سياسة دولية

مشاكل عرقلت مسيرة خان.. من سيرثها بعد إقالته؟

احتفلت المعارضة الباكستانية بالإطاحة بخان- جيتي
احتفلت المعارضة الباكستانية بالإطاحة بخان- جيتي

لم يترك رئيس الوزراء الباكستاني المقال، عمران خان، تركة بسيطة لمن سيخلفه، لا سيما تدهور العلاقة بحلفاء باكستان، والجهات التي يتهمها خان بالعمل على إسقاطه.

وأيا كان الشخص الذي سيتولى رئاسة الحكومة، فإنه سيرث المشاكل نفسها التي عرقلت مسيرة نجم الكريكيت الدولي السابق.

وسيكون على رأس جدول أعمال الإدارة الباكستانية المقبلة مواجهة أزمة اقتصادية كبيرة إضافة إلى تصاعد الحركات المسلحة والعلاقات المتدهورة مع الحلفاء السابقين.

وقال جعفر أحمد مدير معهد البحوث التاريخية والاجتماعية إنه يتعين على الحكومة المقبلة مواجهة "تحديات عدة على مستوى العلاقات الداخلية والخارجية".

 

اقرأ أيضا: عمران خان يدعو لمظاهرات حاشدة وينتقد المحكمة العليا

 وخسر خان تصويتا على الثقة أجراه البرلمان، الأحد، وذلك بعد أن تخلى عنه شركاء الائتلاف الحاكم محملين إياه مسؤولية تدهور اقتصاد البلاد وعدم الوفاء بوعوده الانتخابية.


وأعلن رئيس مجلس النواب أياز صادق نتيجة التصويت بعد جلسة استغرقت 13 ساعة وتوقفت عدة مرات.

وأطيح بخان (69 عاما) بعد ثلاثة أعوام ونصف العام على توليه رئاسة وزراء الدولة المسلحة نوويا البالغ تعدادها 220 مليون نسمة والتي حكمها الجيش لما يقرب من نصف تاريخها الممتد 75 عاما بعد الاستقلال.

وقال رئيس مجلس النواب إن أحزاب المعارضة تمكنت من جمع 174 صوتا في مجلس النواب المؤلف من 342 عضوا لدعم اقتراح سحب الثقة، ما جعل لها الأغلبية في التصويت.

وفي ما يأتي أهم القضايا التي تنتظر رئيس الوزراء الباكستاني المقبل:


الاقتصاد


اجتمعت أعباء الديون الثقيلة مع تضخم متسارع وعملة وطنية ضعيفة لتبقي على النمو في حالة ركود خلال السنوات الثلاث الماضية، مع أمل ضئيل بتحقيق تحسن حقيقي.

وقال نديم الحق، نائب رئيس المعهد الباكستاني لاقتصادات التنمية في إسلام أباد: "ليس لدينا أي توجه محدد"، مضيفا أن "هناك حاجة لإجراء إصلاح جذري للسياسات".

ويبلغ معدل التضخم أكثر من 12 بالمائة والديون الخارجية وصلت الى 130 مليار دولار أو 43 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي، كما أن الروبية وصلت إلى 190 مقابل الدولار، بفقدان قرابة ثلث قيمتها منذ تولي خان السلطة.

ولم تتمكن الحكومة من استكمال تنفيذ برنامج إنقاذ لصندوق النقد الدولي بقيمة 6 مليارات دولار وقع عليه خان عام 2019، بعد أن تراجعت عن تطبيق اتفاقيات بخفض أو إنهاء الدعم على سلع معينة وتحسين الإيرادات وتحصيل الضرائب.

وشدد إحسان مالك رئيس مجلس الأعمال الباكستاني على أن "حزمة صندوق النقد الدولي يجب أن تستمر".

لكن جانبا مشرقا وسط هذه الأزمات تم رصده مع تسجيل التحويلات المالية للمغتربين الباكستانيين معدلات مرتفعة غير مسبوقة، على الرغم من أن هذه التدفقات النقدية وضعت باكستان في منظار مجموعة العمل المالي الدولية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.

ويصف جعفر أحمد هذا الوضع بأنه "سيف معلق يمكن أن يسقط على البلاد في أي وقت".

تصاعد الحركات المتشددة


صعّدت طالبان باكستان، وهي حركة منفصلة عن طالبان أفغانستان إلا أنها تتشارك معها جذورا مشتركة، من هجماتها في الأشهر الأخيرة.

وهددت الحركة التي تم تحميلها سابقا مسؤولية سلسلة هجمات دامية، بشن هجمات أخرى ضد القوات الحكومية خلال شهر رمضان الذي بدأ الأحد.

وحاول خان التفاوض مع "تحريك طالبان باكستان"، لكن المحادثات لم تصل إلى أي مكان العام الماضي وقبل انتهاء مهلة هدنة استمرت لمدة شهر.

وتقول حركة طالبان الأفغانية إنها لن تسمح باستخدام أراضيها قاعدة للمسلحين الأجانب، ولكن العبرة تبقى في وضع حد لأنشطة آلاف الإسلاميين الباكستانيين المتمركزين في أفغانستان عند الحدود مع باكستان، وتحديد الوجهة التي سيقصدونها في حال تم طردهم.

واعتبر خبراء أنه لا توجد حلول سهلة حتى بالنسبة للحكومة المقبلة.

وقال المحلل السياسي رفيع الله كاكار: "تحدي التمرد سيبقى بنفس الحجم والخطورة أمام الحكومة الجديدة".

وفي ولاية بلوشستان الأكبر في باكستان والغنية بالموارد الطبيعية والمعادن، يطالب الانفصاليون هناك منذ سنوات بمزيد من الحكم الذاتي ونصيب أكبر من الثروة، وسط نزاعات طائفية وعنف.

واقترح كاكار مقاربة من شقين لمواجهة هذه الأزمة تبدأ بتطبيق "إجراءات بناء ثقة ومصالحة سياسية" في بلوشستان، مع خلع قفازات الأطفال في التعامل مع طالبان و"لمرة أولى وأخيرة".

العلاقات الخارجية


يزعم خان أن الولايات المتحدة وراء إقالته بالتآمر مع المعارضة، والحكومة المقبلة عليها أن تعمل بكد لإصلاح تدهور العلاقة مع واشنطن التي تعد موردا رئيسيا للسلاح في مواجهة العلاقة بين روسيا والهند.

وأثار خان غضب الغرب بمواصلة زيارته إلى موسكو في اليوم نفسه الذي غزت فيه روسيا أوكرانيا، وكان أيضا من بين القادة القلائل في العالم الذين حضروا افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين عندما قاطعها آخرون احتجاجا على سجل الصين في مجال حقوق الإنسان.

ومع ذلك، فقد أزال قائد الجيش الجنرال قمر جاويد باجوا، بعض المخاوف نهاية الأسبوع الماضي بإعلانه أن العلاقة الجيدة مع الولايات المتحدة تبقى ضمن أولويات باكستان، مع الأخذ بعين الاعتبار نفوذ الجيش الباكستاني بغض النظر عن الإدارة المدنية في السلطة.

واعتبر المحلل السياسي توصيف أحمد خان، أن على "الحكومة القادمة (...) بذل جهد شاق لإصلاح هذا الضرر".

التعليقات (1)
الإثنين، 11-04-2022 05:02 ص
على شعب باكستان الآن أن يتعلم درسا وأن يختار رئيس الوزراء المقبل بحكمة. بحيث يمكن أن يحدث تنمية باكستان.