خطر وجودي.. إحباط إسرائيلي من الانزلاق لدولة ثنائية القومية
عربي21- عدنان أبو عامر02-Nov-2105:44 AM
0
شارك
غيل: يصعب على الفلسطينيين الذين احتلت أراضيهم أن يروا المحتل الإسرائيلي يضعها تحت سيادته- وفا
مع حالة
الانسداد السياسي التي تمر بها العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية، وعدم وجود أفق سياسي
لاستئناف المفاوضات الثنائية، وتراجع فرص تطبيق "حل الدولتين"، لم يعد سرا
أن ما يسمى بـ"معسكر السلام الإسرائيلي" يمر بأزمة عميقة، ويُنظر إليه على
أنه يعاني من السذاجة السياسية، لأنه بات يستصعب العثور على رؤية للمصالحة مع الفلسطينيين.
آفي
غيل مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلي السابق، ذكر في مقاله بصحيفة "معاريف"
أن "مهمة أساسية تواجه الأعضاء القلائل في معسكر السلام مفادها أن هناك فرصة لتغيير
أيديولوجي أساسي على الجانب الفلسطيني، بينما يواجهون ميلًا بشريًا قويًا لعدم الثقة
بالآخر، والتشكيك دائمًا في نواياه، وهذا تعقيد محبط في الجانب الإسرائيلي".
وأضاف
غيل، الباحث في معهد دراسات الشعب اليهودي، في المقال الذي ترجمته "عربي21"
أن "كبار الدبلوماسيين الإسرائيليين دأبوا دائما خلال السنوات الأخيرة على ترديد
فرضية مفادها أنه "لا توجد فرصة مع الفلسطينيين"، بزعم أنهم لم يروا أمام
عيونهم تغييرا أيديولوجيا، منذ أن حصل توقيع اتفاق السلام مع مصر بعد زيارة الرئيس
السادات الدراماتيكية إلى القدس المحتلة".
أكثر
من ذلك، فإن حالة الإنكار الإسرائيلية لما تشهده أوساطهم تجاه الفلسطينيين من تشدد
في المواقف، وتطرف في القناعات، يقدم تناقضا صارخا مع المزاعم السائدة في محافلهم.
يمكن
هنا استحضار موشيه ديان وزير الحرب الأسبق، الذي لم يتردد في خطاب له عام 1956، بالإشارة إلى المظلومية الفلسطينية حين قال: "ماذا لدينا من ادعاءات عن كراهية الفلسطينيين
الشديدة لنا، لقد عاشوا ثماني سنوات في مخيمات اللاجئين بغزة، وأمام أعينهم نستولي
على أراضيهم التي عاشوا فيها هم وأجدادهم"، وبعد 42 عامًا، قال رئيس الأركان الرابع
عشر، إيهود باراك، إنه "لو كنت شابًا فلسطينيًا، وكانت طفولتي فلسطينية، لانخرطت
في واحدة من التنظيمات المسلحة".
هذه
الاعترافات من أقطاب المؤسسة العسكرية تتعارض اليوم مع الرسالة التي يتلقنها كبار الساسة
الإسرائيليين، ومفادها أن "إسرائيل قوية، ولا يمكن إخضاعها"، ويعتبرونه شرطا
ضروريا لإنجاز تسوية مع الفلسطينيين، رغم أنها ليست شرطًا كافيًا، بل يجب إضافة مجموعة
متنوعة من التحركات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، تجنب الجانبين الوصول إلى مواجهة
عنيفة، بالابتعاد عن خطوات توسيع المستوطنات في الأراضي التي يجب أن تكون تحت السيادة
الفلسطينية.
يصعب
على الفلسطينيين الذين احتلت أراضيهم أن يروا المحتل الإسرائيلي يضعها تحت سيادته،
فيما سيستمر اليمينيون في إسرائيل بالحديث الهامس بينهم حول "ضفتي الأردن"،
حتى لو كان ثمن ذلك انزلاق إسرائيل إلى واقع ثنائي القومية من شأنه أن يدمر الطابع
اليهودي لإسرائيل، وفي ظل الشكوك المحيطة بالقيادة الإسرائيلية اليوم، فإننا لا نواجه
مأساة سياسية لما يسمى "معسكر السلام الإسرائيلي"، بل إننا أمام مأساة وجودية
لإسرائيل.