سياسة دولية

ألمانيا تخطط لإعادة بناء جيشها بعد الغزو الروسي لأوكرانيا

ألمانيا خصصت ميزانية قدرها 100 مليار يورو للجيش - جيتي
ألمانيا خصصت ميزانية قدرها 100 مليار يورو للجيش - جيتي

تعهدت ألمانيا بتحديث جيشها بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، في مهمة صعبة نظرا لمعداته المتقادمة والبيروقراطية المتجذّرة والجنود الذين يفتقرون إلى الحافز، وذلك بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.

 وقال المستشار الألماني أولاف شولتس، عقب الغزو الروسي إن بلاده خصصت ميزانية قدرها 100 مليار يورو للجيش، وزيادة الإنفاق السنوي على الدفاع ليشكّل أكثر من 2 في المئة من إجمالي الناتج الداخلي.

وسلطت وكالة "فرانس برس" الضوء على حال الجيش الألماني المعروف بـ"بونديس فير" وتنظر في الكيفية التي سيتم من خلالها توظيف الأموال فيما تسعى أكبر قوة اقتصادية في أوروبا لإعادة التسلّح في تحوّل تاريخي في سياستها.

هل يمكن لألمانيا الدفاع عن نفسها؟

وقالت الوكالة إن قائد الجيش البرّي الألماني ألفونس مايس، أحدث هزة في البلاد بعد ساعات من الحرب الروسية الأوكرانية، حيث أعلن أن "الخيارات التي يمكننا عرضها على السياسيين لدعم (حلف شمال الأطلسي) محدودة للغاية".

وقال الخبير الدفاعي والنائب عن "الحزب الديموقراطي الحر" الليبرالي ماركوس فابر، إن الجيش الألماني لا يملك القدرة حتى على القيام بوظيفته الأساسية المتمثّلة بالدفاع عن ألمانيا في حال تعرّضها لهجوم.

وبين أن تطوير جميع معدات الجيش لتتوافق مع المعايير الحديثة سيستغرق "ما يصل إلى ثماني سنوات".


ووفق تقرير نشر في كانون الأول/ديسمبر بشأن حال الجيش، فإن أقل من 30 في المئة من السفن التابعة للبحرية الألمانية "تعمل بشكل كامل"، بينما العديد من المقاتلات في وضع لا يسمح لها بالطيران.

أما بالنسبة للمعدات البرّية، فلا تعد غير 40 من 350 مركبة قتالية من طراز "بوما" "مؤهلة للحرب".

وحتى إن امتلك المعدات، لا يملك الجيش الألماني ما يكفي من الجنود لتشغيلها. فبوجود 180 ألف جندي في صفوفه (مقارنة مع 500 ألف عام 1990)، يعتبر عديد قواته أقل بآلاف عن الأعداد اللازمة لمواجهة أي غزو، وفق "فرانس برس".

 

اقرأ أيضا: ألمانيا تعتزم شراء مقاتلات F35 بدلا من "تورنيدو" القديمة

ما الذي يتعيّن إصلاحه؟

وأعلنت مفوضة الدفاع الألمانية إيفا هوغل في آخر تقرير سنوي لها عن "بونديس فير" بأن الجيش في وضع "مقلق"، معتبرة أنه بدلا من الاكتفاء بإنفاق المال لشراء معدات جديدة، "ينبغي تحديث الخطط والهياكل التي تتم عبرها عمليات الشراء" أيضا لإحداث تغيّر حقيقي.

ولفتت إلى أن الجيش يقوم على أساس لا مركزي بترك الإشراف على بناء وإصلاح المباني للسلطات المحلية، ما يعني أنه حتى أبسط المشاريع قد تستغرق سنوات.

وأضافت: "لا يؤدي ذلك إلى إحباط في صفوف الجنود فحسب، بل يؤدي أحيانا أيضا إلى فقدان الثقة في العملية السياسية".

ووفق التقرير فإن الجيش الألماني ينتظر منذ سنوات الحصول على بنادق جديدة مكان تلك المتقادمة من طراز "جي36"، رغم تطوير العديد من المصنّعين أسلحة جديدة، لكن العملية متوقفة.

ما الذي يتعيّن شراؤه؟

وكشفت ألمانيا عن نيتها استبدال مقاتلاتها القديمة من طراز "تورنادو" بأسطول جديد من مقاتلات الشبح الأمريكية "إف-35" وطائرات "يوروفايتر"، تكلّف كل منها حوالي 100 مليون يورو، إضافة إلى سعيها لشراء منظومة مضادة للصواريخ من "إسرائيل" يمكنها توفير غطاء حماية لها ولدول الاتحاد الأوروبي المجاورة.

في المقابل، وقّعت حوالي 600 شخصية عامة من سياسيين وشخصيات دينية وفنانين عريضة على الإنترنت الأسبوع الماضي للتنديد بما وصفوه "سباق تسلّح" وحذروا من أن الإنفاق في هذا المجال سيؤدي إلى خفض الإنفاق على قطاعات أخرى.

التعليقات (0)