هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
بعد مرور نصف عام على العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، والتقديرات الإسرائيلية بشأن قرب اندلاع مواجهة جديدة مع المقاومة، لا تزال مساحات واسعة من المستوطنات الإسرائيلية الجنوبية بلا حماية، رغم أنها تعرضت لوابل كبير من الصواريخ خلال المواجهة الأخيرة.
في الوقت ذاته، فإن التقارير الصادرة عن قيادة الجبهة الداخلية، ومراقب عام الدولة، تحذر من انهيار منظومة البنى التحتية في المدن الجنوبية، لاسيما عسقلان وأسدود وبئر السبع وسديروت، التي تعدّ أهدافا مفضلة للصليات الصاروخية التي تطلقها قوى المقاومة في كل مواجهة قتالية.
عومر شاربيت، الكاتب في موقع زمن إسرائيل، ذكر في تقرير ترجمته "عربي21" أن "مستوطني عسقلان يعلنون أنه لا تغيير يذكر في طبيعة التحصينات الأمنية الخاصة بالمستوطنات، التي ستكون عرضة لأي استهداف صاروخي قادم، بدليل أنه ما زال أكثر من ربع سكان عسقلان من دون حماية في منازلهم، وما تم وضعه مؤخرا من إجراءات أمنية لا توفر حلا لمن يطلب منه الوصول لمنطقة محمية في أقل من نصف دقيقة".
وأضاف أنه "في مواجهة أيار/ مايو الماضي، تم إطلاق 960 صاروخا على عسقلان، 75 منها سقطت داخل المدينة، وقتلت امرأتان في المدينة متأثرتين بجروح مباشرة في بداية العملية، وقتل ما مجموعه 12 إسرائيليا لدى استهدافهم بالصواريخ، وفي محاولة لحل هذه المشكلة، فقد التقى رئيس البلدية تومر غلام برئيس الوزراء نفتالي بينيت، وقدم له بيانات حول ما تصفه بلدية عسقلان بـ"ثغرات حماية ضخمة".
اقرأ أيضا: مخاوف إسرائيلية من تنامي قدرات حماس العسكرية
مع العلم أن طلبات المستوطنين من الحكومة بإمكانية منح فوائد اقتصادية لهم، لكنه لم يتم تحديد هذه المستوطنات كمنطقة ذات أولوية، رغم أن المستوطنين يعتبرون أن الوقت حان لوضعهم على هذه القائمة بعد عقد من إطلاق النار دون توقف، رغم أن ميزانية الحكومة تضمنت ربع مليار شيكل لحماية المستوطنات الجنوبية، مع العلم أن بناء غرفة تخزين تصل 9 أمتار مربع، يكلف 150 ألف شيكل.
تتخوف الأوساط الإسرائيلية من عدم وجود خطة حكومية مقرة لتحصين منازل المستوطنين، لاسيما أن الجولة التالية أمام غزة قد تكون قريبة، وفي الوقت ذاته، تحاول البلديات وقيادة الجبهة الداخلية حاليا رسم خريطة للملاجئ المشتركة في المنازل الخاصة من أجل تقديم خطة عمل وميزانية للتجديد.
تجدر الإشارة إلى أن تقرير مراقب الدولة الذي نُشر في أغسطس، كشف أن ما يصل سبعة 7 كيلومترات على حدود غزة، لا تشمل حماية جميع المستوطنين، ولكن حتى 40 كيلومترًا من الحدود يوجد 232 ألف مستوطن دون حماية، وفقط أكثر بقليل من نصف الملاجئ مؤهلة، ما يؤكد أن مدينة عسقلا تعتبر مشكلة خطيرة ي مجلس إشكول الاستيطاني، المتاخم لقطاع غزة.
بلغة الأرقام، يوجد 850 منزلا للمستوطنين تشكل 60 بالمئة من الوحدات السكنية الاستيطانية ضمن دائرة نصف قطرها 7 كيلومترات الحدود مع غزة، لا تزال غير محمية، وبالتالي فإن كل الفجوات في الحماية الأمنية باقية على حالها، رغم أن ذلك يلقي بالمسؤولية على عدد من الوزارات الحكومية، لاسيما الحرب والجبهة الداخلية والأمن الداخلي، دون معرفة ما إذا كانت الميزانية المعتمدة من قبل الحكومة المخصصة ستكون كافية لحماية المستوطنين.