هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال كاتب إسرائيلي إن "السياسة الشرق أوسطية التي ينتهجها الرئيس الأمريكي جو بايدن تثير قلق إسرائيل، لأكثر من سبب، داخلي وخارجي، في ضوء النفوذ الذي يبديه "التقدميون" في الحزب الديمقراطي، الذين لا يعترفون بمدى مساهمة إسرائيل في دور الولايات المتحدة، بما يتجاوز حجم المساهمة الأجنبية من المساعدات المالية".
وأضاف يورام إيتنغر في مقاله على موقع نيوز ون، ترجمته "عربي21" أن "سياسة بايدن تعطي إشارات متلاحقة بأن الولايات المتحدة بصدد الانفصال عن الشرق الأوسط، وتقليص مشاركتها في المنطقة، لكن اللافت أن الشرق الأوسط ذاته لا ينوي تقليص تواجد الولايات المتحدة، رغم أن إيران والحركات الإسلامية ترى الولايات المتحدة عقبة هائلة في طريقها لتحقيق هدفها الضخم بنشر الإسلام حول العالم".
وأشار إلى أن "سياسة واشنطن لا تنسجم مع السياسات العالمية، فالانفصال ليس خيارًا في القرية الكونية الصغيرة، التي تضم دولًا ومنظمات في المنطقة تشكل مركزًا إقليميًا ودوليًا لتوزيع العنف والجيوش غير التقليدية، ويمتد نشاطها من شرق آسيا عبر إفريقيا وأوروبا إلى الأمريكيتين، بما فيها الولايات المتحدة، وكلما قلصت الأخيرة وجودها العسكري في الشرق الأوسط، اقتربت المواجهة مع المنظمات المعادية داخل الأراضي الأمريكية".
وأكد أن "سياسة بايدن في الشرق الأوسط يديرها كبار مستشاريه للأمن القومي والسياسة الخارجية، وأبرزهم وزير الخارجية أنطوني بلينكين مستشار بايدن بين 2002-2008، عندما كان رئيسًا للجنة المساعدة في مجلس الشيوخ للشؤون الخارجية، وتأثيره على بايدن مشابه لتأثير وزير الخارجية جيمس بيكر الذي شكل سياسة الرئيس جورج بوش الخارجية والأمنية".
وأوضح أن "من كبار أعضاء فريق بايدن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، ورئيس المخابرات المركزية (CIA) وليام بيرنز، ومدير المخابرات أفريل هاينز، حيث لعب أعضاء الفريق دورًا رئيسيًا في تشكيل سياسات الرئيس السابق باراك أوباما، وفي 2015 شاركوا في إنضاج الصفقة النووية مع إيران، وغازلوا نظام إيران، وأداروا ظهورهم للأنظمة الموالية لأمريكا في السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين".
وأكد أن "هذه السياسة الأمريكية في حينها من التهديد الوجودي للأنظمة العربية الموالية لها، وقوضت مصداقية الولايات المتحدة في أعينها، وجعلتها أقرب لأحضان روسيا والصين، وبين 2009-2012 ساهموا بدعم الولايات المتحدة للإخوان المسلمين المعادين للغرب في مصر، وهددوا الجبهة الداخلية للرئيس مبارك، الموالي لأمريكا، واحتضنوا السلطة الفلسطينية، وضغطوا على إسرائيل لإقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية".
وأضاف أن "إسرائيل تراقب تصميم بايدن على العودة للاتفاق النووي 2015 من خلال تعيين روبرت مالي مبعوثًا خاصًا له للشؤون الإيرانية، وهو الشخصية الرئيسية في تشكيل الاتفاق النووي، ولديه قنوات اتصال نشطة مع إيران وحزب الله وحماس والسلطة الفلسطينية، وصديق شخصي لـ"بلينكين" منذ فترة طويلة، والاثنان يخففان من تورط إيران العسكري في الحرب اليمنية، بل يضغطان على السعودية لإنهاء تورطها في تلك الحرب".
وأوضح أن "سياسة بايدن تجاه الشرق الأوسط تتأثر بتقوية المعسكر التقدمي الراديكالي في الحزب الديمقراطي، كما ظهر في انتخابات 2020، وهو معسكر معروف بمعاداته لإسرائيل، وينظر إليها كجزء من "الغرب الاستعماري"، ولا يعترف بمدى مساهمة إسرائيل في الولايات المتحدة، رغم أنها تتجاوز نطاق التدخل الأجنبي، بل يدعم نظام إيران والإخوان المسلمين وحماس والسلطة الفلسطينية".