هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
وصلت العريضة التي تطالب بسحب "وسام فارس" من رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، وذلك لدوره في غزو العراق، إلى مليون توقيع، السبت، في رقم يدل على تفاعل كبير مع هذا المطلب عبر موقع "change.org".
وحصل زعيم حزب العمال السابق، الذي كان في السلطة من 1997 إلى 2007، على وسام الشرف من الملكة في قائمة الشرف الصادرة للعام الجديد.
لكن العريضة تؤكد أن دوره في حرب العراق يجعله "مسؤولا بشكل شخصي" عن العديد من القتلى، وتتهمه بارتكاب "جرائم حرب".
والعريضة نشرها المذيع والمعلق البريطاني أنغوس سكوت، على الموقع المذكور تقول إن السير توني "تسبب في ضرر لا يمكن إصلاحه لكل من دستور المملكة المتحدة ونسيج مجتمع الأمة" أثناء توليه منصبه.
وأضافت: "كان مسؤولا شخصيا عن التسبب في مقتل عدد لا يحصى من الأبرياء والمدنيين والجنود في نزاعات مختلفة. ولهذا وحده يجب أن يحاسب على جرائم الحرب".
وتابعت بأن "توني بلير هو الشخص الأقل استحقاقا لأي تكريم عام، لا سيما أي شيء تمنحه جلالة الملكة".
في المقابل، قال زعيم حزب العمال الحالي، السير كير ستارمر، إن توني بلير "استحق" وسام الفروسية.
اقرأ أيضا: بلير أمر بحرق وثيقة سرية تؤكد عدم قانونية حرب العراق
وفي قائمة الشرف للعام الجديد، أصبح توني بلير عضوا في وسام الرباط، أقدم وسام للفروسية في إنجلترا، واصفا إياه بأنه "شرف عظيم".
وكان التعيين اختيارا شخصيا من الملكة، ولم يتم إشراك رئيس الوزراء الحالي بوريس جونسون في اتخاذ القرار، بحسب هيئة "بي بي سي" البريطانية.
وأضافت أنه نظرا لأن وسام فرسان الرباط يتم منحه كهدية شخصية من الملكة، فلا يمكن للجنة مصادرة الشرف أن توصي بتجريد أي شخص من وسام الفروسية الممنوح له.
ويمكن للجنة أن تنظر فقط في التكريمات التي تقررها الحكومة، لأسباب، مثل ارتكاب المتلقي لجريمة، أو الإساءة إلى نظام التكريم.
إلا أنه بحسب صحيفة "التايمز"، فإنه بناء على الإجراءات البرلمانية، تحتاج العريضة لـ10 آلاف توقيع للحصول على رد من الحكومة.
اقرأ أيضا: بلير يعتبر نفسه "عرّاب" تطبيع الإمارات والاحتلال.. هذا ما قاله
ومن بين رؤساء الوزراء الأربعة الآخرين الأحياء، حصل جون ميجور فقط على وسام الفروسية، مع غياب غوردون براون وديفيد كاميرون وتيريزا ماي.
وفي عام 2009، قدم الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش لتوني بلير وسام الحرية الرئاسي -وهو أعلى وسام مدني أمريكي- على "جهوده لتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان والسلام في الخارج".
ووصف بوش حليفه في حرب العراق بأنه "زعيم استثنائي"، تعامل مع "التحديات التاريخية بإصرار كبير".
ووجد تقرير شيلكوت لعام 2016 حول حرب العراق أن حكومة بلير قد اختارت الانضمام إلى الغزو الذي قادته الولايات المتحدة قبل استنفاد جميع الخيارات السلمية لنزع السلاح.
وقالت أيضا إن التخطيط والاستعدادات للتعامل مع الوضع في العراق بعد الإطاحة بصدام حسين كانت "غير كافية على الإطلاق".