هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نسعى لضمان إجلاء المواطنين الأوروبيين والمتعاونين الأفغان من أفغانستان ضمن أفضل الظروف الأمنية
بعد انتصار طالبان في الحرب سيتعين علينا الاتصال بالسلطات في كابول
نؤيد حلا يضمن الأمن والتعايش السلمي داخل أفغانستان وفي المنطقة
سيكون التعاون مع أي حكومة أفغانية مقبلة مشروطًا بتسوية سلمية وشاملة
التقت "عربي21" بالمتحدث الرسمي باسم
الاتحاد الأوروبي لمنطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لويس ميغيل بوينو، وسألته
حول موقف الاتحاد الأوروبي مما حدث في أفغانستان بعد دخول حركة طالبان العاصمة
الأفغانية كابول.
وعن إمكانية حذف اسم حركة طالبان من قائمة
الإرهاب الأوروبية أكد على أن "الأولوية الآن هي التعامل مع طالبان، التي
تتمتع بالسلطة في كابول، بشأن القضايا الملحة الرئيسية".
وأوضح بأن التعامل مستقبلا مع أي حكومة أفغانية
مقبلة سيكون "مشروطًا بتسوية سلمية وشاملة واحترام الحقوق الأساسية لجميع
الأفغان".
وفي ما يلي نص المقابلة كاملة:
ما هو موقف الاتحاد الأوروبي مما حدث في أفغانستان؟
عقد الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون
الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيب بوريل، يوم الثلاثاء اجتماعا استثنائيا لمجلس
الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي لمناقشة آخر التطورات في أفغانستان.
وبما أن الوضع على الأرض متقلب للغاية، كان
الاستنتاج الرئيسي لهذا الاجتماع أن أولويتنا وهدفنا الأساسي، هو ضمان إجلاء
المواطنين الأوروبيين الذين ما زالوا موجودين في البلاد في أفضل الظروف الأمنية،
وكذلك إجلاء المواطنين الأفغان الذين عملوا معنا وعائلاتهم، إذا أرادوا مغادرة
البلاد، حيث لا يمكننا التخلي عنهم، ونحن نعمل كل ما في وسعنا لتوفير المأوى الآمن
لهم في الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
وحاليا تعمل بعثتنا في أفغانستان مع جهات عدة
داخل وخارج مطار كابول لإجلاء موظفي الاتحاد الأوروبي الأفغان وعائلاتهم وسط ظروف
صعبة وخطيرة، حيث وصل مساء أمس حوالي 100 منهم بالفعل إلى مدريد.
وما زال العمل قيد التنفيذ، فنحن ندرك جيدا
الصعوبات، لذلك هدفنا الأساسي الآن هو مواصلة العمل من أجل القيام بكل ما في وسعنا
من أجل إخراج هؤلاء الأشخاص من أفغانستان، ولكن ليس هم وحدهم، بل معهم الكثيرين من
المجتمع المدني والصحفيين والمثقفين والإعلاميين الذين يخشون على أنفسهم أيضًا في
ظل الوضع الجديد.
وكما تعلم تأتي الديناميكية السياسية الجديدة
في أفغانستان التي أوجدتها سيطرة طالبان السياسية والعسكرية على البلاد بعد 20
عامًا من بدء العملية العسكرية التي أطلقتها الولايات المتحدة بدعم من حلف شمال
الأطلسي في أكتوبر / تشرين أول 2001.
ولذا بات من الضروري الآن تقييم عواقب هذا
الالتزام الطويل، الذي كان موجهاً في البداية بضرورة محاربة القاعدة، لكنه تحول
تدريجياً إلى هدف بناء الدولة وضمان الحريات والحقوق الأساسية للشعب الأفغاني،
وخاصة النساء والفتيات، واليوم بعد 20 عامًا، يمكننا القول إن الجزء الأول من
المهمة نجح والثاني لم ينجح.
وعلى الرغم مما حققته عملية بناء الدولة هذه،
التي أجريت بحجم غير مسبوق من الموارد، إلا أن النتائج كانت متواضعة للغاية فيما
يتعلق بالصمود المحدود للدولة الأفغانية والجيش الأفغاني.
وبالتأكيد ستؤدي العمليات المماثلة في جميع
أنحاء العالم إلى نتائج مماثلة طالما أن عملية بناء الدولة لا تكون ولا تتم بأيدي
محلية، حيث يشارك الناس ويتم تمكينهم.
هل سيجري الاتحاد الأوروبي اتصالات مع طالبان؟ وهل ستبقى ضمن قائمة الإرهاب الأوروبية؟
بالتأكيد سيتعين علينا الاتصال بالسلطات في
كابول، وبعد انتصار طالبان في الحرب، سيتعين علينا التحدث معها من أجل الدخول في
حوار في أقرب وقت ممكن لمنع كارثة إنسانية وهجرة محتملة، وكذلك لمنع حدوث أزمة
إنسانية، ولهذا يجب أن يركز هذا الحوار أيضًا على وسائل منع عودة الوجود الإرهابي
الأجنبي في أفغانستان.
ونحن في الاتحاد الأوروبي سنتعامل مع السلطات
الأفغانية كما هي، وبطبيعة الحال في ذات الوقت سيكون احترام الالتزامات الدولية
التي قبلتها الحكومات الأفغانية المختلفة لأكثر من 50 عامًا، على رأس اهتماماتنا
وأولويتنا، ومن المؤكد أن ما يشغلنا هو احترام حقوق الإنسان والحريات، وخاصة حقوق
النساء والفتيات.
وفيما يتعلق بحذف طالبان من قائمة الإرهاب
الأوروبية كما ذكرت سابقًا، فإن أولويتنا في الوقت الحالي هي التعامل مع طالبان،
التي تتمتع بالسلطة في كابول، بشأن القضايا الملحة الرئيسية.
هل سيسعى الاتحاد الأوروبي لعقد مؤتمرات سياسية واقتصادية، لدفع الأطراف الأفغانية للتوافق؟
نحن نؤيد حلا يضمن الأمن والتعايش السلمي داخل
أفغانستان وفي المنطقة بشكل عام، لذلك يجب أن تكون حماية جميع حقوق الإنسان
وتعزيزها، ولا سيما حقوق النساء والفتيات، جزءًا لا يتجزأ من هذه الجهود، وينبغي
دعم المرأة والقدرة على الإسهام الكامل في هذه العملية.
هل سيقدم الاتحاد الأوروبي مساعدات لأفغانستان خلال الفترة القادمة؟ وهل سيكون مشروطا؟
بالتأكيد أي تعاون مع أي حكومة أفغانية
مستقبلية سيكون مشروطًا بتسوية سلمية وشاملة وقائمة على احترام الحقوق الأساسية
لجميع الأفغان، بمن فيهم النساء والشباب والأشخاص المنتمون إلى الأقليات، فضلاً عن
احترام التزامات أفغانستان الدولية، والالتزام بمكافحة الفساد، ومنع استخدام
الأراضي الأفغانية من قبل المنظمات الإرهابية.
ولذلك لمواجهة الوضع الإنساني المتدهور في
أفغانستان، سنواصل حاليا تقديم المساعدة على أساس الاحتياجات للشعب الأفغاني، كما
يدعو الاتحاد الأوروبي جميع الجهات الفاعلة إلى السماح بوصول آمن ودون عوائق
للمساعدات الإنسانية إلى الأفغان من النساء والرجال والأطفال المحتاجين، بما في
ذلك العدد الكبير من النازحين داخليًا، كما ندعو طالبان إلى احترام التزاماتها
بموجب القانون الإنساني الدولي في جميع الظروف.
أيضا سيدعم الاتحاد الأوروبي جيران أفغانستان
في التعامل مع الامتدادات السلبية، والتي يمكن توقعها من التدفق المتزايد للاجئين
والمهاجرين الأفغان لهذه الدول.