أخبار ثقافية

وفاة "المرأة التي أنقذت مكتبة البصرة"

العراق مكتبة البصرة - تويتر
العراق مكتبة البصرة - تويتر

توفيت الجمعة الماضي، في بغداد، أمينة مكتبة البصرة عالية محمد الخفاجي، متأثرة بإصابتها بكورونا.

 

تعرف عالية الخفاجي بأنها بطلة الثقافة وأمينة مكتبة البصرة، بعد أن عملت في هذا المجال لمدة 30 عاما.

عالية محمد باقر الخفاجي، أمينة المكتبة المركزية في البصرة، ولدت عام 1952 في مدينة المعقل، التابعة لمحافظة البصرة جنوب العراق، استطاعت إنقاذ مجموعة من الكتب والمخطوطات النادرة من التلف والدمار التام خلال الحرب على العراق، حيث يقدر عدد الكتب الناجية حوالي 30،000 كتاب، بما في ذلك مخطوط كتاب سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي يعود تاريخه إلى حوالي 1300 سنة.

 

وشكلت قصتها البطولية مصدر وحي وإلهام لتأليف كتابين يرويان حكايات البطولة في أوقات الشدّة.

شغلت عالية منصب أمينة مكتبة البصرة، وقبل اجتياح القوات البريطانية المنطقة في عام 2003، "كانت تخشى من تعرض محتويات المكتبة من كتب ومخطوطات لا تقدر بثمن للدمار والتخريب نتيجة للحرب وتبعاتها، فطلبت من محافظ البصرة وقتها السماح لها بنقل محتويات المكتبة إلى مكان أكثر أمانا.

 

لكن قوبل طلبها بالرفض دون أي سبب، ولم تكترث عالية لرفض المحافظ، فبدأت بنقل الكتب ليلا، وعند اجتياح القوات البريطانية للبصرة، هرب المسؤولون الحكوميون، وواصلت عالية جهودها في نقل الكتب وساعدها في ذلك مجموعة من أهل الحي، وقاموا بنقل المحتويات إلى مطعم مجاور اسمه مطعم حمدان.

ونجحت عالية وبمساعدة أهل الحي بنقل عدد كبير من محتويات المكتبة الثمينة، وبعد أسبوع من نجاحها، تعرضت المكتبة لحريق غامض لم يعرف سببه، أدى إلى تلف ودمار الآلاف من الكتب والمخطوطات المزخرفة.

ولفت هذا الأمر المراسلة في صحيفة "نيويورك تايمز"، شايلا ديوان، فكتبت عن قصة عالية الملهمة في عام 2003، وصرحت بعدها في مقابلة إذاعية في شباط 2005 أن "القصة برزت لأنها كانت قصة بطولية من الواقع فعلا، فقد كانت تخشى من أن المكتبة التي تعتبر مقر عملها ستتعرض للقصف، ولذا كانت حريصة جدا على إنقاذ الكتب التي لا يعوض بعضها".

وأثارت مقالة شايلا ديوان اهتمام بعض مؤلفي كتب الأطفال الذين لمسوا فيها قصة شجاعة وبطولة، فقد صرحت الكاتبة جانيت ونتر في مقابلة إذاعية: "شعرت فورا بإحساس قوي من التفاؤل في القصة، وكان شعورا إيجابيا حقاً ومثالاً على تفاؤل الروح الإنسانية في ظروف غير إنسانية".

 

وصرّح المؤلف مارك ألان، في مقابلة إذاعية بأن "القصة مثيرة للمشاعر لكونها تروي حكاية شخص يتصدى للدفاع عن شيء يعز عليه وبه فائدة كبيرة للناس، وتصادف أن هذا الشيء هو الكتب التي هواها"، وبعد قراءتهما المقال بدأ كل من ستاماتي وونتر العمل على وضع كتب مزينة بالرسوم تروي حكاية عالية الخفاجي.

 

فنشر كتاب ستاماتي بعنوان "مهمة عالية": إنقاذ كتب العراق" في كانون الأول 2004، ونشر كتاب جانيت ونتر في كانون الثاني 2005 بعنوان "المرأة التي أنقذت مكتبة البصرة".

التعليقات (3)
Welcome to my world
الثلاثاء، 17-08-2021 11:44 ص
إمرأة بطلة
نسيت إسمي
الإثنين، 16-08-2021 07:48 م
'' المثقف و صناعة الحياة '' نساء خالدات في التاريخ .. و نساء خالدات في مجتمعنا .. و نساء خالدات في حفظ ثرات الشعوب .. ونحن دائماً نشتري و نضيع و نشتري و نضيع لأن العقل معطل و على المسلم أن يتذكر تاريخه العلمي أيضاً و ينهض به الهمم . كم بطن للنحله ؟ اقرأ من سورة النحل : (يخرج من بطونها شراب...) ولماذا قال رب العزة بطونها بالجمع ولم يقل بطنها بالمفرد ؟؟ تبين ان النحلة فيها ثلاثة بطون تاخذ الرحيق ويدخل للبطن الأول فترة ثم يفتح صماما فينزل الى البطن الثاني. الذي يحوله إلى عسل . وفي نهاية البطن الثاني صمام لايسمح بنزول العسل منه الى البطن الثالث إلا للضرورة وبشيء قليل ، والبطن الثالث فيه أحشاء النحلة اذ تتغذى بهذا القليل اثناء طيرانها ولتستكمل رحلتها وعندما تعود النحلة إلى الخلية هنا المعجزة فإنها تستعيد مافي البطن الثاني من العسل الصافي وتخرجه من فمها وتضعه في فتحات الخلية ءوليس من امعائها. سبحان الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدىء سبحان من أبلغنا بأن للنحل بطونا وليس بطن واحد (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوبٍ أقفالها) سبحان الله العظيم.
مواطن عربي
الإثنين، 16-08-2021 06:27 م
بطلة تاريخية بحق يجب حفظ اسمها وتكريمها عراقيا وعربيا وإسلاميا ودوليا حتى بعد وفاتها ........ أشرف من أغلب من يدعون الشرف من المسؤولين العرب