قالت
صحيفة "
واشنطن بوست" إن اعتراف أمريكا بإبادة
الروهينغا أمر مهم لكن الأهم
هو تحقيق العدالة لهم.
وأضافت
الصحيفة في افتتاحيتها أن سياسة الأرض المحروقة ضد المسلمين الروهينغا في ولاية راكين،
شمال ميانمار قبل خمسة أعوام خلفت وراءها الإرهاب وأجبرت 740.000 من السكان على الهروب
إلى بنغلاديش.
وتابعت
أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أعلن، الاثنين، تصنيف الجرائم هناك بالإبادة
ضد الإنسانية. واتخذ القرار بعدما شاهد معرضا يوثق الرعب والعنف في المتحف التذكاري
للهولوكوست.
وأوضحت
الصحيفة أن "المهمة النبيلة لمنع تحول الماضي إلى ديباجة لا يزال عملا غير مكتمل
في ميانمار، حيث يواصل نظام إجرامي إمطار الجحيم على من يعارضونه. وكان قرار بلينكن
هو الثامن الذي يصنف الجرائم التي ارتكبت ضد المسلمين الروهينغا في الفترة ما بين
2016- 2017 وهو قرار في محله. فقد ارتكب الجيش موجتين من العنف التي أدت إلى هجمات
قامت بها قوات الأمن ضد الروهينغا. وجرت الموجة الثانية في عام 2017 واستهدفت المدنيين
بطريقة لم تميز واتسمت بالوحشية، حسب وزارة الخارجية".
وقام
الجيش، المعروف باسم تاتمادو، باغتصاب وقتل وتعذيب الروهينغا وحرق القرى وسواها بالتراب.
وفي الثاني من أيلول/ سبتمبر، قام الجيش وسكان القرى البوذية بقتل 10 من المسلمين الروهينغا
قيدوا معا ثم دفنوا في مقبرة جماعية. وبعد شهر، لم يبق من 6.000 مسلم عاشوا مرة في
هذه القرية الساحلية أحد. وكان هذا واحدا من الأمثلة في عملية الجيش التي قادت لخروج
المسلمين.
وقال
بلينكن إن "الهجمات ضد الروهينغا كانت واسعة ومنظمة وهي فعل مهم يصل إلى جريمة
ضد الإنسانية". وأضاف أن "الأدلة تشير أيضا إلى قصد واضح وراء المذابح الجماعية،
نية تدمير الروهينغا بشكل كامل أو جزئي".
وفي
ذلك الوقت كانت ميانمار تكافح من أجل مواصلة ديمقراطية ناشئة بقيادة الحائزة على جائزة
نوبل للسلام أونغ سان سوتشي التي تشاركت السلطة مع تاتمادو. وعندما بدأ الجيش حملته،
بدت غير مستعدة أو قادرة على منع المذابح. بشكل أدهش المعجبين بها أثناء كفاحها من
أجل الديمقراطية أثناء إقامتها الجبرية.
وفي
عام 2019 سافرت إلى لاهاي للدفاع عن ميانمار أمام محكمة العدل الدولية. ثم أطيح بحكومتها
بانقلاب عسكري عام 2021 قاده الجنرال مين أونغ هينغ الذي أشرف على مذابح الجيش ولا
يزال القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وتعلق
الصحيفة أن الوحشية التي تميزت بها الحملة ضد مسلمي الروهينغا كررها الجيش في محاولته
للسيطرة على السلطة ومواجهة التمرد في مناطق أخرى من ميانمار، واستخدم نفس الأساليب
اللاإنسانية.
وقالت
الصحيفة إن هناك الكثير يجب عمله. فالولايات المتحدة فرضت عقوبات على 65 فردا و26
كيانا تدعم الطغمة العسكرية، لكن يجب أن تعمل على منع وصول الدولارات عبر البنوك التي
تحافظ على النظام، وفي الوقت نفسه العمل من أجل الضغط على محكمة الجنايات الدولية لمحاسبة
الطغمة العسكرية على الجرائم التي ارتكبتها. وكما قال بلينكن: "سيأتي اليوم
الذي سيحاسب فيه المسؤولون عن الأفعال الرهيبة عما اقترفوه" وبوصف ما عملوه بالإبادة
فإن العالم سيساعد على القصاص منهم سريعا.