دبلوماسي إسرائيلي: بديل حل الدولتين هو نظام الفصل العنصري
عربي21- عدنان أبو عامر05-Jan-2211:28 AM
1
شارك
هراري: الفصل العنصري سينمو بشكل افتراضي في حال غياب البديل مع الفلسطينيين ما سيقوي مواقف الجانب الفلسطيني- جيتي
في الوقت
الذي تواصل فيه العملية السياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين جمودها، واستمرار انسداد
الأفق السياسي بينهما، فقد بدأت تخرج أصوات إسرائيلية، رسمية وشعبية، تحذر من مواصلة
هذا الوضع المأزوم، لأنه قد يحمل دعوات فلسطينية ودولية لاتهام إسرائيل بأنها تطبق
نظام الفصل العنصري، ما يعني ترك آثار سلبية كارثية على دولة الاحتلال.
ميخائيل
هراري الدبلوماسي السابق، وعضو مجلس إدارة معهد "ميتافيم" للعلاقات الإقليمية،
ذكر في مقال بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، ترجمته "عربي21" أن
"الجدل الإسرائيلي العام حول إيجاد بدائل لحل الدولتين مع الفلسطينيين، في مواجهة
تقلبات النزاع معهم خلال العقد الماضي، يعترضه إجماع يتجاوز حدود الحزب الواحد، وهو
أنه لا توجد فرصة لتطبيق هذا الحل في المستقبل المنظور، ما يعني عدم التوصل إلى اتفاق
دائم، عقب الاستخدام المفرط لعبارة عدم وجود شريك فلسطيني".
وأضاف
أن "الأشهر الأخيرة شهدت تصاعد الجدل الإسرائيلي في الدوائر السياسية، وتزايدت
الأصوات التي تقول إن حل الدولتين تم حظره لمواجهة الواقع السائد في الضفة الغربية،
وغياب زعيم فلسطيني قادر على تحريك المجتمع الإسرائيلي من معسكر اليمين، باستثناء بعض
الأصوات اليسارية، التي أبدت قبولها بالواقع المتشائم، ووصلت إلى نتيجة مفادها إما
التوصل مع الفلسطينيين إلى تطبيق حل الدولتين، أو الانحطاط إلى نظام الفصل العنصري".
وتجدر
الإشارة إلى أن البديل الأول، وهو حل الدولتين، يتطلب موافقة رسمية إسرائيلية، وإعلانًا
حكوميا بقبوله، والشروع في تنفيذه، أما البديل الثاني وهو بديل الفصل العنصري، فلا
يحتاج لهذه الإجراءات، وسوف ينمو بشكل افتراضي في حالة عدم وجود بديل مع الفلسطينيين، ما سيقوي مواقف الجانب الفلسطيني، وفشل الجهود الإسرائيلية في تبديد الصورة الذهنية
للصراع مع الفلسطينيين، من خلال اتفاقيات التطبيع الإبراهيمية، التي سعت لتحسين مكانة
إسرائيل في الخليج والمنطقة بشكل عام.
ويدرك
الإسرائيليون أكثر من سواهم أن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني يقوم بين هويتين متناقضتين
في المنطقة بين البحر والنهر، لكن الواقع يقول إن الهوية اليهودية تتعرض لخطر أكبر
من الذوبان والضياع، لأن الفلسطينيين هم أصحاب الأرض الأصليين، وفي ظل هذه الخلفية،
فإن الأصوات الإسرائيلية الداعية للقفز عن الصراع مع الفلسطينيين تزيد من سوء حالة
إسرائيل، لأنها فقط توفر الوهم بأن نقاط الاحتكاك معهم يمكن تقليصها، دون معالجة السؤال
المركزي المتعلق بطبيعة الحل المستقبلي.
ورغم
ذلك، فإن الدعوات الإسرائيلية المحذرة من تفاقم نموذج الفصل العنصري في الأراضي الفلسطينية،
تبدي قناعة واضحة بضرورة استيعاب أن حل الدولتين قد انحسر بالفعل، لكنه لم يختف، لأن
اختفاءه يعني، ولا محالة، قراراً إسرائيلياً واعياً يدعم ذلك، والواقع يقول إن إسرائيل
لا تتمتع بامتياز القيام بذلك، والبديل هو تصفح مواقع الإنترنت الزاخرة بمفردات الفصل
العنصري وهي تصف السلوك الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، وقد بات لسان حال المجتمع
الدولي والأمم المتحدة.