هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "بوبليكو" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن التغييرات التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط بعد أحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر 2001.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الذكرى العشرين لأحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر، تتزامن في الشرق الأوسط مع انهيار حكم حركات الإسلام السياسي ونهاية التجارب الديمقراطية. في السيناريو الحالي، تحظى الحكومات الأكثر انغلاقا بدعم غربي لإحباط أي مبادرة إسلامية، مهما كانت معتدلة.
في 12 أيلول/ سبتمبر 2001، بعد يوم واحد من الهجمات، قام حلف الناتو بتفعيل بند الدفاع المشترك لأول مرة في تاريخه. لاحقا، شُنت الحرب على طالبان في أفغانستان بعد اتهامها باحتضان مدبري الهجمات.
ومنذ ذلك الحين، شهد الشرق الأوسط "زلازل" سياسية مستمرة، ولن تكون الأخيرة بالتأكيد. لم يساهم وجود القوات الغربية في استقرار المنطقة، وبعد عشرين عاما، سحب الأمريكيون آخر جنودهم من أفغانستان وعادت طالبان للحكم. وفي العراق، حيث نُشر سابقا أكثر من 150 ألف جندي، لم يبق حاليا سوى 2500 جندي.
وأكدت الصحيفة أن الهدف المعلن للرئيس السابق جورج دبليو بوش تمثل في محاربة الإرهاب، ولكن خلال العقدين الماضيين، حدثت طفرة إرهابية عبر منطقة الشرق الأوسط ووصلت إلى أكثر الأماكن رمزية في الغرب، وخاصة أوروبا، وتسببت بمقتل المئات من المدنيين.
وحسب الصحيفة، فإن الحدث الأبرز في المنطقة خلال السنوات الماضية هو اندلاع ما يُعرف بثورات الربيع العربي، التي أطاحت بالحكام المستبدين وجاءت بحركات الإسلام السياسي إلى الحكم.
وتضيف الصحيفة أن سقوط عدد من الأنظمة أدى إلى وصول الإسلاميين إلى السلطة عبر صناديق الاقتراع، وبدا أن الإسلام السياسي سيحظى بإمكانية للحكم لأول مرة، وهو الأمر الذي أثار المخاوف في المنطقة العربية وفي الغرب. لكن بعد فترة وجيزة، قام عبد الفتاح السيسي بانقلابه الذي أطاح بحكم الإخوان المسلمين.
كانت هناك بعض الانتقادات في الغرب، لكن كان يُنظر إلى السيسي على أنه يقدم ضمانات أكثر من الإسلاميين، وقد يخدم المصالح الغربية بشكل أفضل. واليوم، يبدو نظام السيسي متماسكا، لكن بتكلفة باهظة إنسانيا، كما تقول الصحيفة.
وفي الدول العربية الأخرى، كانت هناك على مدى السنوات الماضية ثورات مضادة مختلفة في درجة دمويتها، آخرها في تونس، التي شهدت هذا الصيف انقلابا قام بموجبه الرئيس سعيّد بتولي جميع السلطات وإخراج إسلاميي النهضة من الحكومة.
وترى الصحيفة أن التأثير الأجنبي كان حاضرا في جميع الدول تقريبا بدرجات متفاوتة، والنتيجة هي أن الإسلام السياسي لم يتمكن من تطوير أي مشروع حكم حتى الآن، ولا يبدو أنه سيفعل ذلك في المستقبل القريب.
وفي سوريا التي دمرتها حرب أهلية دامية تورط فيها الغرب وقوى المنطقة بشكل كبير، فقد أوضح تطور الأحداث أن الحكومة كانت تقاتل أساسا عناصر، مسلحة جيدا وتمولها قوى إقليمية وغربية.
مستقبل المنطقة
وعلى هذا المسرح الجديد، تعد الإمارات العربية المتحدة الدولة الأكثر نشاطا، حيث أصبحت بقيادة محمد بن زايد العدو الأول لحركات الإسلام السياسي. ويحظى ابن زايد بدعم دول مثل مصر والمملكة العربية السعودية، وقد أقام تحالفا وثيقا مع إسرائيل في محاربة كل أشكال الإسلام السياسي.
والنقطة المهمة -حسب الصحيفة-، هي أن سحق حركات الإسلام السياسي المعتدلة لن يضمن عدم بروزها مجددا في المستقبل القريب، وهو أمر سيعتمد على سلوك المستبدين ومستوى القمع.
وتضيف الصحيفة أنه من السابق لأوانه الحديث عن تراجع نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة، مع بداية توغل الصين اقتصاديا وتجاريا، ووجود روسيا على الأرض في سوريا وليبيا.
وتختم الصحيفة بأن الملاحظة الأبرز في الذكرى العشرين لأحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر، هي عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، حيث أصبح الفلسطينيون في حال أسوأ بكثير مما كانوا عليه سنة 2001، كما أنه من الواضح أن الغرب لا يريد أي تجارب جديدة، لذلك دعم الثورات المضادة والأنظمة الديكتاتورية.