سياسة تركية

كيف يؤثر التقارب التركي الأمريكي على قضيتي "F16" و"S400"؟

من المرجح أن يعقد اجتماع جديد بين أردوغان وبايدن الأسبوع المقبل- جيتي
من المرجح أن يعقد اجتماع جديد بين أردوغان وبايدن الأسبوع المقبل- جيتي

ساهم الغزو الروسي لأوكرانيا، في تغيير التوازنات في العلاقات التركية الأمريكية التي سادها التوتر لسنوات بسبب اقتناء أنقرة لمنظومة "أس400" وإخراجها من برنامج "أف35"، والدعم الأمريكي لوحدات حماية الشعب الكردية شمال شرق سوريا.

 

وجلب رفض أنقرة للغزو الروسي، وإغلاق مضيقي البوسفور والدردنيل وفقا لاتفاقية "مونترو"، وجهودها للتوصل إلى حل دبلوماسي بين موسكو وكييف، رسائل "تقدير" من واشطن.

 

لقاء محتمل بين أردوغان وبايدن

 

ونقلت "بي بي سي" بالنسخة التركية، عن مصادر دبلوماسية توقعها عقد اجتماع بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ونظيره الأمريكي جو بايدن خلال قمة حلف الشمال الأطلسي الأسبوع المقبل في بلجيكا.

 

وضمن المناقشات الجارية حول تأثير الحوار والتقارب بين البلدين بيع واشنطن لطائرات "أف16"، وقضية "أس400".

 

ويجري الحديث عن التأثير الإيجابي لأزمة أوكرانيا على مسار العلاقات التركية الأمريكية من المسؤولين في واشنطن وأنقرة، كما يذكر تقرير "بي بي سي" التركية.

 

تقييمات أمريكية بشأن تركيا في حرب أوكرانيا

 

وفي التقييمات التي أجريت في واشنطن، برزت أربعة عناصر رئيسية بالنسبة لدور تركيا، أولها أنه رغم العلاقات الاقتصادية والتجارية بين أنقرة وموسكو، ترفض تركيا بشدة العمل العسكري ضد أوكرانيا، وتقف إلى جانب المجتمع الدولي في إدانة الحرب بالجمعية العامة للأمم المتحدة.

 

التقييم الثاني، هو أن دعم تركيا لأوكرانيا سياسيا والتأكيد على وحدة أراضي البلاد بما في ذلك شبه جزيرة القرم، فضلا عن الدعم العسكري لكييف عبر الطائرات المسيرة "بيرقدار تي بي2"، وبحسب إعلام غربي فإن هذا الدعم تواصل حتى ما بعد 24 شباط/ فبراير الماضي ولم تنكره أنقرة.

 

اقرأ أيضا: محللون: الأزمة الأوكرانية تدفع إلى تقارب أمريكا مع تركيا

 

التطور الثالث أن تركيا أغلقت مضيقي البوسفور والدردنيل بموجب اتفاقية "مونترو"، ولاقت هذه الخطوة التي حالت دون وصول السفن الروسية إلى البحر الأسود ترحيبا من الولايات المتحدة والناتو وأوكرانيا.

 

والتطور الرابع، هو الدور التركي في مساعي التوصل إلى حل دبلوماسي بين موسكو وكييف اللتين تربطها بهما علاقة خاصة.

 

وتشير التقديرات إلى أن التغيرات التي أحدثتها تركيا في سياستها الخارجية منذ العام الماضي، وإعادة العلاقات مع جهات مثل إسرائيل وأرمينيا واليونان والإمارات، والتحول من التوتر إلى عملية التعاون تعد من بين التطورات التي تنعكس إيجابيا في واشنطن.

 

زيادة وتيرة الحوارات بين تركيا والولايات المتحدة

 

ومع الحرب الأوكرانية، كان التطور اللافت والذي يشير إلى التطورات الإيجابية بين تركيا والولايات المتحدة، زيادة وتيرة الاتصالات والمحادثات بين الجانبين، وإلى جانب المكالمة الهاتفية بين أردوغان وبايدن في 9 أذار/ مارس، أجرى وزراء الخارجية والدفاع من البلدين محادثات أكثر من مرة.

 

وأشارت مصادر دبلوماسية إلى أنه من المرجح أن يعقد اجتماع جديد بين أردوغان وبايدن على هامش قمة قادة الناتو الاستثنائية في بروكسل في 24 أذار/ مارس.

 

وذكرت "بي بي سي" التركية أن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو يعتزم زيارة واشنطن للقاء نظيره الأمريكي أنتوني بيلنكن خلال شهر أو شهرين.

 

واتفق الجانبان التركي والأمريكي، على اتخاذ خطوات ملموسة من أجل ضمان تنفيذ آلية الحوار الاستراتيجي بين البلدين، بالشكل المتفق عليه بين أردوغان وبايدن سابقا.

 

وقد اتخذت الخطوة الأولى بهذا الصدد خلال زيارة نائبة وزير الخارجية الأمريكية ويندي شيرمان، التي أجرت محادثات في أنقرة في 4 آذار/ مارس، ومن المتوقع أن تزداد الحركة الدبلوماسية بين البلدين في الأسابيع المقبلة بزيارات أمريكية إلى تركيا.

 

وفي نطاق هذه الآلية، يجب تناول العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين على مستوى استراتيجي، ومحاولة حل المشاكل الناشئة عن مسائل دعم الولايات المتحدة لوحدات حماية الشعب في شمال سوريا، وقضية "أس400".

 

ويشير التقرير إلى أن أنقرة لم تواجه أي ضغوط من الولايات المتحدة لفرض عقوبات على روسيا بسبب أوكرانيا، كما أن إبقاء مجالها الجوي مفتوحا يتفهمه الأمريكيون.

 

اقرأ أيضا: تركيا مركز محتمل لآلاف الشركات الأمريكية المنسحبة من روسيا
 

هل تبيع الولايات المتحدة مقاتلات "أف16" لتركيا؟

 

وتخطط تركيا، التي استبعدت من برنامج "F-35" بسبب شرائها "أس400"، لمنع الضعف في قواتها الجوية من خلال شراء 40 مقاتلة "أف16"، ونحو 80 من معدات التحديث لطائراتها الحالية.

 

وذكرت المصادر الدبلوماسية، أن المفاوضات الفنية التي بدأت بالأشهر الماضية، يمكن أن تكتمل في الصيف المقبل، ويقدم المقترح إلى الكونغرس الأمريكي للموافقة عليها.

 

وأشارت إدارة بايدن إلى أن الحكومة لن تعيق بيع طائرات "أف16" لأنقرة، لكن الموافقة عليها في الكونغرس ستكون صعبة.

 

من ناحية أخرى، تشير أنقرة إلى أن الخطر الأمني الذي تشكله الأزمة الأوكرانية قد لا يؤثر على تركيا فحسب، بل على التحالف بأكمله، لذلك يجب على الإدارة الأمريكية ممارسة المزيد من الضغط على الكونغرس للموافقة على بيع طائرات "أف16"، مع الأخذ في الاعتبار التفوق الجوي للجناح الجنوبي الشرقي لحلف الناتو.

 

وتشير المصادر إلى أن التطورات الأخيرة لها تأثير معين على الكونغرس، وتذكر أن ذلك قد ينعكس إيجابيا على الصفقة.

 

وأضافت أنه رغم أن عددهم آخذ في النقصان، ما زال بعض أعضاء الكونغرس الأمريكي يواصلون التحدث ضد تركيا.

 

ماذا عن منظومة "أس400"؟

 

وتعتقد المصادر الدبلوماسية في أنقرة أن مشكلة منظومة "أس400" التي تعد إحدى النقاط الشائكة في العلاقات التركية الأمريكية، هناك فرصة للتوصل إلى حل بشأنها بالتوازي مع تطبيع الحوار الثنائي.

 

من ناحية أخرى، تعتقد مصادر دبلوماسية في أنقرة أن مشكلة أنظمة الدفاع الجوي إس-400، التي تعد واحدة من أخطر النقاط الشائكة في العلاقات التركية الأمريكية، هي فرصة لحلها بالتوازي مع تطبيع الحوار الثنائي.

 

في الإطار ذكر الخبير التركي مته سوهتا أوغلو في حديث لـ"عربي21"، أن إدراج الولايات المتحدة لروسيا، بالإضافة إلى الصين على رادارها الأمني في صراع القوى العالمي الجديد، يجبر عضو الناتو على إعادة النظر بالتحالفات التي تعزل تركيا واستغلال موجة التطبيع التي ظهرت بين دول المنطقة في البحرين الأسود والمتوسط لصالح كفاحها العالمي.

وأضاف أنه إذا تم قبول فكرة الإنتاج المشترك في بعض القدرات العسكرية ومشاركة التكنولوجيا داخل الحلف، فإن ذلك يعد تطورا من شأنه التخفيف على تركيا بشأن قضية "أس400".

 

التعليقات (0)