سياسة عربية

روسيا تحذر من فرض عقوبات على نفطها.. وبايدن متردد

دعت الولايات المتحدة إلى النظر من منظور مختلف حيال العقوبات الجديدة على روسيا- البيت الأبيض على تويتر
دعت الولايات المتحدة إلى النظر من منظور مختلف حيال العقوبات الجديدة على روسيا- البيت الأبيض على تويتر

هددت روسيا، الاثنين، بوقف الإمدادات عبر خط أنابيب نورد ستريم 1، محذرة من تجاوز سعر برميل النفط عتبة الـ300 دولار للبرميل في حال حظر صادراتها، في وقت صعد فيه سعر الخام لأعلى مستوى قياسي منذ 14 عاما، بينما تستبعد الولايات المتحدة خيار حظر واردات النفط الروسية، وسط تباين في المواقف الأوروبية.

 

وأكد نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكسندر نوفاك، أن "حظر النفط الروسي سيؤدي إلى عواقب كارثية على السوق العالمية"، مضيفا أن "الارتفاع في الأسعار لن يكون متوقعا. أكثر من 300 دولار للبرميل إن لم يكن أكثر". 

 

وأوضح نوفاك أنه من "المستحيل" استبدال النفط الروسي بسرعة في السوق الأوروبية"، مضيفا أن الأمر "سيستغرق أكثر من عام، وسيكون أكثر تكلفة بالنسبة للمستهلكين الأوروبيين".

 

وتابع: "ينبغي على السياسيين الأوروبيين عندئذ أن يخاطبوا مواطنيهم والمستهلكين بصراحة، ويحذروهم مما ينتظرهم.. فالأسعار في محطات الوقود والكهرباء والتدفئة سترتفع بشدة".

 

واعتبر نوفاك أن المحادثات بشأن فرض حظر على النفط الروسي تخلق "حالة من عدم الاستقرار، وتؤدي إلى ضرر كبير للمستهلكين"، مهددا بأنه "ردا على وقف مشروع خط أنابيب نورد ستريم 2، يمكن لروسيا أن توقف الإمدادات عبر خط أنابيب نورد ستريم 1". 

 

وقال نوفاك: "حتى الآن لم نتخذ هذا القرار. لن يستفيد منه أحد"، معتبرا أن تصريحات الساسة الأوروبيين واتهاماتهم لروسيا تدفع موسكو إلى ذلك". 

 

 

 

وتعتمد أوروبا بشدة على روسيا في النفط الخام والغاز الطبيعي، لكنها أصبحت أكثر انفتاحا على فكرة حظر المنتجات الروسية، فيما لا تعتمد الولايات المتحدة كثيرا على الخام والمنتجات النفطية من روسيا، لكن فرض حظر سيساعد في دفع الأسعار لمزيد من الصعود، والإضرار بالمستهلكين الأمريكيين الذين يعانون بالفعل من أسعار عند مستويات تاريخية مرتفعة في محطات الوقود.

 

ودعت الولايات المتحدة، الاثنين، إلى النظر "من منظور مختلف" إلى العقوبات المحتمل فرضها على صادرات روسيا من النفط والغاز، فيما عملت في الوقت نفسه على تحجيم خلافاتها مع الأوروبيين، خاصة الألمان، حول هذا الموضوع.

 

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي: "أنظر إلى هذا من منظور مختلف عن الجهود المنسّقة السابقة" بشأن العقوبات التي فرضها الغرب على روسيا بعد غزوها أوكرانيا.

 

كما شدّدت خلال مؤتمرها الصحافي اليومي على "الظروف المختلفة للغاية" للأمريكيين والأوروبيين لناحية الاعتماد على المحروقات الروسية، إذ إنّ اعتماد الولايات المتحدة عليها ضعيف، على عكس بعض الدول الأوروبية.

 

وأوضحت ساكي أنّ الرئيس الأمريكي جو بايدن "لم يتّخذ قراراً في هذه المرحلة" بشأن إجراء أحادي الجانب للولايات المتحدة، في وقت يعدّ فيه مشرّعون من الأغلبية الديمقراطية والمعارضة الجمهورية مشروع قانون يحظر واردات النفط الروسية.

 

 

 

ويحرص البيت الأبيض بشدة على حفاظ الدول الغربية على تماسك موقفها شبه التامّ في ما يتعلّق بالعقوبات الاقتصادية ضدّ روسيا.

 

وأثيرت مسألة المحروقات الروسية، وفق الإدارة الأمريكية، خلال مؤتمر عبر الفيديو جرى الاثنين، بين بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني أولاف شولتس، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون.

 

وذكر بيان صادر عن البيت الأبيض أنّ الزعماء الأربعة "عازمون على مواصلة زيادة الكلفة" المفروضة على روسيا؛ ردّاً على غزوها أوكرانيا.

 

 

من جهته، قال الإليزيه إنّ القادة "عازمون على تشديد العقوبات" على روسيا وبيلاروس، فيما قال داونينغ ستريت إنّ القادة عازمون على "مواصلة الضغط على روسيا".

 

أما البيان الذي أصدرته برلين إثر المحادثات، فلم يتطرّق إلى موضوع العقوبات، وأشار خصوصاً إلى أنّ الاجتماع ناقش "إمكانات جديدة لتقديم مساعدة إنسانية إلى أوكرانيا".

 

فيما أعلن شولتس، الاثنين، أن واردات الطاقة من روسيا "أساسية" بالنسبة إلى "الحياة اليومية للمواطنين" في أوروبا، مؤكداً أنّ إمدادات القارة لا يمكن تأمينها بطريقة أخرى في المرحلة الراهنة.

 

 

 

 

ودعا رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، الاثنين، إلى الابتعاد تدريجيا عن الاعتماد على النفط والغاز الروسيين نتيجة للغزو الروسي على أوكرانيا، حيث قال عقب محادثات مع رئيسي وزراء كندا وهولندا، إن الدول يجب أن تعمل معًا لتأمين البدائل. 


بيد أن رئيس الوزراء الهولندي "مارك روته"، حذر من أن فرض مقاطعة الآن ستكون له "عواقب وخيمة".


وناقش القادة الثلاثة عقوبات جديدة ضد روسيا ومساعدة أوكرانيا، حيث تواجه المملكة المتحدة انتقادات بشأن مستوى دعمها للاجئين الفارين من الصراع.

 

ولدى سؤاله عن مزاعم بأن الولايات المتحدة تجري مناقشات نشطة مع الدول الأوروبية حول حظر واردات النفط الروسي، قال جونسون إن الحلفاء الغربيين "يتحركون بسرعة كبيرة جدًا"، وإن الأمور التي لم يكن من الممكن اعتبارها ممكنة قبل أسابيع "أصبحت الآن قيد البحث". 

 

وسجلت أسعار النفط، الاثنين، قفزة تاريخية ببلوغها أعلى مستوياتها منذ عام 2008؛ بسبب مخاوف متعلقة بالإمدادات عقب إعلان الولايات المتحدة أنها تدرس مع حلفائها الأوروبيين فرض حظر على استيراد النفط الروسي، واحتمال تأخر عودة الخام الإيراني إلى الأسواق العالمية.

التعليقات (0)