مقالات مختارة

2022، العالم يستعد للحرب..ماذا نفعل؟

محمد سليم قلالة
1300x600
1300x600

أكثرهم يتحدث عن الحرب في 2022. الكل يستعد للدفاع والهجوم بأكثر الوسائل تطورا (الأقمار الصناعية، الحوسبة الكمومية، quantum computing الرقابة الالكترومغناطيسة، التحكم في أعماق البحار، السلاح النووي…). ما الذي علينا القيام به؟
الرئيس الأمريكي” جو بيدن” يصادق على ميزانية الدفاع لسنة 2022 بما يساوي  740 مليار دولار!  يخصص منها 28 مليار دولار لتطوير برنامج الأسلحة النووية و13 مليار دولار للبحوث في مجال الغواصات العسكرية، فضلا عن ملايير الدولارات لتطوير البحث في مجال الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية و زيادة السرعة ما فوق الصوتية.
و المُمثل السامي للاتحاد الأوروبي نائب رئيس المفوضية الأوروبية  “جوزيب بوريل” يصرح  أن ميزانية الاتحاد الأوروبي الخاصة بالنفقات العسكرية هي الأعلى في العالم بعد  الولايات المتحدة الأمريكية  بما قيمته 226 مليار دولار (8 بالمائة منها نفقات وطنية و 9 بالمائة نفقات بحث مشتركة في شؤون الدفاع والتكنولوجيا المتقدمة).
والأمين العام لحلف الناتو “ينس ستولتنبرغ” يقول بأنه ينبغي بناء إستراتيجية جديدة للحلف سنة 2022 وذلك إلى غاية 2030 باعتبار أن القديمة التي أُعدَّت سنة 2010 كانت تَعتبر روسيا شريكا استراتيجيا ولم تكن تُشِر إلى الصين، الأمر الذي تَغير اليوم. ويؤكد هو الآخر أن على الحلف الاستثمار في مجالات الذكاء الاصطناعي والبيوتكنولوجيا و السرعة الأعلى من الصوت والحَوسبة الكمومية والطائرات الحربية والغواصات…  كما يَذكر أن العالم اليوم أصبح أكثر تنافسية، غير مستقر وهناك تهديد على النظام الديمقراطي الدولي من قبل أنظمة سلطوية (يقصد الصين وروسيا أساسا).
أما وزيرة الجيوش الفرنسية “فلورانس بارلي” فتنطلق من فكرة تقول إذا كان الفضاء سنة 1960 هو حدودنا الجديدة فاليوم أصبح هو جبهة القتال. وعليه فإنها تعتبر امتلاك بلدها للقمرين الصناعين “سيراقوس”  و”سيراس” أداتان رئيستان في الحرب.. هما أداتا القوة الرئيسية ……  يُمَكِّن الأول الجيش الفرنسي من الحصول على ملايين الجيغابايت من المعلومات في الوقت الحقيقي (بدونه لم يكن من الممكن شن الحرب على سوريا سنة 2018 تقول)، ويعطيه الثاني (وهذا منذ نوفمبر الماضي) القدرة على الرقابة الكهرومغناطيسية لكل ما  يتحرك أو يصدر موجات مثل الرادارات وعربات الاتصال…الخ. ومع  كل هذا تعتبر أن المشكلة الأكبر بالنسبة لبلدها اليوم ليست في الفضاء بل في أعماق البحار حيث تمر الشبكات التي تتحكم في معلومات العالم وتؤثر مباشرة على عقول الناس. (التصريحات مقتبسة من  Defense News)
ولو تتبعنا أكثر المسؤولين الغربيين في العالم لوجدنا الاستعداد للحرب القادمة لديهم أكثر من الاستعداد للسلم، انطلاقا من فكرة أصبحت سائدة لدى منظريهم الاستراتيجيين تقول أن قيم الديمقراطية الليبرالية  أصبحت اليوم في خطر وينبغي الدفاع عنها!
كانت المسألة قبل 50 سنة تتعلق بالشيوعية وسقطت الشيوعية، وقبل 30 سنة بعد سقوط الاتحاد السوفياتي تتعلق بالإسلام والعالم الإسلامي. اعتبر العالم الإسلامي أكبر خطر على النظام العالمي الغربي والديمقراطية الغربية وقيم الحرية. وتم تحطيم أكثر من بلد مسلم على هذا الأساس ومازالت بقايا الحرب إلى اليوم في بعض البلدان (اليمن، سوريا، العراق، أفغانستان،الصومال…الخ) وكان هذا العالم فقيرا لا يمتلك تكنولوجيا ولا سلاح ولا قوة فانتهى إلى ما انتهى إليه… أما اليوم فإن التهديد هو من جهة شرق من نوع آخر يملك كل ما يملك الغرب وأحيانا يتفوق عليه…
هل ستشهد سنة 2022 تحولا على جبهات الصراع، على الأرض وفي الفضاء وفي أعماق البحار، وأين سنكون نحن من كل ذلك؟ وما الذي علينا القيام به لنستمر؟ هل لنا أمل في البقاء بين المتصارعين؟ وكيف نصنعه؟

(الشروق الجزائرية)

0
التعليقات (0)

خبر عاجل