هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أجرت شبكة "تي آر تي" التركية حوارا مع رئيس تحرير موقع "عربي21"، فراس أبو هلال، حول آفاق التوترات التي تشهدها المنطقة بين إيران والاحتلال الإسرائيلي.
واستبعد "أبو هلال" في تصريحاته أن ينجرّ الطرفان لحرب مفتوحة في الأفق المنظور، مرجحا أن يواصلا توجيه ضربات متبادلة، مع الحفاظ على سياسة "حافة الهاوية".
وقال أبو هلال: "بعبارة أخرى، ستتواصل الهجمات المدروسة بشكل متبادل، من خلال ضرب أهداف محددة، دون الانجرار إلى حرب شاملة".
ورجح أبو هلال أن تستمر الهجمات المتبادلة دون أن يعترف أي من الطرفين بالمسؤولية عنها.
ويشمل ذلك، بحسب رئيس تحرير "عربي21"، أن يضرب الاحتلال سفنا إيرانية، أو أن يشن هجمات إلكترونية، وصولا إلى اغتيال مسؤولين، على غرار العالم النووي فخري زاده، الذي قتل العام الماضي.
من ناحية أخرى، يتابع أبو هلال؛ "يمكن لإيران استهداف السفن التابعة لشركات إسرائيلية بمساعدة المنظمات التي تدعمها في كل من العراق واليمن".
كما رجح أبو هلال أن يواصل الاحتلال قصف أهداف إيرانية في سوريا، مجددا التنبيه إلى أن كل تلك الهجمات ستكون، على الأرجح، محدودة حتى لا تنزلق المنطقة إلى حرب شاملة ومفتوحة بين البلدين.
ماذا عن "حزب الله"؟
وإجابة على سؤال حول موقع "حزب الله" اللبناني في المشهد، لفت أبو هلال إلى أن الأخير أكد أن هجماته الصاروخية، الأسبوع الماضي، في عمق الاحتلال، جاءت في سياق الحفاظ على معادلة الردع، بعد غارات جوية على لبنان، هي الأولى من نوعها منذ حرب عام 2006.
وتابع: "لا أعتقد أن حزب الله مستعد أو راغب بشن هجمات على إسرائيل نيابة عن إيران، لأنه منهك جراء الحرب التي يخوضها في سوريا".
اقرأ أيضا: إيران للبحرين: اللجوء للاحتلال الإسرائيلي لا يوفر الأمن
بالإضافة إلى ذلك، فإن "البيئة المتوترة في لبنان ليست مناسبة على الإطلاق لمثل هذا الشيء"، وفق أبو هلال.
وتابع: "أعتقد أن حزب الله سينتقم فقط إذا نفذ الاحتلال هجوما على لبنان أو - بدرجة أقل - على قواته في سوريا".
"المفاوضات النووية لا تزال قابلة للنجاح"
وفي سياق غير بعيد عن مشهد التوتر الإيراني الإسرائيلي، أعرب رئيس تحرير "عربي21" عن اعتقاده باهتمام كل من الولايات المتحدة وإيران بترميم الاتفاق النووي، الذي يرفضه الاحتلال، ومزقه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عام 2018.
وقال أبو هلال: "رغم كل النكسات، لا تزال هنالك فرصة للنجاح في تلك المفاوضات، وإن كانت متأخرة".
وأضاف: "تعتقد واشنطن أن هذا الاتفاق سيحقق السلام في المنطقة ويمنع برنامجا نوويا عسكريا محتملا في إيران. ومن ناحية أخرى، تحتاج طهران إلى هذه الاتفاقية لتخفيف الضغوط على اقتصادها الذي يعاني بسبب فيروس كورونا والعقوبات".
وتابع أبو هلال بأن وصول "إبراهيم رئيسي"، الذي يوصف بـ"المتشدد"، إلى الرئاسة في إيران لن يغير تلك الحقائق.
وأرجع أبو هلال ذلك إلى أن "المرجع الرئيسي في الملف النووي ليس الرئيس أو الحكومة، بل المرشد الأعلى للبلاد آية الله علي خامنئي والحرس الثوري".
وبشأن علاقة فصائل فلسطينية مع طهران، قال أبو هلال: "من الخطأ وضع كل القوى التي لها علاقات مع إيران أو تتلقى دعما منها في نفس السلّة"، موضحا بأنه "على الرغم من اعتراف فصائل المقاومة الفلسطينية بتلقيها الدعم من إيران، إلا أنها لم تتخذ خطوات لصالح الأخيرة".
ولم يستبعد أبو هلال، في الختام، أن تلعب تشكيلات تدعمها طهران في العراق، أو الحوثي في اليمن، دورا في حرب "بالوكالة" ضد الاحتلال الإسرائيلي، إذا تعرضت المصالح الإيرانية للخطر.