سياسة عربية

المؤبد لضابط سوري بألمانيا بتهمة جرائم الحرب.. وترحيب واسع

الضابط السابق متهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية بما فيها التعذيب والقتل والعنف الجنسي- جيتي
الضابط السابق متهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية بما فيها التعذيب والقتل والعنف الجنسي- جيتي

قضت محكمة "كوبلنز" الألمانية، بالسجن مدى الحياة بحق ضابط استخبارات النظام السوري السابق أنور رسلان، بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية بما فيها التعذيب، ونحو 27 جريمة قتل، والعنف الجنسي.

وقال الصحفي والحقوقي السوري منصور العمري، في تصريح لـ"عربي21"، إن "حكم رسلان بالسجن المؤبد، يبعث برسالة واضحة مفادها أن النظام السوري مسؤول عن التعذيب والقتل الممنهج لآلاف المعتقلين".

وأضاف: "ضابط الاستخبارات السابق، لم يقم بتعذيب أو قتل جميع ضحاياه البالغ عددهم 4000 بيديه، لكنها تمت تحت إشرافه من قبل موظفين آخرين في الحكومة السورية".

بدوره، وجه الحقوقي السوري أنور البني، في حديث مع "عربي21" الشكر لجميع السوريين وخاصة الضحايا، الذين غامروا وقدموا شهاداتهم لإدانة المتهم أنور رسلان، مؤكدا أن إصدار الحكم بحق ضابط الاستخبارات السابق، انتصار لجميع السوريين.

ورحب الصحفي والكاتب السوري، درويش خليفة، في حديثه لـ"عربي21" بقرار المحكمة الألمانية، معتبرا أنها تمثل البداية لمحاكمة بقية رؤساء الأفرع الأمنية والمسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان لدى النظام السوري، كما أنه أشاد بدور المحاكم الألمانية والأوروبية في ملاحقة مجرمي الحرب بسوريا.

واعتبرت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، إدانة ضابط مخابرات سوري سابق بارتكاب جرائم ضد الإنسانية من قبل محكمة ألمانية هي خطوة رائدة نحو تحقيق العدالة على الجرائم الخطيرة في سوريا، كما أن الحكم يمثل لحظة ذات معنى للمدنيين الناجين من التعذيب والاعتداء الجنسي في سجون سوريا.

اقرأ أيضا: "السجن مدى الحياة" ينتظر ضابطا سوريا سابقا في ألمانيا

وقالت بلقيس جراح، المديرة المشاركة في برنامج العدالة الدولية في المنظمة، إنه "بعد أكثر من 10 سنوات على ارتكاب الانتهاكات في سوريا، فإن حكم المحكمة الألمانية يمثل بارقة أمل طال انتظارها بأن العدالة يمكن أن تسود في النهاية وسوف تسود. ينبغي للدول الأخرى أن تحذو حذو ألمانيا، وأن تعزز نشاط الجهود لمحاكمة الجرائم الخطيرة في سوريا".

وفي وقت سابق، قال الحقوقي السوري، أنور البني، لـ"عربي21"، إن الادعاء الألماني طلب إنزال عقوبة السجن مدى الحياة مع التشديد على عدم إمكانية إطلاق سراح أنور رسلان، بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في سوريا بين عامي 2011 و2012.

وأدلى أكثر من 80 شاهدا بإفاداتهم أمام المحكمة، بمن فيهم محتجزون سابقون، وموظفون سابقون في حكومة النظام السوري، ومحققون في الشرطة الألمانية، وخبراء في الشأن السوري.

وشملت الإفادات شهادات موثقة عن التعذيب والاعتداءات الجنسية في الفرع 251، ووصفا لمقابر جماعية، بالإضافة إلى تفاصيل عن السياسة التي اعتمدتها الحكومة السورية لقمع المتظاهرين السلميين في 2011، كما أن العديد من الشهود تمكنوا من التعرّف على أنور رسلان في قاعة المحكمة.

وفي 24 شباط/ فبراير 2021، أصدرت المحكمة حكمها الأول في قضية التعذيب داخل الفرع 251 ضد المتهم الثاني في المحاكمة، إياد الغريب، المسؤول الأدنى رتبة من أنور رسلان، في إدارة مخابرات فرع الخطيب بدمشق.

  

التعليقات (2)
ناقد لا حاقد
الجمعة، 14-01-2022 12:27 ص
سبحان الله العدل أتى من الدول الكافرة ...في انتظار محاكمة المرتزقة و المجرمين من عصابات العسكر في الجزائر المتواجدين في اسبانيا و فرنسا مثل الغالي بلقصير و حتى الزنديق بن سديرة في برنطانيا
مروان العش Marwan Al Esh
الخميس، 13-01-2022 04:56 م
خطوة مهمة جدا ، ورمزية لانطلاق طريق العدالة في اوربا وفق بروتوكول الولاية العالمية للقضاء المحلي بالمانيا لمحاكمة مجرمين متهمين بالتعذيب وانتهاك حقوق الإنسان، ورسالة واضحة للنظام المجرم وضباط الامن بمختلف تسمياتهم ورتبهم ، لن تنجو من الهروب من العدالة الدولية سنلاحقكم ونلتقطكم ونحاكمكم ، ولن يحميكم المجرم لا اليوم ولا غدا . #العدالة_الإنتقالية مطلب الناجيين ولابد من قصاص للمجرمين .