سياسة دولية

روسيا تدمر مصنعا للمدرعات.. و"أسلحة خاطئة" تغضب أوكرانيا

روسيا تركز ضرباتها في الغرب الأوكراني وتقدمها الميداني في الشرق- جيتي
روسيا تركز ضرباتها في الغرب الأوكراني وتقدمها الميداني في الشرق- جيتي

تستمر الحرب في أوكرانيا لليوم الـ52، وسط استمرار المعارك لا سيما في الغرب الأوكراني، مع تكثيف روسي للضربات الجوية هناك وعلى العاصمة كييف.

 

تدمير مصنع مدرعات

 

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، السبت، أن سلاح الجو دمر الليلة الماضية مصنعا لإنتاج المدرعات في العاصمة الأوكرانية كييف، وورشة صيانة وإصلاح المعدات العسكرية في مدينة "نيكولاييف" باستخدام صواريخ عالية الدقة بعيدة المدى.


جاء ذلك في تقرير الدفاع الروسية اليومي حول سير العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا.
وأكد التقرير "تدمير القوات الروسية 67 منطقة، تمركز فيها عناصر ومعدات عسكرية أوكرانية"، بحسب موقع قناة "روسيا اليوم".

 

اقرأ أيضا: تصعيد روسي.. وزيلينسكي: الحرب ستكون أقصر بهذه الحالة

كما تم إسقاط مقاتلة من طراز "سو-25" على بعد 15 كلم جنوبي مدينة إيزيوم، بحسب المصدر ذاته.


وأشارت الوزارة الروسية إلى أن "قواتها أصابت ودمرت 16 هدفا وموقعا عسكريا أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى عالية الدقة، في عدة مناطق، منها بولتافا (شمال شرق)، وأوديسا (جنوب غرب)".


وإجمالا، منذ بداية العملية العسكرية الخاصة، تقول القوات الروسية إنها دمرت 133 مقاتلة، 458 طائرة بدون طيار، 246 نظاما صاروخيا مضادا للطائرات، و2246 دبابة ومركبات قتالية مصفحة أخرى، و252 قاذفة صواريخ متعددة، و981 مدفع هاون بالإضافة إلى 2146 وحدة من المركبات العسكرية الخاصة، بحسب المصدر ذاته.


ولم يصدر تعليق فوري من الجانب الأوكراني على ما ورد في تقرير الوزارة الروسية.

 

قصف كييف ودمار ماريوبول

وقصفت طائرات حربية روسية مدينة لفيف، واستهدفت صواريخها مدينتي كييف وخاركيف، السبت، لتنفذ موسكو تهديدها بشن مزيد من الهجمات بعيدة المدى على مدن أوكرانية، بعد إغراق البارجة موسكفا، سفينة القيادة في الأسطول الروسي بالبحر الأسود. 


وفي ماريوبول المحاصرة، التي شهدت أعنف قتال في الحرب، واصلت القوات الروسية التقدم الذي أحرزته في الآونة الأخيرة.


وقال الجيش الأوكراني إن طائرات حربية روسية أقلعت من روسيا البيضاء، أطلقت صواريخ أيضا على منطقة لفيف بالقرب من الحدود البولندية، حيث أسقطت الدفاعات الجوية الأوكرانية أربعة صواريخ كروز.


وفي ماريوبول، سيطرت روسيا على مصنع للصلب، وهو واحد من مصنعين عملاقين للمعادن تحصن فيهما مقاتلون أوكرانيون في أنفاق ومخابئ تحت الأرض.


وتحول المصنع إلى خراب، مع عدم وجود أي علامة على وجود مدافعين هناك. وفي الخارج تناثرت ما لا يقل عن ست جثث لمدنيين في الشوارع القريبة منها جثة امرأة، بحسب "فرانس برس".

 

الشرق الأوكراني


وتكثف روسيا عملياتها البرية في الشرق الأوكراني، وقال حاكم إقليم خاركيف، إن شخصا واحدا على الأقل لقي حتفه وأصيب 18 في هجوم صاروخي.

 

وفي ميكولايف، وهي مدينة قريبة من الجبهة الجنوبية، قالت روسيا إنها قصفت مصنعا لتصليح المركبات العسكرية.


وجاءت الهجمات في أعقاب إعلان روسيا الجمعة، أنها ستكثف الضربات بعيدة المدى ردا على أعمال "تخريبية" و"إرهابية" لم تحددها وذلك بعد ساعات من تأكيدها غرق سفينتها الرئيسية في البحر الأسود، موسكفا.


وتقول واشنطن وكييف إن السفينة أصيبت بصواريخ أوكرانية. وتقول موسكو إنها غرقت بعد حريق إثر انفجار ذخائر.

 

اقرأ أيضا: أوكرانيا: صاروخ "نبتون" دمر الطراد "موسكفا".. وروسيا ترد

وبعد شهر ونصف من غزو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأوكرانيا، تحاول روسيا الاستيلاء على الأراضي في الجنوب والشرق بعد الانسحاب من الشمال بعد هجوم واسع على كييف تم صده في ضواحي العاصمة.

 

وتنفي روسيا استهداف المدنيين وتقول إن الهدف من "عمليتها العسكرية الخاصة" هو نزع سلاح جارتها وهزيمة القوميين وحماية الانفصاليين في جنوب شرق أوكرانيا.

وقالت أوكرانيا إن قواتها ما زالت صامدة وسط أنقاض ماريوبول، حيث يتركز الدفاع حول آزوفستال وهو مصنع ضخم آخر للصلب لم يدخل مرحلة الإنتاج بعد.


وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع أوليكسندر موتوزيانيك، في إيجاز تلفزيوني: "الوضع صعب في ماريوبول... القتال دائر الآن. يواصل الجيش الروسي استدعاء وحدات إضافية لاقتحام المدينة".


وتعهد رينات أخميتوف الذي يملك مصنعي الصلب، وهو أغنى رجل في أوكرانيا، بإعادة بناء المدينة. وقال لـ"رويترز": "ماريوبول مأساة عالمية، ومثل عالمي للبطولة. بالنسبة لي كانت ماريوبول وستظل مدينة أوكرانية".


وماريوبول تعد الميناء الرئيس لمنطقة دونباس التي تتكون من إقليمين في جنوب شرق البلاد تطالب روسيا أوكرانيا بالتخلي عنهما بالكامل للانفصاليين الذين تدعمهم منذ عام 2014.

 

وتقول أوكرانيا إنها حتى الآن أوقفت التقدم الروسي في أماكن أخرى في دونباس. وقال الحاكم سيرهي جايداي في منشور على الإنترنت، إن شخصا لقي حتفه وأصيب ثلاثة آخرون في قصف روسي في لوجانسك أحد إقليمي دونباس.


وأضاف جايداي أن خط أنابيب غاز تضرر في بلدتي ليسيتشانسك وسيفرودونيتسك اللتين تقعان على الجبهة واللتين انقطعت عنهما إمدادات الغاز والماء. ومضى قائلا إن الحافلات متاحة لمن يريدون أن يرحلوا.

 

وقال: "ارحلوا بينما لا يزال الرحيل ممكنا".

 

كييف تشتكي من أسلحة خاطئة

 

في سياق آخر، انتقد مستشار الرئاسة الأوكرانية، ميخائيل بودولياك، سلطات الاتحاد الأوروبي بسبب نوعية المساعدة العسكرية التي تقدمها لبلاده.


وكتب بودولياك في تغريدة: "يرسلون (الاتحاد الأوروبي) إلينا أسلحة خاطئة مختلفة عن تلك التي طلبناها، ويستغرق تسليمها وقتا طويلا".


وطالب مستشار زيلينسكي بروكسل بتزويد كييف بالأسلحة اللازمة "الآن وليس خلال شهر".

 

 

 


وزاد تمويل الدول الأوروبية لأوكرانيا بشكل كبير بعد بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة، كما وافق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع على مواصلة تسليم الأسلحة لكييف.


 "البرنامج البيولوجي الأمريكي بأوكرانيا"

وأعلنت الخارجية الروسية، السبت، اكتشافها وثائق جديدة حول البرنامج البيولوجي العسكري الأمريكي بأوكرانيا.


وفي حوار مع قناة "روسيا اليوم" المحلية، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن "الوثائق، التي تم العثور عليها في أوكرانيا، تكشف النقاب عن البرنامج البيولوجي العسكري الذي تنفذه وزارة الدفاع الأمريكية في الأراضي الأوكرانية".


وأضافت أن الباحثين "كانوا يدرسون أخطر مسببات الأمراض، والمكونات المحتملة للأسلحة البيولوجية، إلى جانب بحث طرق انتشار الأوبئة بناءً على هذه العوامل".


وتابعت المسؤولة الروسية بأنه "من الواضح أن جزءا كبيرا، وربما الأهم، من المعلومات حول البرنامج العسكري الأمريكي لا يزال مخفيا عن المجتمع الدولي".


وأشارت إلى أن "بلادها كشفت الحقائق التي توصلت إليها أمام الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى"، داعيةً السلطات الأمريكية إلى "تقديم تفسيرات مفصلة بهذا الخصوص".


ولم تصدر السلطات الأمريكية تعليقا فوريا على تصريحات موسكو حول البرنامج البيولوجي العسكري في أوكرانيا. 


إلا أن نائبة وزير الخارجية الأمريكي فيكتوريا نولاند، قالت في تقرير نشره موقع "فوكس نيوز" الأمريكي، في 14 آذار/ مارس الماضي، إن "بلادها تتعاون مع الأوكرانيين بهدف منع بعض المواد في المعامل البيولوجية الأوكرانية من الوقوع في أيدي القوات الروسية".

 

وفي 24 شباط/ فبراير الماضي، أطلقت روسيا هجوما على أوكرانيا تبعه رفض دولي وعقوبات اقتصادية مشددة على موسكو التي تشترط لإنهاء عمليتها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية والتزام الحياد، وهو ما تعتبره الأخيرة "تدخلا في سيادتها".

التعليقات (0)