صحافة دولية

إيكونوميست: ماريوبول تحذير لأوكرانيا وتذكير بآلام أوروبا

تعود هذه المشاهد بأوروبا للسنوات الحالكة - جيتي
تعود هذه المشاهد بأوروبا للسنوات الحالكة - جيتي

قالت مجلة "الإيكونوميست" إن واقع ماريوبول يمثل تحذيرا لباقي المدن الأوكرانية مع تواصل القصف الروسي على المدينة الواقعة جنوب شرقي البلاد.


وتعرف المدينة حصارا روسيا، فيما تستهدف القوات الموالية لموسكو الأوكرانيين المدنيين أثناء محاولاتهم الهرب من الملاجئ المقيمين فيها تحت الأرض منذ نحو عشرين يوما.


وقال رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بيتر ماورير: "إننا نشهد أزمة إنسانية مدمرة تتكشف في أوكرانيا"، مشيرا إلى أن المرافق الصحية في المدينة المحاصرة تعاني بشدة.


فقبل الغزو الروسي، كان يعيش 430 ألف شخص في ماريوبول، وفي مدينة سومي حوالي 260 ألف شخص، و280 ألفا في تشيرنيهيف؛ و475 ألفا في ميكولايف ومليونا و400 ألف في خاركيف. وجميعهم الآن محاصرون من قبل القوات الروسية، كما حوصرت العاصمة، كييف، التي كانت موطنا لنحو أربعة ملايين نسمة. 


وقالت مجلة "الإيكونوميست: "حتى لو افترضنا أن الكثير من سكان هذه المدن قد فروا بالفعل، فإن عدد المدنيين الأوكرانيين المحاصرين في مرمى النيران، مع عدم وجود طريقة آمنة للفرار، يقدر بالملايين".


لكن المدينة التي تعرضت لأقسى حصار هي ماريوبول، وهي ميناء على الساحل الجنوبي في مقاطعة دونيتسك، ما يعني أنها كانت على خط المواجهة منذ عام 2014، عندما استولى الانفصاليون، المدعومون من روسيا، على أجزاء من المقاطعة. 


ويعتبر الميناء مهما اقتصاديا وفي موقع استراتيجي، بين البر الرئيسي لروسيا وشبه جزيرة القرم التي ضمها الكرملين عام 2014.


وظلت ماريوبول تحت سيطرة الحكومة، التي عملت بجد ليس فقط لإصلاح أضرار الحرب، ولكن أيضا لتجميل المدينة لتوضيح فوائد البقاء كجزء من أوكرانيا، كما تدفق حوالي مئة ألف لاجئ من المدن الانفصالية المتداعية، التي تديرها العصابات إلى شرق ماريوبول، من أجل حياة جديدة.


وأدى القصف إلى تدمير البنية التحتية المحلية، فيما فرضت القوات الروسية حصارا على سكان المدينة، دون ماء أو طعام أو كهرباء أو تدفئة أو اتصالات خارجية لمدة أسبوع.  


وقال رئيس بلدية المدينة، فاديم بويشينكو، إن ما لا يقل عن 2187 مدنيا لقوا حتفهم، لكن العديد من المناطق في المدينة لا تزال تواجه خطورة كبيرة لدرجة لا يمكن معها تقديم إحصاء معتمد، بينما أشار آخرون إلى أن عدد القتلى قد يتعدى عشرة آلاف.


وفرت نساء حوامل ممسكات بطونهن أثناء قصف مستشفى للأطفال في التاسع من مارس، ما أسفر عن مقتل ثلاثة وإصابة 17 آخرين. 


ولا تُعتبر مشاهد الحرب في ماريوبول تحذيرا لباقي الأوكرانيين المتواجدين في باقي المدن فحسب، بل تذكيرا بسنوات حالكة عاشتها أوروبا، حيث يجب على السكان استعادة المياه عن طريق إذابة الثلج أو جرفه من البرك. كثيرون يشعلون النيران في الخارج للطهي والتدفئة، بحسب المجلة.


ومنذ الأيام الأولى للحصار الروسي، نُهبت المتاجر، وعلى أي حال، فإن الخروج من أجل الحصول على الطعام تحت القصف المستمر بات أمرا محفوفا بالمخاطر.

 

اقرأ أيضا: تقارير: روسيا طلبت من الصين وجبات جاهزة ومعدات عسكرية

وفضلا عن ذلك، أصبح السكان معزولين عن العالم بانقطاع الأخبار عنهم، بعد أن نفدت بطاريات الأجهزة الإلكترونية ومنها الهواتف وأجهزة الراديو، ولا يمكن إعادة شحنها إلا في محطات محلية لا يصل إليها إلا الانفصاليون المدعومون من روسيا. 


ويسمع بعض السكان عن اقتراب قافلة من الحافلات تحمل الطعام من المدينة، لكنها لم تأت، حيث يتم إيقافها وتأخيرها عند نقاط التفتيش الروسية. 


لمدة 8 أيام متتالية، وافقت روسيا على وقف إطلاق النار للسماح بعمليات الإجلاء، لكن من يحاول الخروج يتم إطلاق النار عليه.

التعليقات (0)