جنرال إسرائيلي: موقف بايدن المتشدد من تركيا ينسجم مع مصالحنا
غزة- عربي21- أحمد صقر16-Jan-2202:37 PM
0
شارك
ديرمان: موقف إدارة بايدن من تركيا أكثر وضوحا من موقف إدارة ترامب- جيتي
أشاد جنرال إسرائيلي بارز، بموقف إدارة الرئيس الأمريكي جو
بايدن من ميزان القوى في شرق البحر المتوسط، منوها بأن موقف هذه الإدارة من تركيا تنسجم
مع المصالح الحيوية لتل أبيب.
وذكر جنرال احتياط عيران ديرمان، وهو نائب رئيس "معهد
القدس للاستراتيجية والأمن"، أن "القمة من أجل الديمقراطية"، التي عقدت
في كانون الأول/ ديسمبر 2021 بقيادة الولايات المتحدة، كانت "شملت سلسلة خطابات
قصيرة، بما فيها ثلاث دقائق لرئيس الوزراء نفتالي بينيت، وكان هدف بايدن، الإشارة إلى
الصين وروسيا، بأن الولايات المتحدة عادت لقيادة ما نسميه "العالم الحر".
ورأى في مقاله بصحيفة "معاريف"، أنه "من ناحية
سياسية، وفي المنظور الإقليمي، لعل الرسالة الأهم كانت تكمن في التعبير الحاد للاستياء
تجاه تركيا (لم تتم دعوتها للقمة)، وهي العضو في "الناتو"، وتجاه نظام الحكم
فيها وسياستها، وهذا جزء من انعطافة استراتيجية في موقف واشنطن من ميزان القوى في شرق
البحر المتوسط؛ وهي انعطافة تنسجم مع المصالح الحيوية لإسرائيل".
ونبه ديرمان، وهو نائب رئيس مجلس الأمن القومي ومسؤول كبير
في شعبة الاستخبارات "أمان"، إلى أن "الإدارة الأمريكية السابقة أيضا رحبت
بخطوات التقارب الثلاثي بين إسرائيل واليونان وقبرص، مثلما رحبت بقيام "منتدى غاز
شرق البحر المتوسط"، لكن في عهد دونالد ترامب، وقف أمام هذا الميل أيضا نهج ودي
صرف تجاه تركيا، وتجاه الرئيس أردوغان شخصيا، أما الآن، فيبدو أن موقف الإدارة أكثر وضوحا
بكثير، فمنذ عهد ترامب رفعت الولايات المتحدة حظر السلاح عن قبرص، وبالتوازي، اتسع
نطاق النشاط العسكري المشترك مع اليونان، بما في ذلك المشاركة في المناورات".
وأما "على مستوى الاقتصاد والطاقة، أعطت الولايات المتحدة
مؤخرا تعبيرا عن شكوكها المهنية بالنسبة لجدوى مشروع أنبوب شرق البحر المتوسط، الذي
كان يفترض أن يقام بتمويل أوروبي، ويسير الغاز المصري، القبرصي والإسرائيلي من الحقول
في شرق البحر المتوسط إلى اليونان، ومن هناك لأوروبا".
ولفت الجنرال، إلى أن "هذا ليس انسحابا أمريكيا من الخطة،
بل بحث عن إمكانيات مجدية أكثر من ناحية اقتصادية؛ مثلا، تمديد كابل طاقة تحت البحر،
يربط أوروبا بمحطة توليد طاقة كبيرة تقام في قبرص، وتشغل بالغاز من مصادر مستقلة، لكنه
في الأساس مصري وإسرائيلي".
وأكد أنه "توجد لإسرائيل مصلحة كبيرة في توثيق العلاقات
بين الولايات المتحدة وبين هذه الدول، ويحتمل أن يكون في ذلك أيضا ما يقنع القيادة
في أنقرة، أنه لا مفر من المفاوضات -ربما برعاية مشتركة من الولايات المتحدة وأوروبا- على تسوية متفق عليها لخط الحدود في المياه الاقتصادية لدول شرق البحر المتوسط".
وبين المسؤول الكبير في شعبة الاستخبارات الإسرائيلي، أنه
"من المهم لإسرائيل ومصر وقبرص، أن تتأكد من قدرتها على الوصول المباشر إلى اليونان،
ومن هناك إلى ما خلفها، وأنها لن تكون بحاجة لإذن تركي".
وبين أنه "في ورشة عمل سيعقدها قريبا المعهد الإسرائيلي،
بمناسبة عام على ولاية إدارة بايدن، ستطرح سلسلة من المواضيع التي تلوح منها، أو تتسع
فيها فجوة بين مواقف الولايات المتحدة ومواقف إسرائيل، وعلى رأسها إيران ومحادثات فيينا
والمسألة الفلسطينية والسلوك تجاه الصين".
وتابع: "ولكن على الأقل، في مسألة مركزية واحدة -مكانة
إسرائيل كجزء من منظومة قوى جديدة في شرق البحر المتوسط- موقف الإدارة الحالية يخلق
لقاء مصالح هاما بين تل أبيب، والقاهرة، وأثينا، ونيقوسيا، وواشنطن".