سياسة عربية

قتيلان من المتظاهرين باليمن.. والانفصاليون يعلنون "الطوارئ"

تعيش عدن ومدن أخرى حركة احتجاجات واسعة تنديدا بالأوضاع المعيشية- الأناضول
تعيش عدن ومدن أخرى حركة احتجاجات واسعة تنديدا بالأوضاع المعيشية- الأناضول

تعيش مدينة عدن، العاصمة اليمنية المؤقتة، جنوبي البلاد، ومدن أخرى، حركة احتجاجات واسعة، تنديدا بالأوضاع المعيشية وتدهور الخدمات الأساسية، أدت إلى سقوط قتيلين وإصابة آخرين برصاص قوات تابعة للانفصاليين وأخرى للحكومة المعترف بها.


ففي مدينة عدن، احتشد الأربعاء متظاهرون غاضبون في أحياء عدة، وقاموا بقطع شوارع رئيسية بالإطارات الحارقة، وسط إطلاق الرصاص الحي من قبل قوات أمنية تابعة للمجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات، لتفريق المحتجين.


وواصل المحتجون الاحتشاد في شوارع كريتر، أحد الأحياء الشهيرة في عدن، الذي اندلعت منه شرارة الاحتجاجات ضد المجلس الانتقالي، رفضا لسيطرته، وتنديدا بتردي الخدمات، وتدهور الأوضاع المعيشية، وانهيار العملة مقابل العملات الأخرى.  

 


واقتحم المتظاهرون مقر المجلس الانتقالي -المنادي بانفصال جنوب البلاد عن شماله- في كريتر، قبل أن تقوم قوات من الحزام الأمني بتفريقهم من محيط المقر، وفق مصادر وناشطين يمنيين.


وأفادت مصادر مطلعة لـ"عربي21"، بسقوط قتيل من المحتجين برصاص قوات الانتقالي في كريتر، وإصابة عدد آخر منهم. 


ورغم إعلان زعيم الانفصاليين حالة الطوارئ في عدن والمناطق المجاورة لها، مساء اليوم، تواصلت حركة الاحتجاجات في أحياء خور مكسر المنصورة والمعلا (المركز الإداري لعدن)، ودار سعد، شمال وشرق العاصمة الموقتة، رافضة لسلطة الأمر الواقع التابعة للانتقالي، واحتجاجا على الأوضاع المعيشية والاقتصادية المتردية، وانقطاع التيار الكهربائي لساعات تزيد على 10 ساعات في اليوم.


واتسمت الاحتجاجات بطابع الكر والفر بين المتظاهرين والتشكيلات الأمنية التابعة للمجلس الانتقالي في الشوارع الرئيسية بعدن، حيث شوهدت المركبات العسكرية تطلق الرصاص الحي لتفريق المحتجين المحتشدين، الذين هتفوا ضد المجلس المدعوم إماراتيا.

 


ومساء الأربعاء، أعلن رئيس المجلس الانتقالي الانفصالي، المدعوم من أبوظبي، حالة الطوارئ على امتداد كل محافظات الجنوب، ابتداءً من يومنا هذا، موجها التشكيلات الأمنية التابعة للمجلس بالضرب بيدٍ من حديد على كل من تسول له نفسه زعزعة الأمن والاستقرار، وإثارة البلبلة والقلاقل.


وقال الزبيدي، في خطاب بثته وسائل إعلام تابعة للمجلس، إن على جميع الأُطر القيادية للانتقالي بكل مستوياتها، وقيادات السلطة المحلية، في كافة محافظات الجنوب، البقاء في حالة انعقاد دائم، وحشد الجهود اللازمة لتأمين الخدمات العامة لحياة المواطنين.


وطالب زعيم الانفصاليين الجنوبيين التحالف العربي (بقيادة السعودية) بضرورة استكمال دورهم العروبي، واستشعار المسؤولية التي تقع عليهم تجاه الأمن القومي للمنطقة، وتصحيح مسار معركتنا المشتركة عسكرياً وسياسياً وإعلامياً.


وفي وقت سابق الأربعاء، أعلنت جمعية الصرافين في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، الأربعاء، إضرابا شاملا عن العمل؛ احتجاجا على الانهيار القياسي للعملة المحلية.


وقالت الجمعية في بيان، إننا "نوجه كافة شركات ومؤسسات ومنشآت الصرافة في جميع المحافظات بالإضراب الشامل، ابتداء من اليوم، وذلك بعد استنفاد كافة الوسائل الإمكانية لوقف انهيار العملة".


وأضاف البيان أننا "نقف إلى جانب الشعب اليمني في المطالبة بتصحيح الوضع الاقتصادي، ومعالجة انهيار العملة، وتحسين الوضع الإنساني والمعيشي"، فيما لم يوضح مدة الإضراب عن العمل.


ومساء الثلاثاء، وصل سعر الدولار الواحد إلى أكثر من 1100 ريال، بعد أن كان مطلع العام 2015 يساوي فقط 215 ريالا يمنيا، و1050 ريالا في تعاملات الأسبوع الماضي.


وفي محافظة حضرموت، شرقا، خرج المئات من المحتجين الغاضبين في مدينة المكلا، عاصمة المحافظة، وفي الشحر، بالإضافة إلى مسيرات في مدينة سيئون وبلدات أخرى في وادي المحافظة.


وبحسب ناشطين يمنيين، فإن قتيلا من المتظاهرين سقط برصاص القوات الأمنية الحكومية، أثناء إطلاقها النار لتفريق جموع المحتجين في أحياء مختلفة من مدينة المكلا.


واتهم محافظ حضرموت، وقائد المنطقة العسكرية الثانية، لواء ركن، فرج البحسني، المتظاهرين باعتداءات على مصالح وممتلكات عامة وخاصة، وتعطيل الحياة اليومية.

 

اقرأ أيضا: تواصل احتجاجات اليمن لليوم الثاني رفضا لسيطرة الانفصاليين

ووجه البحسني خلال اجتماع عقده باللجنة الأمنية، أعلى سلطة بالمحافظة، الأجهزة العسكرية والأمنية بضرورة القيام بواجبها للحفاظ على استقرار الأمن وحفظ الممتلكات العامة والخاصة، مشيراً إلى ضرورة أن يكون هناك موقف عام من عقلاء المجتمع والآباء والمشائخ، في سبيل وقف مثل هذه الأعمال التخريبية، ومجالستهم، وتقديم النصح لهم، وتوعيتهم بأن هذه الممتلكات العامة هي ملك لعامة الشعب، وأن الحفاظ عليها من مسؤولياتهم.


وأشار محافظ حضرموت إلى أن عملية البناء والتنمية ستستمر في المحافظة، ولكن تريد المزيد من الصبر، خصوصًا أن وضع البلد بشكل عام يمر بظروف اقتصادية صعبة نتيجة للحرب التي شنتها مليشيا الحوثي الانقلابية، كاشفا عن مشاريع كبيرة سيتم تنفيذها بعد الاتفاق مع البنك الدولي لمنح حضرموت قرضا؛ لإنشاء محطة توليد كهرباء بقدرة ما بين 200 – 300 ميجا، لتحسين وضع الخدمات للمواطنين، والارتقاء ببنيتها التحتية.


ويشهد اليمن أوضاعا إنسانية صعبة، جراء استمرار الحرب التي تقودها السعودية منذ سنوات، وغياب السلطات اليمنية عن المناطق المحررة، وتآكل شرعيتها لمصلحة كيانات موازية، وسط اتهامات للتحالف بقيادة الرياض بدعمها، ومنع عودة الحكومة المعترف بها المقيمة في أراضيها لممارسة مهامها في الداخل اليمني.

التعليقات (0)