سياسة دولية

مستشار سابق للكرملين يشرح نظرة روسيا للحرب في أوكرانيا

كاراغانوف: ليس بإمكان روسيا أن تخسر الحرب
كاراغانوف: ليس بإمكان روسيا أن تخسر الحرب

دافع سياسي روسي ومستشار سابق للرئيس فلاديمير بوتين عن الغزو الروسي لأوكرانيا.

وقال سيرجي كاراغانوف، المقرب من بوتين ومن وزير خارجيته سيرجي لافروف، إن الروس حذروا منذ 1997 من أنه إذا ما توسع الناتو وحلفاؤه الغربيون، وخاصة إذا ما توسعوا داخل أوكرانيا، فسوف تنشب حرب.

وأكد كاراغانوف في حوار مع مجلة "ذي نيو ستيتسمان" البريطانية أن الهدف الأول من الحرب هو وضع حد لتوسع الناتو. ثم تمت إضافة هدفين آخرين، أما الأول فهو نزع سلاح أوكرانيا، وأما الآخر فهو تطهيرها من النازية.

وردا على سؤال حول الهدف النهائي للكريملين في هذه اللحظة بالذات؟ وما الذي يمكن أن يعتبر مآلاً ناجحاً لهذا الغزو؟ أجاب كاراغانوف بأنه يعتقد أن الحرب ستفضي إلى تقسيم أوكرانيا بطريقة أو بأخرى.

وأكد كاراغانوف، الذي يعتقد أنه صاغ كثيراً من الأفكار حول الحرب في أوكرانيا، أنه ليس بإمكان روسيا أن تخسر، ولذلك فنحن بحاجة إلى نوع من النصر. وإذا ما تنامى الإحساس بأننا نخسر الحرب، فحينها كما أعتقد جازماً سنكون أمام تصعيد لا مفر منه.

وسخر كاراغانوف من فكرة أن الناتو سيهب لمساعدة إحدى دوله إذا تعرضت لعدوان، وهو يعتقد أن المادة الخامسة من معاهدة الناتو -والتي تسمح للدولة بطلب الدعم من الأعضاء الآخرين في التحالف- لا قيمة لها، مضيفا: "ليس أحد ملزماً في الواقع بالقتال نيابة عن الآخرين، .. كما أعرف من تاريخ الاستراتيجية النووية الأمريكية أن الولايات المتحدة من غير المحتمل أن تدافع عن أوروبا بالأسلحة النووية".

وحول شكل أوكرانيا بعد الحرب قال كاراغانوف إنه إذا كان الهدف من العملية هو تحويل أوكرانيا إلى دولة صديقة، فلن يكون الضم ضرورياً كما هو واضح. قد يكون هناك نوع من الضم – والذي تم بشكل فعال في حالة جمهوريات دونباس. ولذلك أرى أن بعض الأجزاء من أوكرانيا سوف تتحول إلى دولة صديقة لروسيا، بينما سيكون التقسيم من نصيب أجزاء أخرى.

ونفى كاراغانوف أن تقع روسيا تحت الهيمنة الصينية، وقال إن روسيا هزمت كل من سعوا إلى حكمها، بدءاً بالمغول ثم كارل (تشارلز الثاني عشر) السويدي ثم نابليون ثم هتلر. مضيفا: "فلست خائفاً من أن تصبح روسيا جزءاً من صين عظمى. وسبب عدم خوفي هو أن الحضارة الصينية مختلفة جداً".

 

اقرأ أيضا: ثلاث نهايات لحرب أوكرانيا: سلام أو انقلاب أو سوريا أوروبية

لكن السياسي الروسي لم ينف أن النفوذ الاقتصادي للصين في روسيا وعلى روسيا سوف ينمو. فالصين لديها معظم التقنيات التي نحتاجها، ولديها كم هائل من رأس المال، ولذا ما من ريب في أن ذلك حاصل لا محالة.

وأضاف: "لكنني قلق بشأن النفوذ الاقتصادي الصيني الكاسح وما سيكون له من تبعات خلال العقد القادم. الناس ممن هم على شاكلتي ما فتئوا يقولون ذلك بالضبط، وهو أنه يتحتم علينا حل المشكلة الأوكرانية، علينا أن نحل المشكلة مع الناتو، حتى نكون في وضع قوي في مواجهة الصين. أما الآن فسيكون من الأصعب على روسيا مقاومة النفوذ الصيني".


وحول الخاسرين والرابحين من الحرب في أوكرانيا قال كاراغانوف: "أظن أن أكبر الخاسرين هي أوكرانيا، وستكون روسيا من الخاسرين، وأوروبا خاسر أكبر، والولايات المتحدة ستخسر شيئاً ما، ومع ذلك فقد تنجو كجزيرة ضخمة عائمة على سطح المحيط، والمنتصر الأكبر هو الصين".

وحول أثر الهزيمة في أوكرانيا على روسيا يرى كاراغانوف أن "هذه حرب وجودية. إذا لم نكسبها، بشكل أو بآخر، أعتقد أنه سيكون لدينا كل أنواع العواقب السياسية غير المتوقعة، وهذه ستكون أسوأ بكثير مما كان عليه الحال في مطلع تسعينيات القرن الماضي. ولكني أعتقد أننا سنتجنب ذلك، أولاً لأن روسيا سوف تكسب، أياً كان معنى النصر الذي ستحرزه، وثانياً لأننا نحظى بنظام حكم قوي وشديد".


1
التعليقات (1)
كاظم صابر
الثلاثاء، 05-04-2022 12:34 م
(ليس بإمكان روسيا أن تخسر) ، (وستكون روسيا من الخاسرين) ، (هذه حرب وجودية. إذا لم نكسبها) ، (روسيا سوف تكسب، أياً كان معنى النصر الذي ستحرزه). هذه كلها أقوال نفس الشخص الذي كان مستشاراً لبوتين . من قال بأن التلقين القسري قد انتهى بسقوط الاتحاد السوفيتي الشيوعي ؟ كل واحد من هؤلاء يتحدث بنفس السردية عن أي شيء " أو يتكلم برواية المخابرات" و الويل لمن يكون له رأي آخر . على فكرة ، نفس الشيء موجود في الغرب حيث في بلد ما يوجد تلقين لكن يلعبونها بخبث .