هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
رأت
"هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي"، أن نشر القوات الخاصة الأمريكية
معلومات عن استهداف أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، زعيم تنظيم الدولة، يظهر أنه
شخصية مهمة بالنسبة لواشنطن، مشيرة إلى أن عمليات استهداف شخصيات من تنظيمي الدولة
والقاعدة، كانت تُنفذ بطائرات مسيّرة، خلال السنوات الماضية.
وقال
غوردون كوريرا، مراسل الشؤون الأمنية في "بي بي سي"، في مقال؛ إن "إرسال
فرق لتنفيذ عمليات على الأرض يعد أمرا شديد الخطورة، ولا تلجأ إليه الولايات
المتحدة إلا في الحالات التي يُنظر إليها على أنها أهداف عالية القيمة، أو تلك
التي تكون في ظروف صعبة".
وأشار
إلى أن هذه المداهمات تستخدم عندما تريد الولايات المتحدة اعتقال فرد على قيد
الحياة، أو عندما تكون هناك بعض المعلومات الاستخباراتية الأخرى التي تسعى إلى
جمعها من أحد المواقع.
ولفت
إلى أن "مخاطر العملية الأخيرة واضحة، إذ دُمرت طائرة مروحية، على الرغم من
عدم ورود أنباء تفيد بإصابة أي جندي أمريكي".
ونبه
إلى أنه "لم يُعرف سوى القليل نسبيا عن القرشي، إذ كان أقل مكانة مقارنة
بسلفه الذي أطلق على الأراضي التي يحكمها التنظيم ما يسمى بالخلافة".
اقرأ أيضا: مقتل ثاني زعيم لـ"داعش" بمناطق تحرير الشام.. ما دلالة ذلك؟
ووفق
"بي بي سي"، "يُعتقد أن القرشي كان ضابطا في الجيش العراقي إبان
حكم الرئيس السابق، صدام حسين قبل أن ينضم إلى جبهة قتال ضد الولايات المتحدة بعد
عام 2003، في صفوف تنظيم القاعدة في البداية، ثم انضم لاحقا إلى تنظيم الدولة
الإسلامية".
وكانت
الولايات المتحدة عرضت في وقت سابق مكافأة لمن يدلي بمعلومات عن القرشي، بصفته قائدا
إرهابيا بارزا في تنظيم القاعدة في العراق، قبل تنظيم الدولة، وترقى بشكل مطرد في
الرتب إلى أن تولى دورا قياديا بارزا، وهو نائب زعيم تنظيم الدولة الإسلامية".
كما
قالت الولايات المتحدة؛ إن القرشي "كان من أبرز الإيديولوجيين (الفقهاء) في
تنظيم الدولة"، و"اشترك وساعد في توجيه وتبرير عمليات الاختطاف والذبح
والنخاسة التي طالت الأقلية الدينية الأيزيدية في شمال غربي العراق، وتزّعم أيضا
بعض العمليات الإرهابية العالمية للتنظيم".
ولم
يعد تنظيم الدولة الإسلامية يسيطر على مساحات شاسعة في العراق وسوريا كما كان
الوضع في ذروة قوته، كما أنه لم يعد موضع اجتذاب للجهاديين كما كان في السابق،
عندما اجتذبت سيطرته على وسائل التواصل الاجتماعي المجندين وحرض الآخرين على شن
هجمات في أماكن إقامتهم، فضلا عن كونه لم يستطع تنفيذ هذا النوع من العمليات
الخارجية في أوروبا مثل هجمات باريس عام 2015.
بيد
أن مسؤولي مكافحة الإرهاب انتابتهم مخاوف خلال الأشهر الأخيرة من أن التنظيم يسعى
إلى إعادة تشكيل نفسه في العراق وسوريا وبناء قدرات أكبر، وقد شوهد ذلك في الكمائن
والهجمات، لاسيما عملية كبيرة لاقتحام سجن في شمال شرقي سوريا الشهر الماضي، بالإضافة إلى الدعاية المتجددة.
ورأت
"بي بي سي" أن واشنطن تأمل في أن يوقف مقتل القرشي أي تجدد لنشاط
التنظيم، لكن غالبا ما تجد التنظيمات ببساطة زعيما جديدا لها، لكن الجهد الذي
يحتاجه أي زعيم جديد للبقاء على قيد الحياة سيجعل من الصعب على التنظيم العمل
وترتيب نشاطه.