابت الدين وصورة الأزهر ومشايخه؛ لأنه ليس من مصلحته أن تنافسه أي مؤسسة على الشعبية، وهذه عقدة الديكتاتور دائما، والحرب على الأزهر وثوابت الدين تحت دعاوى التجديد، تتخطى هذا المسلسل والكاتب إلى محطات كثيرة لم نرها أو نسمع بها إلا في عهد السيسي".

 

التعليقات (1)
حمدى مرجان
الإثنين، 18-04-2022 11:36 ص
لن يمنعه احد ، فالتمثليات وكتابها ومحرجيها لابد لهم تصريح من " سامسونج ، فهو يعلم انه لا يعلم ، ولكنه يحافظ علي ملايينه التي كان لا يحلم بها فهو يظن ان هذا " الهاء " عما يعيشه الشعب ، وينافق به النظام ويحفظ نفسه وملايينه في حديث الاسراء والمعراج خلق الله السماوات مع خلق الارض وستنتهي معها يوم القيامة، فهي ليست مكانا لله ، فالله لا يحد او يحدد وليس له مكانا فاذا كانت الارض مكانا للبشر ولهم طبيعتهم وهم يولدون ويشقون ويموتون فيها فان السماء ايضا مكانا لما اصطفي الله من عباده من النبيين والصدقين والشهداء ، ولهم طبيعة مختلفة ، فقد رفع سيدنا عيسي اليه ، والشهداء احياء عند ربهم يرزقون وعن مكانة النبين فقد فضل الله بعضهم علي بعض ورفع بعضهم درجات وبعضهم مكانا عليا ولايناس الرسول وتسليته فكانت الدابة والابواب والحرس وهي من استخدامات اهل الارض والسادة منهم ، وذلك حتي يتحول الرسول من طبيعة الي طبيعة دون ان يشعر بالغربة او الاعتراب بين يدى الله ، ولكن هل يوجد للدابة مثيلا علي الارض وعن مشاهد العذاب فتجنبها من مكارم الاخلاق ، وقد قال تعالي في ال فرعون " النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم القيامة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب " فاين يكون مكانهم ان لم يكن في " برزخ " بين الدنيا والاخرة وعن الصلاة ففي الحديث الشريف " قليل دائم خير من كثير منقطع " وفي الحديث مقارنة مذهلة قيلت منذ 1400 سنة ولكنها واقع الان فقد قال سيدنا موسي عليه السلام ، هذا الرسول يأتي من بعدى ويدخل الجنة من امته اكثر مما يدخلها من امتي وقد كان المسلمون في حبنها يعدوون علي الاصابع ، قليل ضعاف يتخطفهم الناس الان 1? من المسلمين اكثر من كل اليهود في العالم وشهادة علي عالمية الرسالة وعلي فساد غير الاسلام صدقت يا سيدى يا رسول الله وكذب المرجفون في مدينة الاعلام وصدق الله العظيم في لعن " شانئك " والشانئ هو " ابن الزنا " اما البقرة فقد وصفها الله تعالي " تسر الناظرين " وينتفع بكل شئ فيها لحمها وعظامها ولبنها وجلدها وفرنها وروثها وصماغ اذنها اما هذا العتل فبماذا يستفاد منه ، انه يدفع ليتخلص من " روثه " الذى لا ينفد