صحافة إسرائيلية

قلق إسرائيلي من "فتور" روسي تجاه الهجمات على سوريا

 القلق الإسرائيلي يصل إلى إمكانية أن تحد روسيا من حرية العمل الجوي الإسرائيلي بسوريا- جيتي
القلق الإسرائيلي يصل إلى إمكانية أن تحد روسيا من حرية العمل الجوي الإسرائيلي بسوريا- جيتي

مع تواصل الحرب الدائرة في أوكرانيا، تتطلع الأنظار الإسرائيلية باتجاه تأثير هذه الحرب على الحرية العسكرية التي يحظى بها سلاحها الجوي في سوريا.

 

وفي حال تعارض المواقف بين تل أبيب وموسكو من الحرب الأوكرانية، فإن ذلك قد ينعكس سلبا على الضربات الجوية الإسرائيلية في سوريا.


وفيما بدأت تصريحات المسؤولين الإسرائيليين تصدر ضد الحرب الروسية تجاه أوكرانيا، فإنهم في الوقت ذاته يقرون بالقدرات التي تمتلكها موسكو في سوريا، تلك التي يمكن أن تعطل العدوان الإسرائيلي هناك بشكل كبير، وحينها سيكون الاختبار المتمثل بحرية العمل في المستقبل، لأن هيئة أركان جيش الاحتلال باتت تستعد بالفعل لـ"برودة مؤقتة" روسية.


يوسي يهوشاع الخبير العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ذكر في مقال ترجمته "عربي21" أنه "على المدى القريب، فإن زاوية النظر الإسرائيلية في الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا تنطلق مما قد يحدث في سوريا، بمعنى أكثر وضوحا، تترقب تل أبيب كيف سيكون رد فعل موسكو في مواجهة هجمات القوات الجوية الإسرائيلية ضد أهداف إيرانية وشحنات أسلحة متجهة إلى سوريا وحزب الله".

 

اقرأ أيضا: كيف علق قادة الاحتلال الإسرائيلي على غزو روسيا لأوكرانيا؟

وأضاف أنه "في الأشهر الأخيرة تم توثيق التعاون الأمني بين ممثلين عن الجيشين الإسرائيلي والروسي، حيث تمثلت مصلحتهما المشتركة بطرد الإيرانيين من سوريا، كل لأسباب خاصة به، مع رغبة الروس بأن يكونوا الراعي الوحيد للأسد، رغم حصول بعض التوترات بين الجانبين تمثل بإسقاط عرضي لطائرة ركاب روسية، بعد هجوم إسرائيلي بطائرة جوية في منطقة ميناء اللاذقية على الساحل السوري".


ليس سراً أن القلق الإسرائيلي الحقيقي يصل إلى إمكانية أن تحد روسيا من حرية العمل الجوي الإسرائيلي في منطقة مهمة جدًا مثل سوريا، لمنع تكثيف حزب الله بالصواريخ الدقيقة والطائرات بدون طيار وأنظمة الدفاع الجوي، وبالطبع الأسلحة الإيرانية الموجودة في سوريا، وتستعد هيئة الأركان العامة لجيش الاحتلال لأي سيناريو غير متوقع، فضلا عن بدء شيوع مصطلح جديد لدى كبار ضباطها المتمثل بمقولة "البرودة المؤقتة" من جانب الروس تجاه إسرائيل في سوريا. 


من الواضح أن الأحداث الدائرة بين روسيا وأوكرانيا تثبت مرة أخرى حقيقة أن "إسرائيل" ستضطر للاعتماد على نفسها فقط في حرب شاملة، وتقوية قدراتها العسكرية المستقلة، بعيدا عن الاعتماد على الآخرين، سواء الدعم العسكري الأمريكي، أم الغطاء السياسي الروسي، رغم أنه على عكس أوكرانيا، حيث يتمتع جيش الاحتلال بتفوق تقني واستخباراتي تشغيلي في المنطقة.


على الصعيد السياسي، تظهر المعضلة الإسرائيلية في دعم إدانة روسيا خلال اجتماع متوقع للأمم المتحدة في ضوء الطلب الأمريكي، حيث سيتعين على "إسرائيل" أن تقرر ما إذا كانت ستنضم للدول التي تدعم قرارًا يدين موسكو بسبب غزو أوكرانيا، وتشير التقديرات إلى أن روسيا ستستخدم حق النقض، لكن سيتم طرح الاقتراح للتصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة.


وعلى خلفية اليوم الثاني للحرب بين روسيا وأوكرانيا، يتوقع أن يناقش مجلس الأمن الدولي اقتراحا لإدانة روسيا بعد غزو جارتها، حيث دعا جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، بما في ذلك "إسرائيل"، لدعم اقتراح لهذه الإدانة، وسيتم طرحه للتصويت في مجلس الأمن، حيث أرسل اقتراح القرار الموقع من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا للسفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة غلعاد أردان، الذي أحال الموضوع للمستوى السياسي في تل أبيب، وسيتعين عليه اتخاذ قرار بشأن الموافقة على الطلب الأمريكي. 


وفي حال قرر المستوى السياسي في دولة الاحتلال الموافقة على طلب الإدانة، فسيتعين على السفير أردان إرسال رسالة للرئيس الدوري لمجلس الأمن، وهو روسيا حاليا، وسيعلن الانضمام لاقتراح الإدانة، بعد صدور مواقف إسرائيلية من الهجوم الروسي على أوكرانيا، ففيما اعتبر وزير الخارجية يائير لابيد ما حصل بأنه انتهاك خطير، وإسرائيل تدينه، فقد ظهر رئيس الوزراء نفتالي بينيت أكثر حذرا، ولم يدن الكرملين بشكل مباشر، مع أنه في 2014، عندما غزت روسيا شبه جزيرة القرم، غابت إسرائيل عن تصويت مماثل في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

التعليقات (0)