هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
صدر عن "دار الرافدين" في بيروت كتاب للشاعر اللبناني شوقي بزيغ بعنوان "مسارات الحداثة: قراءة في تجارب الشعراء المؤسسين".
يتتبع المؤلف ويوثق بشكل علمي
في كتابه الجديد الأعمال الشعرية لخمسة وعشرين شاعراً في دراسة نقدية وبحثية تحاول
تقديم رؤية جديدة للقارئ المحب للشعر، من بين هؤلاء الشعراء أحمد عبد المعطي حجازي،
سعدي يوسف، محمد الفيتوري، محمد الماغوط، يوسف الخال، توفيق صايغ، محمد عفيفي مطر،
محمود درويش، أمل دنقل، حسب الشيخ جعفر، مظفر النواب وسركون بولس.
يقول بزيغ إن لكل شاعر منهم "إيقاعه وحساسيته وطريقته في استخدام اللغة
ومقاربة الأشياء". ويؤكد بأن اختياره لتلك الأسماء الشعرية لم يأت اعتباطا بل
لريادتهم وأدوارهم المؤثرة "في نقل الشعرية العربية من طور إلى طور، وفي دفع الذائقة
الجمعية للانقلاب على معاييرها السابقة". ويعترف بأنه أمام "مهمة صعبة أقرب
إلى المجازفة غير الآمنة".
ويدافع بزيغ عن نفسه بأن
"في داخل كل شاعر ناقداً مستتراً"، وأن الشاعر ناقد من نوع مختلف، لأنه يحكم
على التجارب من خلال ذائقته الجمالية وحساسيته واختباره الشخصي وسعة الاطلاع.
حاول بزيغ في هذا الكتاب الحفر
عميقا لتحديد الإشكاليات المعرفية وتعريف مفهوم الحداثة والتعقيدات المرتبطة بهذا
الاصطلاح، والذي يعترف بأنه مفهوم غامض وملتبس. ويستنتج بأن الحداثة متنوعة بتنوع المجتمعات،
وأنها ملتبسة في الغرب كما في الشرق.
وبحسب الشاعر بزيغ، فإن مجتمعاتنا لم تدخل الحداثة أصلاً، حتى المعدات والتقنيات
نستخدمها بروح تقليدية. لذلك فهو يطرح السؤال المهم والتأسيسي "هل بالإمكان إنتاج
أدب وإبداع حديثين في مجتمعات العالم الثالث التي لا تملك من الحداثة إلا قشرتها السطحية؟".