هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أظهرت النتائج الاولية للانتخابات الرئاسية والتشريعية بصربيا، التي أجريت الأحد، تقدم الرئيس المنتهية ولايته ألكسندر فوتشيتش وحزبه التقدمي، بالتوازي مع تصدر حزب رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان للانتخابات البرلمانية، بعد أن سيطرت الحرب الروسية الأوكرانية على الحملات الانتخابية في كلا البلدين.
وصباح الاثنين، أعلن الزعيم الصربي فوتشيتش عن فوزه في الانتخابات العامة، ما يمهد الطريق لفوزه بولاية رئاسية جديدة وتمديد حكمه المستمر منذ نحو عقد في هذه الدولة في منطقة البلقان.
وفي خطاب أمام البعض من أنصاره وأعضاء حملته، أعلن فوتشيتش فوزه قائلا: "لقد نلت 2,245,000 صوت في الجولة الأولى"، مشيرا إلى أنه حصد قرابة الـ60 بالمئة من الأصوات.
ويُتوقع صدور النتائج غير الرسمية في وقت لاحق. ويُفترض أن تكون نسبة المشاركة أكثر بعشر نقاط من تلك التي سُجّلت في انتخابات 2020 التشريعية، أي ما يصل إلى ستين بالمئة، بحسب اللجنة الانتخابية.
استغلال الحرب
وخلال الحملة الانتخابية، استغل فوتشيتش الغزو الروسي لأوكرانيا لمصلحته مثيرا هواجس من احتمالات حدوث عدم استقرار، فيما قدم نفسه كضامن للاستقرار في ظل الحرب، متعهدا بالحفاظ على السلام في بلاده. ورفع في منتصف الحملة شعارا جديدا هو "سلام. استقرار. فوتشيتش".
ومن المحتمل أن تفتح نتائج الانتخابات الباب أمام الضغط الغربي على صربيا للاختيار بين علاقاتها التقليدية مع موسكو وتطلعاتها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن رئيس المرصد المستقل للانتخابات بويان كلاتشار قوله إنها "ليست صدفة أن يتبنى الحزب الحاكم خطابا جديدا، لأن الحرب غيرت أولويات الناخبين".
وأضاف: "بتغيّر نقطة التركيز الرئيسية للحملة، تضررت المعارضة أكثر مقارنة بالحزب الحاكم، ويبدو أنهم لم يكونوا جاهزين للتكيف مع الظروف الجديدة".
ومن المحتمل أن تفتح نتائج الانتخابات الباب أمام الضغط الغربي على صربيا للاختيار بين علاقاتها التقليدية مع موسكو وتطلعاتها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، حيث لا تزال بلغراد بعيدة في مواقفها عن أوروبا إذ يدعم قسم كبير من السكان الغزو الروسي لأوكرانيا.
وتعاملت الحكومة الصربية بحذر مع الأزمة في أوكرانيا من خلال إدانة روسيا رسميا في الأمم المتحدة، فيما امتنعت في الوقت نفسه عن فرض أي عقوبات على موسكو وسط دعم العديد من الصرب لحرب الكرملين.
تأثير الحرب في المجر
إلى ذلك، أظهرت النتائج الاولية تصدر حزب رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان الانتخابات العامة الأحد، وفق ما أفادت به لجنة الانتخابات الوطنية.
وأظهرت النتائج الأولية بعد فرز 91 في المئة من أصوات القائمة الحزبية الوطنية أن حزب فيدس الذي ينتمي إليه أوربان متقدم بحصوله على 53.5 في المئة من الأصوات مقابل 34.6 في المئة لتحالف ماركي زي المعارض.
ومع فرز 91 بالمئة من الأصوات، تمكن حزب فيدس القومي الذي ينتمي إليه أوربان من حصد 53.5 بالمئة مقابل 34.6 بالمئة لصالح ائتلاف المعارضة الذي يضم ستة أحزاب.
وبناء على النتائج الجزئية الحالية قال المكتب الوطني للانتخابات إن فيدس سيحصل على 135 مقعدا، بأغلبية الثلثين، وسيحصل تحالف المعارضة على 56 مقعدا.
وحقّق فيدس أيضا تقدما واضحا في نتائج الدوائر الفرديّة التي تُحدّد بقيّة المقاعد.
السلام مقابل الحرب
ونجح رئيس الوزراء أوربان، الذي تتهمه المعارضة بارتكاب انتهاكات عدة ضد دولة القانون، في إقناع الناخبين الأساسيين في حزب فيدس الحاكم بأن تحالف المعارضة قد يقود البلاد إلى الحرب من خلال التعهد بإصلاح العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، وهو اتهام نفته المعارضة.
وسجلت الحرب الروسية الأوكرانية حضورها خلال التجمع الانتخابي الوحيد الذي نظمه أوربان طوال حملته، حيث أشار: "اندلعت الحرب وبدّلت كل شيء"، ملخصا الرهان بمعادلة بسيطة بقوله: "السلام في مقابل الحرب".
وقدم أوربان نفسه على أنه مدافع عن المصالح المجرية برفضه عقوبات الاتحاد الأوروبي على النفط والغاز الروسيين، متهما معارضيه بمحاولة إقحام المجر في الحرب الأوكرانية، وهو ما ينفيه المعارضون.
ولم يستخدم أوربان حق النقض (الفيتو) ضد أي عقوبات للاتحاد الأوروبي ضد روسيا رغم أنه قال إنه لا يتفق معها. وسمحت حكومته بنشر قوات من حلف شمال الأطلسي في المجر حيث أشار استطلاع في 2021 إلى تأييد الناس لعضوية الحلف بنسبة 80 في المئة.
اقرأ أيضا: الحرب الروسية الأوكرانية تشعل الانتخابات بصربيا والمجر
وأيد أوربان قرار الاتحاد الأوروبي بإرسال أسلحة إلى أوكرانيا، لكنه حظر شحن الأسلحة من الأراضي المجرية قائلا إن مثل هذه الخطوة قد تشكل خطرا أمنيا.
في المقابل، اعتبر زعيم المعارضة المحافظ بيتر ماركي زاي الانتخابات اختيارا للمجريين بين الشرق والغرب، متهما أوربان بتحويل المجر نحو روسيا ما أدى إلى تآكل الحقوق الديمقراطية وإبعاد المجر عن الاتحاد الأوروبي الذي تنتمي إليه.