هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أطلقت
قوات الأمن السودانية، الخميس، الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات المتظاهرين
بالخرطوم، للمطالبة بالحكم المدني وإطلاق سراح المعتقلين في البلاد، تزامنا مع إعلان لندن وباريس دعم المبادرة الأممية لحل الأزمة الراهنة بالسودان وعقب تمسك البرهان بعدم تسليم السلطة في البلاد.
وذكرت وكالة الأناضول نقلا عن شهود عيان بأن القوات الأمنية أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع على
مئات المتظاهرين السلميين في حي ود نوباوي وسط مدينة أم درمان بالخرطوم.
وأوضح
الشهود أن "حالة كر وفر سادت بين المتظاهرين وقوات الأمن في شارع الوادي
بمدينة أم درمان بالعاصمة".
وشهدت
الخرطوم مظاهرات حاشدة للمطالبة بعودة الحكم المدني، وإطلاق سراح جميع المعتقلين
السياسيين في البلاد، حيث خرج
آلاف المتظاهرين بدعوة من "تنسيقيات لجان المقاومة" تحت شعار
"مليونية المعتقلين تعسفيا"، في أحياء المدينة، ومدينتي بحري وأم درمان.
وحمل
المتظاهرون، الأعلام الوطنية، مرددين شعارات رافضة "للحكم العسكري"،
ومطالبة بعودة الحكم المدني الديمقراطي، وتحقيق أهداف الثورة.
كما
رفع المتظاهرون، لافتات كتب عليها "دولة مدنية كاملة"، و"الشعب
أقوى والردة مستحيلة"، و"حرية، سلام، وعدالة"، و"نعم
للحكم المدني الديمقراطي".
وتتهم قوى سياسية السلطات الأمنية باعتقال نشطاء حقوقيين وسياسيين خلال المظاهرات، لكن قائد الجيش عبد الفتاح البرهان أكد الاثنين، "أهمية التحقيق في الأحداث التي شهدتها المظاهرات".
تحركات لندن وباريس
وعلى الصعيد السياسي، أعلنت بريطانيا وفرنسا، الخميس، في لقاءين منفصلين بين عضو مجلس السيادة الانتقالي مالك عقار، وكل من
سفيري بريطانيا جايلز ليفر، وفرنسا رجاء ربيع، دعم المبادرة الأممية لحل الأزمة
الراهنة بالسودان، وضرورة بناء الثقة بين الفرقاء لتحقيق الاستقرار خلال الفترة
الانتقالية.
وأكد
ليفر دعم المملكة المتحدة لـ "المبادرة الأممية بشأن معالجة الأزمة الراهنة
بالسودان، وأهمية بناء الثقة بين أصحاب المصلحة، بهدف تحقيق الاستقرار خلال الفترة
الانتقالية".
بدورها،
أكدت السفيرة الفرنسية، خلال لقائها عقار، دعم بلادها لمبادرة الأمم المتحدة
للخروج من الأزمة الراهنة بالسودان.
كما اتفق الجانبان على "ضرورة إعادة بناء
الثقة والحوار بين كافة أطراف الفترة الانتقالية حتى تمضي عملية الانتقال إلى
الأمام بسلاسة ويسر"، وفق بيان لمجلس السيادة.
— مجلس السيادة الإنتقالي - السودان (@TSC_SUDAN) February 3, 2022
دعوات أممية
وفي السياق ذاته، دعت بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم
الانتقال بالسودان "يونيتامس"، الخميس، إلى وقف العنف ضد المظاهرات
لتوفير مناخ ملائم لإنجاح جهود حل الأزمة السودانية.
وطالب
رئيس بعثة الأمم المتحدة بالسودان فولكر بيرتس، خلال لقائه مع رئيس مجلس السيادة
السوداني عبد الفتاح البرهان، بـ "ضرورة توفير المناخ الملائم لإنجاح
عملية المشاورات السياسية الجارية، من خلال وقف العنف المصاحب للمظاهرات".
واستعرض
اللقاء "سير عملية المشاورات السياسية التي تطلقها الأمم المتحدة، للتوصل إلى
توافق بين الفاعلين في المشهد السوداني للخروج من الأزمة الراهنة"، بحسب بيان
لمجلس السيادة.
تمسك البرهان
والأربعاء،
أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان على عدم تسليم أمانة
السلطة في البلاد إلاّ لمن يأتي عبر الانتخابات أو التوافق السياسي.
وأكد البرهان خلال خطاب ألقاه أمام ضباط وجنود
الفرقة "السادسة مشاة" التابعة للجيش السوداني بمدينة الفاشر بولاية شمال
دارفور غربي البلاد، أن "القوات المسلحة، وكل القوات النظامية والأطراف السياسية
ملتزمة بعدم تسليم أمانة السلطة إلا لمن يأتي عبر الانتخابات أو التوافق
السياسي".
وأوضح
رئيس مجلس السيادة: "نريد أن نسلم السلطة لمواطنين سودانيين منتخبين من قبل
الشعب لحكم السودان".
وأضاف
البرهان: "لا أحد يستطيع أن يزايد على تضحيات القوات المسلحة في كافة أنحاء
البلاد"، مشيرا إلى "ضرورة التصدي لحملات التضليل والتلفيق والكذب عبر
وسائل التواصل الاجتماعي الضارة بأمن الوطن".
ويشهد السودان، منذ 25 تشرين أول/ أكتوبر الماضي، احتجاجات ردا على إجراءات استثنائية اتخذها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، أبرزها فرض حالة الطوارئ وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، وهو ما تعتبره قوى سياسية "انقلابا عسكريا"، في مقابل نفي الجيش.
ووقع البرهان وعبد الله حمدوك، في 21 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، اتفاقا سياسيا تضمن عودة الأخير إلى رئاسة الحكومة الانتقالية، وتشكيل حكومة كفاءات، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين.
لكن في 2 كانون الثاني/يناير الماضي، استقال حمدوك من منصبه، في ظل احتجاجات رافضة لاتفاقه مع البرهان ومطالبة بحكم مدني كامل.