كيف سيؤثر كشف أنقرة لخلية إيرانية على تقاربها مع تل أبيب؟
عربي21- عدنان أبو عامر12-Feb-2209:23 AM
1
شارك
يشاي: تل أبيب تمضي في علاقتها مع أنقرة بحذر شديد- الأناضول
توقفت
الأوساط السياسية والأمنية الإسرائيلية مطولا عند الإعلان التركي الرسمي عن كشف خلية
إيرانية خططت لاغتيال رجل أعمال إسرائيلي انتقاما لاغتيال علماء النووي الإيرانيين
خلال السنوات الماضية من قبل الموساد الإسرائيلي، وبحثت هذه الأوساط في الدوافع الحقيقية
التي جعلت تركيا تعلن رسميا عن مسألة أمنية بحتة، يمكن التعامل معها بعيدا عن وسائل
الإعلام.
لكن
تزامن هذا الكشف الاستخباري التركي عن هذه الخلية الإيرانية مع أجواء التقارب مع دولة
الاحتلال أفسح المجال أمام الخبراء الإسرائيليين للحديث عن عامل جديد يضاف لسلسلة عوامل
أخرى قد تسرع بعجلة هذا التقارب، وتنقل العلاقات من مرحلة البرود والجمود إلى الدفء
الحقيقي.
الخبير
العسكري رون بن يشاي ذكر في مقال على صحيفة يديعوت أحرونوت، ترجمته "عربي21"
أنه "لا يجب أن تسرع إسرائيل بالاستنتاج أن الأتراك لديهم مصلحة في المواجهة مع
إيران رغم الكشف عن خليتها الأمنية في قلب إسطنبول، ما يجعل كشف تركيا لمحاولة اغتيال
رجل الأعمال الإسرائيلي يائير غيلر بحاجة إلى مزيد من إعمال التفكير في الدوافع التي تقف
خلفه، مع العلم أنهم في تل أبيب يتعاملون مع القضية بجدية، لأنها إشارة تحذير للإسرائيليين
العاملين في تركيا، بسبب الجهود الإيرانية في جمع معلومات عنهم في تركيا وغيرها من
الدول".
وأضاف
أن "كشف أنقرة عن التفاصيل الدقيقة لمحاولة الاغتيال الإيرانية لرجل الأعمال الإسرائيلي،
يأتي بالتزامن الدقيق مع دوافع تركيا التي لم تعد تخفيها مؤخرًا بشأن محاولاتها تجديد
علاقاتها مع تل أبيب، وفي الوقت ذاته فإن لديها لها علاقات واسعة مع إيران، ومن الظاهر
أنه لا مصلحة لها في المواجهة معها، رغم ما بينهما من صراع مصالح وتنافس على مكانة
القوة الإقليمية، حيث تتدخل أنقرة في محاولة كبح جماح الهيمنة الإيرانية على أجزاء
واسعة من المنطقة".
فيما
تعرب دولة الاحتلال عن ترحيبها بالخطوة التركية، بالكشف عن محاولة استهداف رجل الأعمال
الإسرائيلي، الذي يحمل الجنسية التركية أيضاً، فإنها في الوقت ذاته تتوقف عند القرار
السياسي التركي بالكشف عن هذه المحاولة، ومنحها تغطية إعلامية واسعة، ربما لتشكيل عوامل
ضغط على تل أبيب للرد على خطواتها الإيجابية بخطوات إيجابية مقابلة، وطي صفحة القطيعة
السابقة بينهما.
ومع
ذلك، لا يسارع الإسرائيليون لفرك أيديهم فرحا اعتقادا منهم بأن هذه القضية ستدخل علاقات
أنقرة مع طهران في نفق جديد، فهم يدركون جيدا أن البلدين لديهما مصالح مشتركة، أولها
أن إيران تتحايل عبر تركيا على العقوبات الأمريكية، وتنقل النفط والغاز إليها، وكلاهما
له مصلحة بكبح تطلعات الأكراد الساعين للاستقلال في إقليم كردستان، ما يجعل اعتقال
أنقرة للخلية الإيرانية ليس مدعاة للتعبير عن القطيعة بينهما، رغم مساعي أنقرة لاستغلال
هذا الحدث للإسراع بإصلاح العلاقات مع إسرائيل.
وبينما
دخلت المحادثات الإسرائيلية التركية في مرحلة من التسخين التدريجي، وفق المصادر الإسرائيلية،
فإنها لا تخفي تقديرها أن تل أبيب تمضي فيها بحذر شديد، وببطء، رغم التحضيرات الجارية
لإتمام زيارة الرئيس يتسحاق هرتسوغ إلى أنقرة في آذار/ مارس المقبل، حيث يتم كل شيء
بالتنسيق الكامل مع رئيس الوزراء نفتالي بينيت، وقد زار تركيا في كانون الثاني/ يناير
مدير عام وزارة الخارجية ألون أوشفيز كجزء من الاستعدادات للزيارة، باعتباره من الدائرة
الضيقة للرئيس.
بالعودة إلى كشف الخلية الإيرانية، تزعم المحافل الأمنية الإسرائيلية أن السلطات التركية ربما
كانت على علم بنشاطها، ولعلها أخضعتها للمراقبة الميدانية المكثفة، شأنها في ذلك شأن
دول أخرى في الشرق الأوسط، خاصة مع وجود محاولات إيرانية عديدة في الماضي لاستهداف
الإسرائيليين واليهود في الخارج، بما في ذلك في الهند وقبرص، صحيح أن إيران أرادت استهداف
رجل الأعمال الإسرائيلي انتقاما للعالم النووي محسن فخري زاده، لكنها ربما أرادت تخريب
خطوات التقارب بين تل أبيب وأنقرة.
أما
بالنسبة لرجل الأعمال الإسرائيلي الذي نجا هذه المرة من محاولة اغتيال إيرانية على
الأراضي التركية، فهو يترأس شركة "CNC" التي أسسها عام 1996، وهي توفر حلولاً
فعالة في مجالات السيارات والطيران والفضاء والأمن والإنتاج الطبي، وتتبع أحدث تقنيات
المعالجة والإنتاج، ولديها موظفين خبراء في تركيا وجميع أنحاء العالم.
1
شارك
التعليقات (1)
إبراهيم عمار الرحماني
السبت، 12-02-202210:51 ص
ليست العلاقات التركية الإيرانية بهذه البساطة ، خصوصا عندما يتعلق الأمر بالمصالح الإيرانية في تركيا . فالإيرانيون يحاولون الإطلالة على أعدائهم " الإسرائيليين " من خلال النافذة التركية ومعرفة مخططاتهم وربما التشويش على العلاقات بين البلدين الصديقين أو إستغلالها للوصول إلى تدابير ما ، فالمهم بل الأهم في العلاقات بين الدول : أن لا عداوات دائمة ولا صداقات دائمة بل هناك مصالح دائمة .