هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
حذر مختص فلسطيني في علم الآثار، من خطورة "الحفريات المجندة" التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي المختلفة، في مدينة القدس المحتلة وفي محيط المسجد الأقصى وأسفلِه.
وبين الحين والآخر يدعي الاحتلال
العثور على اكتشافات أثرية جديدة، وقبل أيام قليلة، زعم علماء آثار إسرائيليون، أنهم
اكتشفوا وجود جزء من سور قديم سليم في مدينة القدس المحتلة، يعتقد أنه كان لحماية
المدينة، لكنه دمر خلال الفتح البابلي، "تم تشييده خلال فترة الهيكل الأول"،
بحسب رواية الاحتلال.
تفنيد مزاعم الاحتلال
وللوقوف على حقيقة المزاعم الإسرائيلية،
قال الباحث الفلسطيني المختص في علم الآثار، عبدالرازق متاني، من فلسطين المحتلة عام
1948: "عندما نتحدث عن الحفريات الإسرائيلية الأثرية في مدينة القدس المحتلة وخاصة
في البلدة القديمة، نحن هنا نتحدث عن حفريات مجندة وليست علمية، تسعى لفرض الرواية
الصهيونية التوراتية المزعومة على القدس ومحيط المسجد الأقصى المبارك وأسفلِه".
ونبه في حديث خاص لـ"عربي21"، إلى أن "هذه الأعمال والحفريات المجندة تقوم بها المؤسسة الإسرائيلية من طرف واحد،
تستهدف مدينة مقدسة يجب على الجميع أن يعمل بكل قوة من أجل الحفاظ عليها؛ لأنها تحمل
إرثا حضاريا كبيرا جدا جدا؛ وهو ما يتطلب رقابة ومتابعة تلك الحفريات التي ينفذها الاحتلال".
وأكد متاني، أن "ما تقوم
بها المؤسسة الإسرائيلية من حفريات في القدس، يأتي بهدف صبغ المدينة بالصبغة اليهودية
الصهيونية، ومن هنا نحن نرفض كل هذه الحفريات التي يقوم بها الاحتلال، ويجب وقفها تماما".
اقرأ أيضا: ماذا تعرف عن بلدة سلوان؟.. هذه أبرز مشاريع التهويد فيها
ونبه إلى أن "الكثير من الباحثين
في مجال الآثار ومنهم يهود، شككوا بالحفريات الإسرائيلية التي تتم في القدس وفي محيط
الأقصى وتحته"، وحذروا من خطورة محاولات الاحتلال إضفاء الصبغة العلمية البحثية
عليها".
وطالب الباحث الفلسطيني، بـ"حماية
الآثار والمقدسات في مدينة القدس المحتلة، مع وجود رقابة دولية فاعلة لما تقوم به المؤسسة الإسرائيلية المرفوض أصلا"، مشددا على ضرورة "الحفاظ على الوضع الراهن
في القدس المحتلة بحسب القوانين الدولية، ولكن ما يقوم به الاحتلال عبر أذرعه المختلفة،
هو تهويد للمكان والرواية والذاكرة".
وبين أن "العمل والحفريات
في هذه الأماكن المقدسة، تخضع لجمعية "إلعاد" اليمينية المتطرفة، التي هي
من أشد المؤسسات الإسرائيلية الصهيونية التي تسعى لتهويد القدس وتثبيت الرواية الصهيونية،
كما يشارك معها سلطة الآثار الإسرائيلية".
ونوه متاتي إلى أن "عمل هذه الجمعية ونشاطها، كان يتم في أعلى منطقة سلوان بوادي حلوة، واليوم أعمالها انتقلت
إلى المحيط القريب من المسجد الأقصى، بمنطقة حائط البراق والمناطق المحيطة"، مؤكدا
أن "المؤسسة الإسرائيلية تقوم بعمليات تهويد مباشرة في مدينة القدس المحتلة".
هدم أسوار المدينة
وزعم "علماء" آثار
إسرائيليون، أنهم اكتشفوا وجود جزء من سور قديم سليم في مدينة القدس المحتلة، يعتقد
أنه كان لحماية المدينة، لكنه دمر خلال الفتح البابلي، وبحسب رواية الاحتلال
"تم تشييده خلال فترة الهيكل الأول، ويعتقد أن الجيش البابلي دمره بالكامل عام
586 قبل الميلاد"، بحسب ما أورده موقع "i24" الإسرائيلي.
وذكر الموقع، أن الاكتشاف المزعوم،
"يتعارض مع رواية الملوك الثانية التوراتية، عن قيام الجيش البابلي بهدم أسوار
المدينة من جميع الجوانب".
ووفق مديري الحفريات "فيليب
فوكوسافوفيتش" من مركز "أبحاث القدس القديمة"، و"جو أوزيل وأورتال"
نيابة عن ما يسمى "سلطة الآثار الإسرائيلية"، فإن "سور المدينة يحمي
القدس من عدد من الهجمات حتى وصول البابليين الذين تمكنوا من اقتحامها واحتلال المدينة،
ومع ذلك، لم يتم تدمير كل شيء، وأجزاء من الأسوار التي وقفت وحمت المدينة لعقود وأكثر،
لا تزال قائمة حتى يومنا هذا".
ولفت الموقع إلى أن "الجزء
الذي تم الكشف عنه حديثا من الجدار، يربط بين قطعتين منفصلتين تم التنقيب عنها في الستينيات
والسبعينيات من القرن الماضي؛ بواسطة عالمة الآثار البريطانية كاثلين كينيون وعالم
الآثار الإسرائيلي إيغال شيلو".
وتابع: "في حين، معظم العلماء
لم يقدّروا أنه كان ينبغي اعتبار البقايا جزءا من سور المدينة، فإن الجزء المكتشف
(حسب مزاعم الاحتلال) حديثا لم يتحد هذا الافتراض فحسب، بل ربما ألقى بالشك في الرواية
التوراتية عن قيام البابليين بهدم الجدران الواقية بأكملها في القدس".
ومن خلال "ربط النقاط على
الخريطة، يوجد الآن جدار محصن يبلغ طوله 200 متر تقريبا، على المنحدر الشرقي للمدينة
في مواجهة "وادي قدرون" (يقع بين المسجد الأقصى وجبل الطور)، تم الكشف عن
هذا القسم الجديد خلال عمليات التنقيب عام 2020"، بحسب ما ذكره موقع "تايمز
أوف إسرائيل".