سياسة دولية

"سيتيزن لاب": تحركات دولية لمواجهة شركات التجسس (شاهد)

دعا الخبير أي صحفي يشك في اختراق هاتفه إلى اللجوء إلى منظمات مكافحة التجسس- جيتي
دعا الخبير أي صحفي يشك في اختراق هاتفه إلى اللجوء إلى منظمات مكافحة التجسس- جيتي

قال الباحث في مُختبر "سيتيزن لاب" (Citizen Lab) الكندي المختص بمراقبة أمن الإنترنت، بيل مارزاك، إن "هناك تحركات دولية لمحاولة إيقاف شركات التجسس من خلال وضعها على القوائم السوداء".

 

وأضاف أن "هناك بعض التشريعات والقوانين التي ربما سيتم إصدارها لمواجهة برامج التجسس ولمنع عملها في المستقبل".

وأوضح أنه وُجد "نوعان من برامج التجسس على هاتف المعارض المصري البارز أيمن نور؛ فقد كان هناك برنامج آخر لم يتم الكشف عنه علنا في السابق، وهو برنامج بريداتور Predator، والذي تنتجه شركة Cytrox المُسجلة في إسرائيل"، مضيفا أن "المثير للاهتمام أن نرى العديد من الشركات التي مقرها في إسرائيل تقوم بإنتاج هذا النوع من البرامج التجسسية".

 

اقرأ أيضا: "سيتيزن لاب" يحدد الجهة التي اخترقت هاتف أيمن نور

جاء ذلك في مقابلة له، مساء الثلاثاء، مع برنامج "إيه الحكاية" الذي تقدمه الإعلامية دعاء حسن على شاشة قناة الشرق المصرية المعارضة.



وأضاف "مارزاك": "تحققنا من المعلومات الخاصة بهاتف أيمن نور واكتشفنا أنه كان مُخترقا بالفعل"، مشيرا إلى أن نور كانت لديه شكوك بالفعل حول ذلك الأمر.

وأوضح أن مؤسسة "سيتيزن لاب" تعمل على تتبع برامج التجسس منذ العام 2012 من خلال متابعة بعض الحكومات التي تستخدم هذه البرامج، مضيفا أنه "تبين لنا أن هذه البرامج تأخذ نسخا من كل العمليات التي تُجرى على الهواتف، فبرنامج التجسس لديه القدرة على الوصول لكل شيء موجود على الهواتف".

ولفت إلى أنه شخصيا مَن اكتشف برنامج التجسس الشهير "بيغاسوس"، الذي طورته شركة NSO الإسرائيلية، وقد حصل على أول شيفرة من هذا البرنامج خلال عام 2016.

وتابع: "حينها كانت بعض الحكومات تستخدمه (بيغاسوس) من خلال إرسال رسائل SMS لبعض ضحاياها، والذين كان من بينهم الناشط الحقوقي الإماراتي البارز أحمد منصور، والذي وصلت إليه إحدى الرسائل النصية على هاتفه ثم أرسل إلينا الهاتف، وبعدها حصلنا على النسخة الأولى من بيغاسوس".

 

اقرأ أيضا: تقارير: السعودية تجسست على هاتف المحقق الدولي في اليمن

واستطرد الباحث الذي كشف سابقا عن شبكة تجسس إلكتروني على نحو 1295 شخصا في 103 دول حول العالم، قائلا إنهم نجحوا في "تطوير بصمات تتبع برامج التجسس، والتحقق منها في سجل بيانات الهواتف، ويمكننا اكتشاف ما إذا كانت هناك تهديدات معينة موجودة على الهواتف".

ونوّه "مارزاك" إلى أن "شركات التجسس تقوم بشكل دائم باختبار برامجها التجسسية مقابل البرامج المضادة لها، وهناك نوع من السباق في هذا الصدد"، موضحا أنه "لا يوجد حل سحري للتصدي لبرامج التجسس".

بينما تمنى "وجود شركات للتصدي لمثل هذا النوع من التكنولوجيا من خلال امتلاك أدوات حماية أقوى، وبرامج مضادة بشكل احترافي لحماية الأجهزة من أي هجمات قد تحدث ضدها، إلا أن هذه الأمور مُكلفة للغاية".

ودعا الصحفيين والناشطين الذين لديهم شكوك حول احتمالية تعرض هواتفهم لاختراق إلى "التواصل مع المنظمات التي لديها خبرات في مكافحة برامج التجسس، وإذا كان الهاتف قد اخترق بشكل مؤكد فهناك إجراءات أخرى ينبغي اتخاذها مثل رفع الدعاوى القضائية في بعض المحاكم، إلا أن هذه العملية تستغرق الكثير من الوقت والجهد، خاصة إذا كانت خارج البلاد التي يعمل فيها هؤلاء الأشخاص، وبالتالي ربما تكون للأسف بطيئة للغاية من أجل الوصول للعدالة".

وختم بالقول: "من الطرق الأخرى المفيدة أن نحاول الضغط على اللوبي من صانعي السياسات من خلال تشكيل ائتلاف يضم الأشخاص المُهددين بالاختراق أو الذين تم اختراق هواتفهم بالفعل ليضغطوا على صنّاع السياسات من أجل منع هذه البرامج وتجريم استخدامها، وهذا عمل معني بالأساس بالوقاية من الاختراق".

التعليقات (0)