هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت
"فايننشال تايمز" تقريرا أعده كل من أندرو إنغلاند وسايمون كير، قالا فيه إن الإمارات
والقوات المتحالفة معها راقبت حركة الحوثيين وهي تتقدم في هجوم هدد بتحديد نتائج الحرب
لصالحها وبشكل لا يمكن إرجاعه.
وسحبت
الإمارات التي كانت عنصرا رئيسيا في التحالف الذي قادته السعودية معظم قواتها من اليمن
عام 2019، وبعد أربعة أعوام مكلفة في حرب شنتها السعودية ضد المتمردين الذين سيطروا
على العاصمة صنعاء عام 2014 وأطاحوا بالحكومة الشرعية فيها عام 2015.
وفي
غياب القوات الإماراتية كافحت القوات الموالية للحكومة والمقاتلين الإسلاميين وأبناء
القبائل لمنع تقدم الحوثيين في منطقة مأرب الغنية بالنفط. ولكن السعودية طلبت من الإمارات
مرة ثانية المساعدة. وفي الشهر الماضي عقدت صفقة أدت لنشر القوات المعروفة باسم
"ألوية العمالقة" التي دربتها الإمارات ونشرت لأول مرة ضد الحوثيين الذين
عانوا أول نكساتهم منذ عدة أشهر.
لكن
الغارات الصاروخية وبالمسيرات التي نفذها الحوثيون في عمق الإمارات بحجة التدخل
الإماراتي في اليمن زادت من سقف المواجهة لجميع المشاركين في الحرب الأهلية التي مضى عليها سبعة
أعوام.
وهناك
مخاطر تصعيد أخرى قد تجر الدولة الخليجية مرة أخرى للحرب التي حاولت إخراج نفسها منها قبل
ثلاثة أعوام.
وقال
عبد الغني الأرياني، المحلل في مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية: "يواجه الإماراتيون
وضعا صعبا نظر لأنه عرضة للخطر وبشكل واضح ولو استطاع الحوثيون ضربهم مرة ثانية فستتبخر
صورة "إسبارطة الصغيرة"، في إشارة للقب الذي أطلقه وزير الدفاع الأمريكي
السابق جيمس ماتيس على البلد نظرا لقدراته العسكرية.
وقتل
في الهجوم ثلاثة عمال نفط بعدما أطلق الحوثيون الصواريخ والمسيرات، بشكل كشف عن تعرض
مركز السياحة والتجارة لهجمات المتمردين. ورد التحالف الذي تقوده السعودية بسلسلة من
الهجمات القاتلة في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، ما أدى لمقتل العشرات.
وقال
إيميل هوكاييم، الزميل البارز بأمن الشرق الأوسط في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية
إن "تخفيض الدور العسكري في اليمن لم ينه دور أبوظبي، فدعم الحلفاء المحليين وتقوية
علاقتها مع السعودية كان سيفرض خيارات صعبة أمام القيادة الإماراتية".
ونقلت
الصحيفة عن أشخاص على معرفة بتفكير الدولة الخليجية أنها لا تريد إرسال قواتها من جديد
إلى اليمن أو التورط فيه من جديد ولكنها "ستبذل ما بوسعها لتمنع تعرضها لتهديد
الضربات المستمرة". وهناك من يأمل في أبوظبي أن يؤدي الضغط الدولي على الحوثيين
لموافقتهم على وقف إطلاق النار.
اقرأ أيضا: الحوثيون يهددون باستمرار الضربات على الإمارات (شاهد)
وقالت
إدارة جوي بايدن في الأسبوع الماضي إنها تفكر في الطلب الإماراتي الداعي لتصنيف الحوثيين حركة إرهابية. ففي العام الماضي قرر بايدن إلغاء قرار دونالد ترامب وسط تحذيرات من
أن التصنيف سيؤثر على عمليات الأمم المتحدة الإنسانية في البلد الفقير.
ويرى
المحللون أن الحركة شعرت بالجرأة كنتيجة غير مقصودة لتحرك بايدن.
وتعهد
بايدن العام الماضي بوقف الحرب. وقال مبعوثه تيم ليندركينغ الذي سيزور المنطقة هذا
الأسبوع إنه "سيضغط على كل الأطراف لخفض التوتر". إلا أن القوى الدولية ليس
لديها نفوذ على الحوثيين والذين استفادوا أيضا من التنافس داخل التحالف الذي تقوده
السعودية.
وسحبت
الإمارات قواتها بعد ضغوط دولية بشأن هجوم على ميناء الحديدة. وكان أيضا ردا على انتقادات
بسبب طريقة إدارة الحرب، حيث قتل الآلاف نتيجة للغارات الجوية.
وشعر الإماراتيون بخيبة أمل من الرئيس اليمني الذي
يعيش في السعودية، عبد ربه منصور هادي نظرا لوجود قوى إسلامية من حزب الإصلاح داخل
حكومته. ولكن مطلعين على الموقف الإماراتي قالوا إن التفكير السعودي بعدما حقق الحوثيون
مكاسب في الشمال هدد الحكومة وفتح ممرا لهم للتحرك في المناطق التي تسيطر عليها
الفصائل التي تدعمها السعودية والإمارات في الجنوب.
ووافقت
الإمارات على تحريك "لواء العمالقة" ولكن بعد موافقة السعوديين استبدال محافظ
شبوه من حزب الإصلاح وتعيين محافظ موال للإمارات بدلا منه.
وقال
بيتر سالزبري من مجموعة الأزمات الدولية إن استراتيجية الإمارات قامت للضغط على الحوثيين
كي يتفاوضوا وتقوية موقع وكلائها في الجنوب.
ويسيطر
حلفاء الإمارات على معظم مناطق الجنوب في وقت لم يبد الحوثيون فيه أي استعداد لتخفيف الضغط
على مأرب. وقد يحاولون ضرب الإمارات، كما فعلوا يوم الاثنين حيث أطلقوا صاروخين استهدفا
قاعدة الظفرة التي يعمل فيها ألفا جندي أمريكي، وتم اعتراض الصاروخين. إلا أن هجوم
الأسبوع الماضي كان واضحا أنه لا توجد ضمانات لاعتراض الصواريخ.
وقال
سالزبري: "يمكن للإمارات الحصول على فضل وقفها الزخم الحوثي (في مأرب) والزعم
أيضا أنها ليست مشاركة". و"يرى الكثير من اليمنيين أنهم (الإماراتيين) يريدون
كعكتهم وأكلها أيضا، لكن هجوم الحوثيين على أبوظبي أفسد الحفلة".