صحافة دولية

لماذا يستقر الناس بالقرب من البراكين؟

خلفت الانفجارات البركانية المسجلة على مر التاريخ خسائر كبيرة- الأناضول
خلفت الانفجارات البركانية المسجلة على مر التاريخ خسائر كبيرة- الأناضول

نشر موقع "آف.بي.ري" الروسي تقريرا كشف فيه عن الأسباب المختلفة التي تدفع الناس إلى الاستقرار بالقرب من البراكين

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"؛ إن الأرض شهدت على مر التاريخ فوران العديد من البراكين لكن ذلك لم يمنع الناس من الاستقرار في مناطق قريبة منها.

الانفجارات البركانية


ذكر الموقع أن الثوران البركاني ظاهرة طبيعية خطيرة تخلف العديد من الخسائر البشرية والبيئية. ويُعد ثوران بركان ڤيزوڤ في سنة 79 ميلادي واحدا من أكثر الثورات البركانية كارثية وتدميرا في التاريخ الأوروبي.

كما شهد العالم العديد من الانفجارات البركانية التي أودت بحياة الملايين من الناس وأدت إلى اندثار مدن بأكملها، مثل بركان كراكاتوا الذي دمر 163 قرية وأودى بحياة الآلاف من الناس، وسمع حوالي 10 بالمئة من سكان الأرض صوت انفجاره. وقد أدت سحابة الرماد الناتجة عن الانفجار إلى تغيير الظروف الجوية في أوروبا وتدمير الزراعة

وأشار الموقع إلى أن انفجار بركان إيافيالايوكل في ربيع 2010 تسبب في فوضى في مجال السفر الجوي في أوروبا، وأدى إلى إلغاء جميع الرحلات الجوية. وفي كانون الأول/ ديسمبر الماضي، شهد العالم ثوران بركان "كومبر فيجا" في جزيرة لا بالما في جزر الكناري، الذي استمر لعدة أشهر وأثر بشكل سلبي على اقتصاد المنطقة.

حي خطير

 
خلفت الانفجارات البركانية المسجلة على مر التاريخ خسائر كبيرة، مهما كانت صغيرة، حيث تتدفق الحمم البركانية الساخنة وأطنان من الرماد والطين، ولكن رغم هذا الخطر الهائل، يواصل الناس الاستقرار بالقرب من البراكين. وفي الوقت الحالي، يوجد العديد من الأحياء السكنية بالقرب من البراكين الخاملة في جميع أنحاء إندونيسيا وأمريكا الجنوبية وفي أفريقيا وحوض البحر الأبيض المتوسط.

خطير ولكنه مربح


يفضل البعض الاستقرار بالقرب من البراكين من أجل تحقيق بعض الإيرادات من قطاع السياحة والزراعة المستدامة، لا سيما أن الرماد البركاني يحتوي على كمية هائلة من العناصر الدقيقة المفيدة للنباتات على غرار المنغنيز والفوسفور والبوتاسيوم والكالسيوم. لذلك عادة ما تكون التربة البركانية أكثر خصوبة من التربة العادية.

ثلاثة محاصيل في السنة


في إندونيسيا موطن العديد من البراكين، يزرع الأرز ثلاث مرات في السنة. ويفسر البعض قدرة إندونيسيا على تحمل الكثافة السكانية العالية إلى الجبال الخطرة وأرضها الخصبة. وفي جميع أنحاء العالم، يعود الناس إلى مواقع انفجار البراكين أملا في الاستفادة من خصوبة الأرض، متطلعين إلى جني محاصيل ضخمة من التوابل أو الأرز أو الموز أو الكرنب. ويحبذ مزارعو دول الشمال مثل آيسلندا الاستقرار بالقرب من مواقع البراكين لزراعة البطاطا والجزر والطماطم والخيار واللفت.

المخاطر


نبّه الموقع إلى أن الانفجارات البركانية يمكن أن تتسبب في الكثير من المشاكل للمزارعين، من بينها وصول الحمم البركانية الساخنة إلى المحاصيل، ما يكبدهم خسائر فادحة. مع ذلك، عادة ما تغطي فوائد زراعة المحاصيل على الأراضي الغنية بالرماد الخسائر الناجمة عن الانفجار نفسه.

التعليقات (0)