هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
مبروك لمصر وللسينما المصرية ولصناع الفيلم هذا الإنجاز الكبير جدا جدا، وربما يكون أكبر إنجاز للسينما المصرية في المهرجانات العالمية.
— Amr Salama (@amrmsalama) July 14, 2021
القفز فوق الأسوار
الناقد الفني المصري طارق الشناوي، يقول؛ "إنه واحد من الإنجازات، مؤكدا المهمة في تاريخ السينما المصرية مع المهرجانات العالمية، وليس الإنجاز الأهم على الإطلاق".
وفي حديثه لـ"عربي21"، ضرب مثلا بحصول المخرج يوسف شاهين من مهرجان "برلين" السينمائي على جائزة "الدب الفضي"، كأحسن مخرج عن فيلم "إسكندرية ليه".
ويضيف: "هذا الفيلم واحد من إنجازات السينما المصرية في 2021، التي تضاف لإنجاز العام 2020، إذ نال فيلم المخرج سامح علاء، "ستاشر"، جائزة (السعفة الذهبية) لأول مرة بالفيلم القصير في إنجاز مهم أيضا".
وبخصوص جائزة عمر الزهيري، يؤكد الشناوي، أنها "مستحقة بالطبع، والفيلم يستحق هذا التكريم، ومسألة كونه إنتاجا مشتركا لا يعيبه؛ لأنها سمة عالمية الآن".
ويشير الشناوي إلى أنه "لم يعد هناك فيلم إنتاج دولة واحدة، حتى الأفلام الإيرانية تجد فيها مشاركة ألمانيا وفرنسا واليابان، ما يعني أن الإنتاج المشترك ليس بدعة، ولا يكون نتيجته أن تنهال الاتهامات على صناع العمل الفني".
ويرى الناقد السينمائي أن الجيل الجديد من السينمائيين لديه طموح مشروع، وهم الأمل لاستعادة تاريخ مصر الفني، لقدرته على القفز فوق الأسوار، غير الجيل الأسبق القابع داخل الأسوار وبقي محليا، وطموحه الأكبر المشاركة بعمل في مهرجان عربي".
ويؤكد أن "هؤلاء لديهم طموح دولي وعالمي؛ ولكن بعد المخرج يوسف شاهين، لم نر المخرج الطموح، بل رأينا المنتج الطموح مثل محمد حفظي؛ إذ تجد الأفلام التي شاركت في مهرجانات كبرى أخيرا شارك حفظي في إنتاجها".
ويوضح أن "معنى مشاركة الجانب المصري في فيلم حقق نجاحا وحصل على جائزة عالمية، أنه قادر على قراءة اللغة السينمائية الحديثة، والرهان على المخرج صاحب الرؤية التي تنال إعجاب لجنة التحكيم".
"لهذا نال الجائزة"
مدير عام المجلس الأعلى للثقافة سابقا، شريف فايد، يقول لـ"عربي21"؛ إن "هذه الجائزة فعلا الأكبر في تاريخ السينما المصرية عبر أكبر مهرجان سينما متخصص".
ويؤكد أن "حصول الفيلم على الجائزة ليس بسبب الإنتاج الأوروبي المصري المشترك، ولكن لجودة الفيلم من ناحية الصورة والسينمائية".
ويلمح كذلك إلى "عدم الاعتماد على نجوم السينما الكبار، بل تقديم وجوه جديدة، بل تجربة تمثيلية أولى لجميع الممثلين، ما جعلهم رائعين ومبهرين".
ويعتقد أن "لجنة التحكيم بها العديد من المتخصصين في النواحي التي منحت الفيلم تلك الجائزة"، مؤكدا أن فكرة الفيلم قائمة على الكوميديا والفانتازيا.
"عودة صعبة"
الفنان المصري مجدي صبحي، ثمن فوز الفيلم المصري "ريش" بالجائزة الكبرى في أسبوع النقاد بعامه الـ60 بمهرجان كان، ويؤكد أنها جائزة رفيعة.
ويضيف لـ"عربي21"، "مع احترامي للقائمين علي هذا العمل الفني، إلا أن مصر حصلت على جوائز كثيرة في مهرجانات السينما الدولية، على يد مخرجين عظماء مثل صلاح أبوسيف، ويوسف شاهين وغيرهم".
وتمنى صبحي، رجوع السينما المصرية لسابق عهدها واستعادة هذا التاريخ الكبير رغم صعوبته الشديدة من وجهة نظره، بل وشدد على أهمية دور الدولة والعاملين في السينما.
ويشير هنا لدور "المؤسسة المصرية للسينما التي كانت تقدم أفلاما ذات قيمة عالية، والآن لا شيء للأسف".
"خريطة الإبداع"
وتقول الناقدة الفنية إيمان نبيل؛ إن "أي جائزة يحصل عليها عمل فني عربي؛ هي اعتراف عالمي بالتفوق في مهرجان دولي، ويؤكد أننا لسنا خارج خريطة الإبداع العالمية".
وفي حديثها لـ"عربي21"، تشير إلى حدوث نجاحات مؤخرا لأفلام فلسطينية وتونسية بمهرجانات دولية، معتبرة أنه أمر جيد مع هذا الإنجاز المصري لعل العرب يبرز لهم دور بين صانعي فكر العالم وثقافته.
وتوضح أن السينما قوة ناعمة، وخسارتها تأتي لحساب صناعة سينما ساقطة ومخربة ومدمرة للمجتمعات.
"قادرون على الإنجاز"
الفنان الفلسطيني الفائز بجائزة أفضل ممثل في مهرجان البندقية السينمائي، عام 2017، كامل الباشا، يقول: "عند الحديث عن أي إنجاز فإني لا أعتقد أنه بالإمكان المفاضلة بين الانجازات، فإما أن يكون هناك إنجاز أو لا يكون".
وفي حديثه لـ"عربي21"، يعتقد أن "الفوز بجائزة عالمية إنجاز كبير سواءا سبقه إنجازات أخرى أم لا، والفيلم حصل عليها ليس بسبب جنسية صانعيه بل بسبب صنعته".
ويوضح، "لم أشاهد الفيلم لأعطي رأيي الشخصي فيه؛ ولكني أثق بلجان المهرجانات الكبرى، وأثق أن قراراتهم مهنية وعلمية، ولا تتبع مزاجا ولا تعكس موقفا منحازا لأحد".
المسرحي والسينمائي والممثل الفلسطيني، يتابع: "أتفق أو أختلف مع قرارات اللجان ولكنها وبغض النظر عن موقفي الشخصي كمشاهد تعبر عن تقدير لجهد كبير بذل، فكان الإنجاز" .
ويجزم بأن "السينما المصرية والعربية عموما حققت العديد من الانجازات على مستوى العالم؛ ولكنها ما زالت أقل من سقف طموحاتنا لأسباب عديدة، أهمها: عدم إدراك المستوى السياسي العربي لأهميتها، وقدرتها الجبارة على تغيير المجتمع والتأثير فيه، واستغلالها في غالب الأحيان لخدمة مصالح الأنظمة وسياساتها على حساب مصلحة المجتمعات".
وختم الباشا قائلا: "لكن ورغم ما سبق إلا أن السينما المستقلة أو البديلة سمها كما شئت تثبت وفي مناسبات عديدة أننا قادرون على المنافسة والإنجاز".