استطلاع: الاقتصاد يشغل المجتمع التركي.. وإمام أوغلو يتراجع

أكد استطلاع رأي أجرته شركة "Optimar" للأبحاث، أن الملف الاقتصادي يشغل الناخب التركي عن أي قضية أخرى، فيما أظهر لأول مرة تقدم زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو على رئيس بلدية إسطنبول الكبرى أكرم إمام أوغلو في حال ترشحهما لانتخابات الرئاسة.

وتجري شركات الأبحاث التركية بين الفينة والأخرى مسحا يستطلع رأي الناخب التركي بشأن الأحزاب السياسية والانتخابات الرئاسية والبرلمانية.

ورغم تباين شركات الأبحاث في استطلاعاتها، لكن المسح الذي أجرته "Optimar" يبرز توجهات الرأي العام التركي تجاه القضايا التي تهمه وقد تؤثر على مسار الانتخابات، لا سيما مع التطورات الأخيرة.

وأجرت الشركة التركية مسحا ما بين 12 و15 شباط/ فبراير الجاري على 2500 شخص، باستخدام طريقة المقابلة وجها لوجه.

مشكلة الاقتصاد تشغل المجتمع التركي

ورأى المستطلعون أن الاقتصاد هو أهم مشكلة في تركيا، ويأتي المسح الذي أجرته الشركة في الوقت الذي تشهد فيه البلاد أزمة اقتصادية مع ارتفاع التضخم وزيادة أسعار السلع ونمو البطالة.

واحتل الاقتصاد المرتبة الأولى، وجاءت البطالة في الصف الثاني، ثم التعليم في المرتبة الثالثة، ورابعا كان فيروس كورونا.

وتساءلت الشركة البحثية حول أهم مشكلة في تركيا، وقال 70.2 بالمئة من المستطلعين إنها الاقتصاد، فيما رأى 5.6 بالمئة أنها البطالة.

اقرأ أيضا: هل عززت إجراءات أردوغان الأخيرة شعبية "العدالة والتنمية"؟

واحتل التعليم المرتبة الثالثة بـ5.4 بالمئة، وجاء فيروس كورونا رابعا بـ4.9 بالمئة.

ويشكل الاقتصاد والبطالة 75.87 بالمئة، وعليه فإن منافس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية هو غلاء المعيشة وليس زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو كما يقول الكاتب التركي عبد القادر سيلفي في تقرير على صحيفة "حرييت".

وذكر الكاتب سيلفي، أن ارتفاع الأسعار لا سيما فواتير الكهرباء، أصبح أهم بند في جدول أعمال المجتمع التركي.

وسألت "Optimar" المستطلعين بشأن ارتفاع أسعار العديد من المنتجات، وارتفاع فواتير الكهرباء، وبلغت نسبة الذين قالوا إن "الزيادات أعلى من المتوقع" 78.3 بالمئة، أما نسبة الذين قالوا إنها "أقل مما هو متوقع" بقيت عند 3.9 بالمئة.

وبلغت نسبة الذين قالوا إن "الزيادات بالمعدل المتوقع" 7.9 بالمئة، بينما أولئك الذين قالوا "لا إجابة" بلغت نسبتهم 9.9 بالمئة.

هل المعارضة قادرة على حل مشكلة الاقتصاد؟

وفي تساؤل لـ"Optimar" حول الجهة القادرة على حل أزمة الاقتصاد، رأى 30.2 بالمئة أن حزب العدالة والتنمية هو القادر على حل الأزمة، فيما بلغت نسبة الذين يقولون حزب الشعب الجمهوري 25.2 بالمئة.

واللافت أن حزب الشعوب الديمقراطي الكردي سبق حزب الجيد في آراء الناخبين.

بينما قال 4.9 بالمئة إن حزب الشعوب الديمقراطي سيحل المشكلة، رأى 4.4 بالمئة أن حزب الجيد هو القادر على ذلك.

وحصل حزب الحركة القومية على 2.9 بالمئة من نسبة المستطلعين بشأن هذا التساؤل.

كليتشدار أوغلو يتقدم لأول مرة على إمام أوغلو.. أردوغان بالصدارة

ولأول مرة يتقدم كليتشدار أوغلو على إمام أوغلو ورئيس بلدية أنقرة منصور يافاش في استطلاعات الرأي حول المرشح الرئاسي.

ورغم التقدم الذي حصل عليه كليتشدار أوغلو على الآخرين، كانت هناك فجوة بينه وبين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي جاء بالمرتبة الأولى بفارق 20 نقطة عن زعيم حزب الشعب الجمهوري الذي جاء بالمرتبة الثانية.

وردا على سؤال حول "لمن ستصوت في الانتخابات الرئاسية لعام 2023؟"، حصل الرئيس أردوغان على 32.4 بالمئة، وكليتشدار أوغلو 13.3 بالمئة، أما منصور يافاش 11.5، وإمام أوغلو 6.4.

اقرأ أيضا: الثلوج تشل الحركة بإسطنبول.. واستياء من إمام أوغلو (شاهد)

إمام أوغلو يتراجع.. ما السبب؟

ووفقا للبيانات المعطاة جاء إمام أوغلو بالمرتبة الرابعة بفارق واضح عن منصور يافاش وكليتشدار أوغلو حيث كان الفارق بينهما حوالي نقطتين.

وجاء الاستطلاع، بعد الاستياء الكبير الذي أبداه المواطنون الأتراك في إسطنبول من أداء إمام أوغلو في مكافحة الثلوج مؤخرا التي شلت حركة المرور في الولاية وتسببت بأزمة حادة اضطر فيها العديد من المواطنين للبقاء في سياراتهم لساعات طويلة.

ولم يهمل المسح ما جرى في إسطنبول، وحول موقف المستطلعين من تناول إمام أوغلو طعام العشاء مع السفير البريطاني بالتزامن مع أزمة تساقط الثلوج في الولاية، رأى 49.5 بالمئة بأنه تصرف سلبي، وقال 33.7 بالمئة إنه "إيجابي"، فيما رفض الجواب نحو 16.8 بالمئة.

التصويت للأحزاب

وأظهر المسح الذي أجرته تغيرا في معدل التصويت للأحزاب، وارتفع حزب العدالة والتنمية إلى 36.5 بالمئة، فيما حصل حزب الشعب الجمهوري على 26.7 بالمئة وهي نسبة أعلى من السابق.

وحصل حزب الجيد الذي تقوده ميرال أكشنار على 10.9، أما حزب الحركة القومية بزعامة دولت بهتشلي فقد حصل على 10.2 بالمئة.

حزب الشعوب الديمقراطي الكردي كانت نسبته 9.7 بالمئة، أما الأحزاب الأخرى فقد كانت ما دون ذلك بكثير.

حزب الحركة والتقدم الذي يقوده علي باباجان حصل على 1.3، وحزب المستقبل بزعامة أحمد داود أوغلو 0.5 بالمئة، أما حزب السعادة فحصد 0.7 بالمئة.

وحصل الحزب الذي شكله محرم إنجه "الوطن" على 0.8 بالمئة، وحزب النصر الذي أسسه أوميت أوزداغ 0.1 بالمئة.

وأظهر المسح حصول "تحالف الجمهور" الذي يضم "العدالة والتنمية" و"الحركة القومية" على 46.7 بالمئة، أما "تحالف الأمة" المكون من أحزاب "الشعب الجمهوري" و"الجيد" و"السعادة" حصل على 38.2.

وحتى اللحظة لم ينضم حزبا "الديمقراطية والتقدم" و"المستقبل" لـ"تحالف الأمة" رغم اللقاءات المتواصلة معه بهدف توسيع التحالف والتوافق على خطة طريق بشأن "النظام البرلماني المعزز".

اللافت أن الاستطلاع أظهر أن عدد المترددين بلغ نسبة 6.5 بالمئة، وأن من قالوا "لن أصوت لأحد" 5.57، ومن قالوا "لا جواب" 8.1.

اقرأ أيضا: هل تبلور 6 أحزاب معارضة في تركيا تحالفا لمواجهة أردوغان؟

ما موقف المستطلعين من كليتشدار أوغلو بشأن عدم دفع فاتورة الكهرباء؟

وأعلن كليتشدار أوغلو أنه لن يدفع فاتورة الكهرباء التي اشتكى المواطنون من ارتفاعها بشكل كبير، لكن المستطلعين لا يوافقون على تصرف زعيم حزب الشعب الجمهوري.

وبلغت نسبة الذين قالوا إنه "قرار غير صائب" 46.1 بالمئة، أما الذين اعتبروه "قرارا صائبا" بلغت نسبتهم 29.3 بالمئة، فيما اختار 24.6 بالمئة عدم الرد.

وقال 58.7 بالمئة من المستطلعين إنهم لن يستجيبوا لدعوة كليتشدار أوغلو بعدم دفع الفواتير، وبلغت نسبة أولئك الذين قالوا إنهم سيستجيبون 16.4 بالمئة (وهذا يعني أن جزءا من المستطلعين ناخبي حزب الشعب الجمهوري لن يمتثلوا لدعوته)، وأما الذين رفضوا الإجابة بلغت نسبتهم 24.9 بالمئة.

ما موقف المستطلعين من اجتماع قادة 6 أحزاب معارضة؟

وعقد قادة أحزاب معارضة اجتماعا للاتفاق على خطة عمل فيما بينهم بشأن مرحلة ما بعد الانتخابات والنظام البرلماني المعزز.

وبينما نظر 37.7 بالمئة بإيجابية لهذا الاجتماع، قال 36.7 بالمئة إنهم ليس لديهم أي فكرة، فيما نظر 25.6 بالمئة بسلبية تجاهه.

وفي رد على تساؤل طرحته الشركة "هل ترى بأن الأحزاب الستة سوف تنجح؟"، قال 34.9 بالمئة من المستطلعين إنهم سينجحون، و33.6 بالمئة قالوا إنهم ليس لديهم أي فكرة، أما الذين رأوا أنهم سيفشلون بلغت نسبتهم 31.5 بالمئة.