هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
رغم دخوله في وضع صحي حرج يهدد حياته، يواصل الأسير الفلسطيني الغضنفر أبو عطوان، إضرابه عن الطعام لليوم الـ65 على التوالي، رفضا لاعتقاله الإداري من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
وعن آخر تطورات قضية الأسير أبو عطوان، أوضح المحامي جواد بولس، الذي يتابع قضية، أن "التهمة الموجهة من قبل سلطات الاحتلال للأسير الغضنفر أبو عطوان المضرب عن الطعام لليوم الـ65 على التوالي، أنه ينحدر من سلالة عائلة أيديهم "ملطخة بالدماء" (بحسب التعبير الإسرائيلي)".
وأضاف في تصريح خاص لـ"عربي21": "لا يوجد أي تهمة حقيقة ضد الغضنفر"، مؤكدا أن "الوضع الصحفي للأسير متردي جدا، فمنذ 65 يوما وهو يتغذى على الدهنيات في جسده".
وعبر المحامي بولس، عن خشيته الكبيرة من تلقي خبر "استشهاد الأسير أبو عطوان في أي دقيقة"، موضحا أنه "يتألم باستمرار، ويعاني من صعوب في النطق المنتظم، ودائما يضع يديه على قلبه بسبب نخزات، كما أنه لا يشعر بقدميه بشكل كامل".
وفي وقت سابق، أكد المحامي جواد بولس، الذي يتولى قضية الأسير أبو عطوان، أنّ تقريرا طبيا صدر عن الأطباء في مستشفى "كابلان" الإسرائيلي أمس، "أكدوا فيه ووفقا للمعاينة الظاهرية، أن الأسير المضرب عن الطعام، يعاني من ضعف شديد، وبدأ يفقد قدرته على الحديث"، وفق ما نقله نادي الأسير الفلسطيني في تقرير له وصل "عربي21".
وتابع: "ويعاني أبو عطوان
من آلام حادة في الصدر والظهر وتحديدا في الجهة اليسرى، إضافة إلى أوجاع شديدة في البطن،
وفقدانه القدرة على تحريك أطرافه السفلى".
ولفت التقرير الطبي، إلى أنه
"مع استمراره رفضه أخذ أي نوع من المدعمات أو الفيتامينات، والسكر والملح، فإن هناك
احتمالية أكبر لوفاته المفاجئة، أو حدوث عجز دائم"، علما بأن الأسير خلال فترة
إضرابه، "تعرض لعمليات تنكيل واعتداءات ممنهجة من قبل السّجانين"، بحسب تأكيد
النادي.
محاولات قانونية
وأوضح المحامي بولس، أنّ المحكمة
العليا التابعة للاحتلال، "طلبت من النيابة العامة الرد حتى الأحد القادم، على الالتماس الخاص بطلب نقل
الأسير أبو عطوان إلى مشفى فلسطيني، بعد قرار المحكمة السابق القاضي بتعليق أمر اعتقاله
الإداري"، منوها إلى أن "هذا الالتماس يأتي بعد رفض نيابة الاحتلال طلب نقله
لمشفى فلسطيني".
وأفاد بولس، أن "هذه المحاولات
القانونية تأتي إلى جانب محاولات تجرى على مستويات أُخرى، لتحقيق حرّية الأسير أبو
عطوان الذي دخل مرحلة حرجة مؤخرا".
اقرأ أيضا: أبرز محطات إضراب الأسير الفلسطيني أبو عطوان (إنفوغراف)
ونبه نادي الأسير، إلى أن تردى الوضع الصحي للأسير، "يأتي في ظل استمرار سلطات الاحتلال رفضها الاستجابة لمطلب أبو عطوان رغم ما وصل له من وضع صحيّ حرج"، معتبرا أن "استمرار رفض الاحتلال الاستجابة لطلب الأسير رغم وضعه الصحي الحرج، بمثابة قرار إعدام بحقه".
وتابع: "لا توجد بوادر جدية للاستجابة لمطلبه، رغم المحاولات المستمرة وعلى عدة مستويات في سبيل الضغط على الاحتلال لإنهاء اعتقاله الإداري"، محذرا من تعرض الأسير لـ"وفاة "مفاجئة".
مرحلة صحية حرجة
وبين النادي، أن "الاحتلال
يهدف من خلال عملية المماطلة هذه، إلى إيصال الأسير إلى مرحلة صحية حرجة، فيها يُصاب بمشاكل
صحية مزمنة قد يصعب علاجها لاحقا، وقد استخدمت هذه السياسة الممنهجة مع العشرات من
الأسرى الذين واجهوا سياسة الاعتقال الإداري عبر الإضراب عن الطعام".
ولفت إلى أن "الاحتلال
ومنذ شهر أيّار/ مايو الماضي، يواصل تصعيده في سياسة الاعتقال الإداري، عبر إصدار العشرات
من أوامر الاعتقال الإداريّ، ويساند هذه السياسة بشكلٍ أساس محاكم الاحتلال بدرجاتها
المختلفة"، مشددا على ضرورة "مقاطعة محاكم الاحتلال".
يذكر أن أبو عطوان (28 عاما)،
هو أسير سابق أمضى عدة سنوات في سجون الاحتلال وخاض سابقا إضرابا عن الطعام عام
2019، وهذا الإضراب هو الثاني الذي يخوضه، علما بأنه اعتقل في شهر تشرين الأول/ أكتوبر
2020، وحوله الاحتلال إلى الاعتقال الإداريّ، وأصدر بحقه أمري اعتقال إداريّ مدة كل
واحد منهما ستة أشهر.
وشرع الأسير في إضرابه المفتوح
عن الطعام في 5 أيار/ مايو الماضي، وحينها كان يقبع في سجن "ريمون" الإسرائيلي،
ونقل على إثر إعلانه عن الإضراب إلى الزنازين، وبقي محتجزا فيها 14 يوما، وتعرض خلال هذه
الفترة "للتّنكيل والاعتداء من قبل السّجانين"، ونقل لاحقا إلى سجن عزل
"أوهليكدار"، واُحتجز في "ظروف قاسية وصعبة في زنزانة مليئة بالحشرات،
حتّى إنه اضطر للامتناع عن شرب الماء عدة مرات.