هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
وسط حملة تشكيك واسعة، نشر موقع "إخوان
أون لاين"، الأربعاء، بيانا قال فيه إن مجلس الشورى العام لجماعة الإخوان
المسلمين المصرية قرر إعفاء إبراهيم منير من مهامه كنائب للمرشد العام وقائم
بعمله، مع إلغاء الهيئة الإدارية العليا (بديلة مؤقتا لمكتب إرشاد الجماعة)،
وإحالة ما بدأته من مشاريع إلى مؤسسات الجماعة التنفيذية والشورية المعنية.
وفي الوقت الذي ذكر فيه البيان نسبا مئوية بخصوص
المشاركين في اجتماع "الشورى العام"، لم يذكر أعدادا أو أسماءً محددة.
فيما قال مصدر مطلع بالجماعة
لـ"عربي21"، إن "انعقاد الشورى العام لم يتم بشكل صحيح - كما قال
البيان- فلائحة الجماعة الداخلية تنص على أن هناك 3 حالات فقط لانعقاد مجلس الشورى
جميعها لم ينطبق على الاجتماع الأخير المزعوم".
ففي الحالة الأولى، يدعو المرشد مجلس الشورى
العام إلى الانعقاد مرتين سنويا في اجتماع اعتيادي. والثانية يدعو المرشد أو مكتب
الإرشاد، مجلس الشورى العام للانعقاد إذا دعت الضرورة لذلك. أما الثالثة فتتمثل في
أنه على المرشد العام أن يدعو مجلس الشورى العام للانعقاد خلال 15 يوما بعد
استلامه طلبا موقعا من 20 عضوا بمجلس الشورى.
المصدر أشار إلى أنه "في كل الحالات تكون
الدعوة لانعقاد الشورى العام بطلب من المرشد، وهو ما لم يحدث، وبالتالي فما قيل عن
انعقاد المجلس هو والعدم سواء، خاصة أن مَن يقفون خلف تلك الخطوة قيادات تم
إيقافها قبل أيام بقرار من القائم بأعمال المرشد".
كما قال المصدر إنه "في حال لم يكن هناك
اجتماع فعلي لمجلس الشورى من الأساس؛ فلا يحق لأي أحد من الذين تم إيقافهم الدعوة
لانعقاد المجلس، لكن ما جرى هو ورقة جرى تمريرها على بعض الأعضاء، إلا أن النتائج
الواردة غير صحيحة قولا واحدا"، لافتا إلى أنه ليس من صلاحيات مجلس الشورى عزل المرشد أو نائبه.
إقرأ أيضا: نائب مرشد الإخوان: القيادات الموقوفة أخرجت نفسها من الجماعة
ونوّه المصدر، الذي رفض الإفصاح عن هويته، إلى
أن "أغلب أعضاء مجلس الشورى في الخارج لم يشاركوا في اجتماع زملائهم
الموقوفين، والذين اتخذوا تلك الإجراءات غير اللائحية".
في المقابل، قال المتحدث الإعلامي باسم الجماعة
طلعت فهمي، عبر مقطع فيديو نشره "إخوان أون لاين"، إن اجتماع مجلس
الشورى جاء في إطار ضبط ومراجعة أداء مؤسسات جماعة الإخوان وفق ضوابطها وثوابتها
وأدبياتها، مؤكدا أنه تقرر إعفاء "منير" من موقعه كنائب للمرشد وقائم
بعمله، مع بقائه في تكليفاته الخارجية خارج القطر المصري، وذلك في إشارة لموقعه
السابق كأمين عام للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان.
كلمة الناطق باسم الجماعة طلعت فهمي لإعلان إعفاء منير
وكان البيان الذي نشره موقع "إخوان أون
لاين" قد ذكر أن اجتماع الشورى العام قد تم خلال شهر تشرين الأول/ أكتوبر
الجاري، بـ"انعقاد صحيح في موعده المقرر منه في الجلسة السابقة، وبنصاب
قانوني صحيح شارك فيه أكثر من 75% من كل أعضائه، ووافق المجلس بأغلبية
المشاركين فيه على القرارات"، حسب ما
قال.
"إخفاء معلومات سابقة"
من جهته، قال العضو السابق بمجلس شورى الإخوان
في "شرق القاهرة" والمتحدث السابق باسم حزب الحرية والعدالة، أحمد رامي:
"لدينا شواهد تؤكد أن ما يُنقل عما يخص شؤون الإخوان داخل مصر ليس
دقيقا إلى حد كبير، والأحداث السابقة أكدت ذلك بشكل جلي؛ فقد تم نقل وقائع سابقة
عن الخلاف الإخواني الداخلي، وغيره من الوقائع، ثم اتضح لاحقا عدم صحة تلك الوقائع
جملة وتفصيلا، وبالتالي فدرجة الموثوقية في النقل عن الداخل ليست عالية، وما يُقال
عن انعقاد الشورى العام داخل مصر، ونسب موافقته على القرارات المزعومة، أمر يفتقد
الموثوقية بالمرة".
كما استشهد رامي، في تصريح
لـ"عربي21"، بواقعة قال إنه كان شاهدا عليها، "تمثلت في إرسال
المرشد العام محمد بديع، قرارا إلى الأمين العام السابق، محمود حسين، نص على تشكيل
لجنة من 5 شخصيات برئاسة عضو الشورى العام، حلمي الجزار، لتتولى قضية لم الشمل بين
طرفي الإخوان بعد أن اندلعت الأزمة مع (المكتب العام) سنة 2015، ثم إجراء
انتخابات، إلا أنه مع مرور عام كامل لم يظهر أي أثر لهذا القرار".
وأردف: "بعد مرور عام كامل، تواصل الوسطاء
– من بينهم مسؤولو المباشر- مباشرة مع الأستاذ إبراهيم منير لكنه أبلغهم أن هذه
الرسالة لم تصله مطلقا وفوجئ بأن الدكتور محمود حجبها عنه طيلة هذه الفترة، ومن
هذا الوقت بدأ الخلاف يظهر بينهما (حسين ومنير)، ومن هنا بدأت جذور الخلاف".
وتابع المتحدث السابق باسم حزب الحرية
والعدالة: "بسبب عدم الدقة في نقل ما يدور داخل مصر لنا في الخارج، لا أستبعد
أن يكون هذا الخلل يقع أيضا عند نقل أخبار التنظيم في الخارج للإخوان المتواجدين
في الداخل".
واستطرد رامي قائلا: "حتى أنه في حالة
انعقاد مجلس الشورى، كما يقولون، فنتيجة عدم الدقة في النقل فربما قد تم تقديم
معلومات غير دقيقة لأعضاء الشورى تؤثر عليهم في اتخاذ القرار".
متحدث إعلامي جديد
في غضون ذلك، علمت "عربي21" أن
القائم بأعمال المرشد يعتزم إصدار بيان جديد خلال ساعات بخصوص الأزمة الراهنة،
فضلا عن أن هناك قيادات وجهات أخرى داخل الجماعة ستصدر مواقف وبيانات في وقت لاحق.
كما كشف المصدر المطلع لـ"عربي21"
أنه سيتم تعيين متحدث إعلامي جديد باسم الجماعة، وأن عضو مجلس الشورى العام لجماعة
الإخوان أسامة سليمان أحد أهم المرشحين لشغل هذا الموقع.