ملفات وتقارير

نتنياهو يعكف على نشر كتاب بعد الإطاحة به من رئاسة الحكومة

يتوقع أن يكشف كتاب نتنياهو الجديد قصص وكواليس صياغة اتفاقيات التطبيع مع دول الخليج- الأناضول
يتوقع أن يكشف كتاب نتنياهو الجديد قصص وكواليس صياغة اتفاقيات التطبيع مع دول الخليج- الأناضول
بعد خسارة موقعه في رئاسة الحكومة الإسرائيلية التي قضى فيها اثني عشر عاما متواصلة، بما زاد عن جميع رؤساء الحكومات الإسرائيلية، بدءًا من ديفيد بن غوريون، فإنه ينشغل رئيس المعارضة الحالية بنيامين نتنياهو بتأليف الكتاب، وتدوين مذكراته.

الكاتبة الإسرائيلية تال شاليف ذكرت في مقالها بموقع "ويللا" الذي ترجمته "عربي21" أن "زعيم المعارضة يعمل بجد في الأسابيع الأخيرة لتأليف كتاب رابع هو الأول من نوعه منذ التسعينيات، وتشير التقديرات إلى أن الكتاب سيُكتب باللغة الإنجليزية، وسيكون موجهًا للسوق الأمريكية، ومن المتوقع أن يجمع بين ذكريات فترة ولايته الحكومية، وعقيدته السياسية".

وأشارت شاليف في تقريرها إلى أن "الكتاب الذي سينشر ويطبع في الولايات المتحدة سيحظى بمكانة متقدمة في مراتب التوزيع، وما سيضيفه ذلك لنتنياهو من عقود وأرباح وعائدات مالية، مع أن القانون الإسرائيلي يحظر على عضو الكنيست تلقي الهدايا والتبرعات، وتحصيل دخل إضافي، باستثناء تأليف الكتب".

ومنذ عودته من إجازته في جزيرة هاواي في أيلول/ سبتمبر، كرس نتنياهو الكثير من وقته لكتابة الكتاب، ومن المتوقع أن يجمع بين ذكرياته السياسية، وتجاربه السياسية والحكومية، مع التركيز على فترات ولايته رئيسا للحكومة، سواء الأولى منها بين عامي 1996 و1999، أو بين 2009 و2021، وما يشمل ذلك من نقاش حول قضايا استراتيجية واقتصادية وسياسية.

وفي حين أن مكتب نتنياهو، 72 عاما، لم يرد على أسئلة الكاتبة الإسرائيلية حول المزيد من تفاصيل الكتاب المزمع نشره قربيا، فإن الإشارة تجدر إلى أن كتب نتنياهو الأربعة الأولى صدرت في تسعينيات القرن الماضي، وهي: "الإرهاب؛ كيف يحقّق الغرب الانتصار" الصادر عام 1986، و"الإرهاب العالمي: التحدي والرد" الصادر عام 1991، وجاء آخر كتاب ألّفه نتنياهو "مكان بين الأمم: إسرائيل والعالم" عام 1995.

تحمل كتب نتنياهو سلسلة طويلة من الأوراق اليمينية المتطرفة، ويجد الباحثون الصهاينة ضالتهم في هذه المؤلفات، بدءاً بالكراهية والحقد، مروراً بالتطرف والإرهاب، وانتهاء بالأطماع التوسعية، وسيجدون فكر الليكود في أجلى صوره، الذي ما زال يحلم بأرض إسرائيل الشرقية، مجسداً بمقولة "الأردن ضفتان: هذه لنا وتلك أيضاً"، وبدا واضحا أن نتنياهو يردد في مؤلفاته مزاعم تاريخية ليس لها رصيد من الواقع، بل إنه يفتئت على الحقائق، ويسعى لتطويع الجغرافيا.

يجد القراء في مؤلفات نتنياهو كأنهم يقرأون برنامجاً انتخابياً لحزب الليكود خصوصا، ومعسكر اليمين عموما، لأنها ترسم أبعاد الفكر الصهيوني، مجسدة في شخص رئيس وزراء إسرائيلي قضى أطول فترة في مقر رئاسة الحكومة، ولذلك سعى في كتبه هذه لتلبية أطماع المتطرفين اليهود، ممن وجدوا في نتنياهو ضالتهم.

ومن المقرر أن يكون الكتاب الجديد هو الأول الذي يكتبه نتنياهو منذ أكثر من 25 عامًا، الذي عمل رئيسا للوزراء لمدة 15 عامًا، ومن غير المرجح أن تتم ترجمة الكتاب إلى اللغة العبرية، على الأقل حالياً.

تتحدث أوساط نتنياهو، دون الإشارة إلى اسمها، عن أن كتاب نتنياهو الجديد الذي لم يعرف عنوانه بعد، يكشف من بين أمور أخرى، عن قصص وكواليس صياغة اتفاقيات التطبيع مع دول الخليج، ساعياً لإظهار نفسه بدور البطولة في هذه الاتفاقيات التي شكلت تحولا تاريخيا في المنطقة، والعلاقات العربية الإسرائيلية.
0
التعليقات (0)