هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت صحيفة "ديلي تلغراف"، إن سيف القذافي، نجل الزعيم الليبي الراحل، يحاول إعادة إحياء حكم عائلته، من خلال خوضه الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في وقت لاحق من هذا الشهر.
وأضافت الصحيفة، في تقرير ترجمته "عربي21" أن روسيا تواصلت مع سيف القذافي؛ لموازنة اعتمادها على حليفها، اللواء المتقاعد حفتر، في حين لا يزال ترشيح "سيف" غير مؤكد، حيث قالت مفوضية الانتخابات إنها تعتزم الطعن في الاستئناف.
وذكرت أن الليبيين انتفضوا للإطاحة بالقذافي الأب قبل عشر سنوات، الذي حكمهم بقبضة من حديد لأكثر من ثلاثة عقود، والآن يريد ابنه العودة إلى الحكم من جديد.
وتلقى سيف الإسلام تعليمه في كلية لندن للاقتصاد، ونصب نفسه لسنوات عديدة على أنه القوة المعتدلة والحديثة داخل نظام والده، لكن ذلك تغير في عام 2011، عندما شارك مع والده ضد الانتفاضة المناهضة للحكومة التي دعمها لاحقًا الناتو، حيث ألقي القبض عليه بعد مقتل والده، واحتجز في مدينة الزنتان عدة سنوات قبل إطلاق سراحه في عام 2017.
وفي مقابلته الوحيدة منذ ظهوره هذا الصيف، قال سيف، إنه يعتزم إعادة توحيد البلاد في ظل حركة والده الخضراء، وادعى أن العديد من الليبيين يعتقدون أن نظامه كان يجب أن يتعامل بقسوة أكبر مع المعارضة.
ولفتت الصحيفة إلى أن القذافي الابن عندما ظهر علنًا لتقديم أوراق ترشيحه الشهر الماضي، كان يرتدي نفس الجلباب البدوي باللون الأصفر الذي يفضله والده، في محاولة لخلق استمرارية مع النظام السابق، كما تقول الصحيفة.
اقرأ أيضا: نواب ليبيون يطالبون بجلسة مساءلة لمفوضية الانتخابات
ويعتقد العديد من المراقبين أن الحنين إلى الماضي، جنبًا إلى جنب مع مكانة عائلته، قد يكون كافياً لتأمين حصة محترمة له من التصويت، خاصة في المعاقل التقليدية لعشيرة القذافي في جنوب البلاد.
وتم تسجيل أكثر من 80 مرشحًا لخوض الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 24 ديسمبر / كانون الأول.
ومن المقرر أن تنشر اللجنة الوطنية العليا للانتخابات في ليبيا القائمة النهائية للمرشحين المعتمدة يوم الثلاثاء، ومن بين المرشحين البارزين اللواء خليفة حفتر، الذي يقدم نفسه على أنه زعيم قوي قادر على مواجهة تهديد الإسلام المتشدد، ويقول منتقدون إنه سيصبح ديكتاتورا عسكريا محتملا.
ولفتت الصحيفة إلى ما فعله حفتر لمنع القذافي من الترشح، وقالت "أرسل الجنرال حفتر، الذي كان سيلاحق الناخبين المتعاطفين مع النظام السابق، الاثنين، قواته، لمنع محامي القذافي من تقديم استئنافه إلى المحكمة في بلدة سبها الصحراوية، وأدى ذلك إلى مواجهة خارج مبنى المحكمة، لكن محامي القذافي نجح في النهاية، وعاد إلى السباق الرئاسي".
وأوضحت الصحيفة أن رئيس الحكومة الليبية، عبد الحميد دبيبة، يعد أبرز المنافسين للقذافي، ويُعتقد أنه حشد دعمًا كبيرًا في غرب ليبيا، ويعتقد العديد من المراقبين الغربيين أنه المتصدر في السباق.
ويأمل المجتمع الدولي أن توفر الانتخابات صفحة جديدة لبناء تسوية سياسية تنهي عقدًا من الحرب الأهلية، حيث تقاتل المليشيات المتنافسة وأمراء الحرب من أجل الهيمنة، لكن الشكوك تتزايد حول ما إذا كان التصويت سيمضي قدما كما هو مخطط له.
ونقلت الصحيفة عن جليل حرشاوي، من المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود، قوله: "لا أعتقد أن أي شيء سيحدث هذا العام، وهذا ليس بسبب وجود بعض التفاصيل الفنية البسيطة التي يجب إصلاحها، بل لأن القوانين الانتخابية الوحيدة التي تبناها المجتمع الدولي ضعيفة، وغير كاملة، ومثيرة للجدل".