ملفات وتقارير

أهالي أسرى هرّبوا نطفا يعلقون لـ"عربي21" على فيلم "أميرة"

الطفلة ميلاد ابنة الأسير وليد دقة خلال رحلتها لزيارة والدها في السجن- فيسبوك
الطفلة ميلاد ابنة الأسير وليد دقة خلال رحلتها لزيارة والدها في السجن- فيسبوك

أكد أهالي أسرى فلسطينيين هرّبوا نطفا خارج السجون الإسرائيلية، أن سناريو فيلم "أميرة" يجافي الحقيقة وبعيد جدا عن الواقع، وما هو إلا وسيلة لتشويه نضال الأسرى والتشكيك بهم، وفق وصفهم.


ولفت الأهالي الذين تحدثت معهم "عربي21"، إلى أن ما تم عرضه بالفيلم في ما يتعلق بحدوث خطأ في مصدر النطفة، غير حقيقي ولا يمكن حدوثه بالمطلق، نتيجة للتكتيك المعقد الذي يتبعونه أثناء عملية تهريب النطف.


تشكيك بالفكرة!


واعتبرت مي الزبن، شقيقة الأسير عمار الزبن، أول من هرب نطفة إلى خارج السجن، أن "فيلم أميرة الذي تناول قضية تهريب النطف، لا يُعبر عن خيال أو رأي كاتبه ومخرجه، وإنما هو مدفوع وموجه من عقلية صهيونية وقوى إسرائيلية هدفها التشكيك بفكرة ووجود تهريب النطف، التي قام بها إخوتنا الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي".


وحول الخطوات التي تم اعتمادها لمنع وقوع خطأ في عملية تهريب النطفة، وردا على سيناريو الفيلم الذي ادعى حدوث خطأ، قالت الزبن لـ"عربي21"، إن "النطف خرجت من عند أخي الأسير عمار بمعيّة الله وحفظه، وبأمن وسرية تامة، حتى وصلت إلى المستشفى، وتم كل ذلك بوجود عدد من الشهود وأيضا الأهل والأطباء، الذين كانوا ينتظرون حدوث هذه الخطوة المباركة".


وأكدت أن "الأطباء والمختصين في مركز علاج العقم والتوليد قاموا بعمل اللازم لتأكيد أن النطفة لشقيقها".


واعتبرت أن "تهريب النطف وأنجاب الأسرى عبر هذه الطريقة، هو حق شرعي وواجب، بل ومطلب لكل أسير فلسطيني بأن يستمر نسله وحقه بالحرية والحياة، رغم أنف الصهاينة والقيد والأسر"، بحسب وصفها.

 

اقرأ أيضا: غضب واسع من "فيلم أميرة" لإساءته للأسرى الفلسطينيين 


فحص DNA عند الزيارة


وكثيرا ما يحرم وجود الأسرى المتزوجين في الأسر لفترات طويلة، زوجاتهم من حق الأمومة الذي تتمناه كل امرأة، وكانت مسألة تهريب النطف هي إحدى الوسائل التي اتبعها الأسرى وزوجاتهم، لإنجاب الأبناء خاصة في ظل عدم إمكانية خروجهم من السجن خلال وقت قريب.


ولم يقتصر تهريب النطف على أسرى الضفة الغربية وغزة، بل إنه امتد ليصل إلى أسرى الداخل الفلسطيني في أراضي 48، ومن هذه الحالات حالة السيدة سناء سلامة أحمد، زوجة أحد قدامى الأسرى الفلسطينيين والمعتقل منذ ثمانينيات القرن الماضي، وليد دقة، والتي "عبرت عن استيائها من طبيعة الرسالة الفنية والثقافية التي يريد الفيلم أن يمررها".


وأوضحت سناء أن "الفن رسالة، وبالتالي فإنه يجب أن يكون إلى جانب رواية الحق ودعم شعبنا ونضاله ضد الاحتلال، لا أن يتم تشويه هذا النضال كما فعل فيلم (أميرة)"، وتساءلت: "من أين جاؤوا بهذه القصة القذرة وهذه الحبكة الروائية المريضة؟"، مضيفة أن "هذا عمل قام به منتفعون وانتهازيون، يريدون قطف الجوائز على حساب روايتنا وشعبنا الفلسطيني".

وكشفت سناء زوجة الأسير وليد دقة، لـ"عربي21"، أنها "حاولت إيقاف الفيلم أثناء تصويره في مراحله الأخيرة، ولكنها لم تنجح رغم تحدثها مع مخرج الفيلم وغيره من القائمين على إنتاجه".


وقالت عن المسؤولين عن الفيلم، إنهم "ناس غير مغرر بهم، ولا يقومون بهذا العمل عن غير قصد، بل إنهم يستفيدون من مثل هذه الأعمال"، مؤكدة أن "إساءة الفيلم مقصودة، ولكن الحملة الشعبية الكبيرة ضد هذا الفيلم، تؤكد أن شعبنا بخير".


وحول إمكانية الخطأ في تهريب نطفة الزوج من داخل السجن الإسرائيلي، أكدت أن "العملية تتم بدقة شديدة، ومن غير الممكن أن تكون الحبكة الروائية المريضة في فيلم "أميرة" واقعا في يوم من الأيام، فهذا أمر مستحيل".


ونبهت إلى أن "الأسرى يتبعون ضوابط وأسسا دقيقة جدا لا مجال فيها أبدا للخطأ، وأيضا في خارج السجن، عندما يتم تحرير النطفة عمليا، عبر تهريبها وتسليمها أمام شهود ثم تسجيلها، تخضع كل هذه المراحل لضوابط صارمة، بالتالي فإن العملية تتم بنسبة خطأ صفر في المئة".


وأوضحت أن "قوانين الاحتلال أصلا لا تسمح إلا بزيارة أقرباء الأسير من الدرجة الأولى، وبالتالي تسمح للطفل بزيارة والده الأسير داخل السجن، وهذا يتطلب وفق قوانينهم إجراء فحص "DNA" وهو ما تم فعلا مع طفلتي "ميلاد" التي تزور والدها حاليا داخل سجنه الإسرائيلي".

 

اقرأ أيضا: مخرج فيلم أميرة: أوقفنا عرضه ونشكّل لجنة من الأسرى حوله

 

عقوبات انتقامية


ويعاني الأسرى الفلسطينيون من مضايقات عدة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، ومنها منع الزيارة وسحب المتعلقات الشخصية، وحينما بدأت عمليات تهريب النطف، كذلك عاقب الاحتلال الأسرى الذين قاموا بهذه العمليات، حيث حكمت محكمة الاحتلال على الأسير عبد الكريم الريماوي بتغريمه مبلغ 5 آلاف، شيكل ومنعت أهله من زيارته لمدة شهرين، وذلك لتهريبه نطفة من داخل السجن، رزق على أثرها بطفل.


وقالت زوجة الأسير الريماوي، ليديا ريماوي في منشور لها على موقع "فيسبوك"، ردا على فيلم أميرة: "تجمع عدد كبير من الجنود حولي وجاء الصليب الأحمر الإسرائيلي ليفحصوا فعلاً هل هذا الطفل ابن للأسير، وجندي من  بين الجنود يقول بصوت عال: أنا أعرف عبد الكريم من 12 عاما من وين البيبي؟ وحرمنا من الزيارة وبقينا في ساحة السجن".

 


بدوره قال المتحدث باسم مؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى والجرحى، تامر الزعانين، وهو أسير محرر كان ضمن الذين هربوا نطفهم إلى خارج السجن، إن "الأسرى يحاولون إخفاء عملية تهريب النطفة عن عيون إدارة مصلحة السجون، فلو علمت بالموضوع لعاقبت الأسير فورا عبر وضعه بالعزل الانفرادي، أو فرض غرامة مالية عليه، أو عبر معاقبته بزيادة سنوات سجنه، فكثير من الأسرى الذين تم كشف تهريبهم لنطف تم وضعهم بالزنازين الانفرادية، ولهذا نتحفظ على ذكر طريقة التهريب حتى لا تعرفها إدارة السجن وتمنعها".


وأوضح الزعانين خلال حديثه لـ"عربي21"، أن "نسبة الخطأ في عملية تهريب النطفة صفر، حيث يتم تهريبها لأيدي الأهل مباشرة أو لأناس موثوقين بشكل تام، ثم يتم إرسالها إلى المختبر سواء في الضفة أو غزة، ليتم بعدها فحصها عبر اختبار (DNA) للتأكيد، وبالطبع يتم كل ذلك بوجود شهود عيان داخل السجن وخارجه، حيث يكون هناك شاهدان أو ثلاثة في داخل السجن عند التسليم يؤكدون أنه تم تسليمها، وكذلك شهود من قبل الأهل يؤكدون أنهم استلموها".

 

سقوط أخلاقي


واعتبر أن "الفيلم سقوط أخلاقي وسلوك غير إنساني، وهو عبارة عن تعاون مع العدو الصهيوني في تشويه مقاومة الأسرى الأبطال داخل السجون، وكذلك تشويه لزوجات الأسرى اللاتي صبرن كثيرا على الآلام والأوجاع"، بحسب وصفه.


وأضاف: "بدلا من عمل هذا الفيلم، كان من الواجب مكافأة زوجات الأسرى، وكذلك كان يجب أن يتم عمل أفلام كبيرة تعكس مدى الوجع الذي تعانيه زوجات الأسرى، وعمل أفلام تتحدث عن كيف أنهن يضحين بأعمارهن وكيف يربين أولادهن رغم آلام بعد الزوج وأنهن يبقين يقاومن".


وأكد أنه "يجب سحب هذا الفيلم ومحاسبة كل من شارك به حتى ولو بكلمة، وكذلك يجب تشكيل لجنة تحقيق فلسطينية لمعاقبة كل فلسطيني شارك بالفيلم خاصة الذي يدعي أنه فنان فلسطيني "سليمان علي"، والذي يعرف جيدا عذابات وأوجاع الأسرى الفلسطينيين، ونطالب نقابتي الفنانين الأردنيين والمصريين بمعاقبة ومحاسبة كل من شارك بالفيلم والاعتذار للأسرى".

 

وبدوره قال الأسير الأردني المحرر، سلطان العجلوني، إن "هذا الفيلم طعنة في الظهر وعمل خياني مع سبق الإصرار والترصد".


وتابع العجلوني في حديث لـ"عربي21": "احد المنتجين أنتج قبله فيلمين مسيئين وبتمويل إماراتي، فأين البراءة وحسن النية في الموضوع؟".

 

اقرأ أيضا: فنانون أردنيون يتحدثون لـ"عربي21" حول فيلم "أميرة"

 

يُذكر أن نقيب الفنانين الأردنيين، حسين الخطيب، أكد لـ"عربي21"، في تقرير سابق، أن "النقابة ستقوم بتشكيل لجنة لمشاهدة الفيلم، وفي حال ثبتت إساءته للأسرى، فسيتم اتخاذ إجراءات عقابية تجاه القائمين عليه".


كذلك أوضحت الفنانة الأردنية وبطلة مسلسل التغريبة الفلسطينية، جولييت عواد، لـ"عربي21"، في تقرير سابق، أن "الكلام عن أنه فقط نص درامي، مرفوض نهائيا، لأنه حينما نتناول موضوعا له علاقة بالقضية الوطنية، سواء قضية الأسرى أو قضية الوطن أو المقاومة، فيجب أن يكون العمل موضوعيا وواقعيا ولا يجوز الخيال أو التأويل به".

التعليقات (1)
نحن فلسطين
الخميس، 09-12-2021 03:12 م
كل ما أراده المخرج و أسياده الصهاينة هو إذلال الرجال لكن تبقى الأسود أسود و الكلاب كلاب ،أكرم الله شعب فلسطين و كل من ساندهم و أذل الله كل من أراد بهم سوء